
الارنب والشجرة العجيبة
الأرنب والشجرة العجيبة
في غابة بعيدة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كان يعيش أرنب صغير يُدعى "فوفو". كان فوفو مرحًا وفضوليًا، يحب القفز بين الأشجار واللعب مع أصدقائه من الحيوانات. لكنه كان دائمًا يبحث عن مغامرات جديدة، فهو لم يكن يحب البقاء في مكان واحد لفترة طويلة.
ذات يوم، بينما كان فوفو يستكشف زوايا جديدة في الغابة، لمح شجرة غريبة لم يرَ مثلها من قبل. كانت أوراقها تلمع بألوان قوس قزح، وتفوح منها رائحة زكية لم يشمها من قبل. تعجب فوفو واقترب بحذر، ثم لمس جذعها برفق، فإذا بالشجرة تتحرك قليلًا، وكأنها تستجيب له!
فجأة، سمع صوتًا رقيقًا يقول: “مرحبًا يا فوفو! لقد كنتُ أنتظرك.”
قفز الأرنب إلى الخلف بفزع، ونظر حوله ليرى من يتحدث، لكنه لم يجد أحدًا. وعندما التفت إلى الشجرة، أدرك أن الصوت كان صادرًا منها!
قال فوفو متلعثمًا: “ش..شجرة تتحدث؟ هذا لا يُصدق!”
ضحكت الشجرة برقة وقالت: “نعم، أنا الشجرة العجيبة، ولدي هدية لك، لكن عليك أن تجيب على سؤالي أولًا.”
هدأ فوفو قليلًا وسألها بحماس: “ما هو السؤال؟”
قالت الشجرة: “ما هو الشيء الذي يزداد عندما تشاركه مع الآخرين؟”
فكر فوفو لبعض الوقت، ثم قال مبتسمًا: “المحبة!”
فرحت الشجرة وقالت: “أحسنت يا فوفو! لهذا السبب سأمنحك بذور المحبة، وهي بذور سحرية تنمو لتصبح أشجارًا تنشر الخير والسعادة في الغابة.”
مدّت الشجرة أحد أغصانها، فسقطت منه كيس صغير مليء بالبذور الذهبية. التقط فوفو الكيس بحذر وسأل: “وماذا عليّ أن أفعل بهذه البذور؟”
قالت الشجرة: “ازرعها في أماكن مختلفة من الغابة، وسترى العجائب تحدث من حولك!”
شكر فوفو الشجرة، وانطلق مسرعًا ليبدأ في زراعة البذور. اختار أماكن جميلة بالقرب من بيت السناجب، وعند النهر، وفي ساحة اللعب التي يجتمع فيها الحيوانات كل يوم. كان سعيدًا ومتحمسًا، لكنه لم يكن يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك.
في الصباح التالي، استيقظت الغابة على مفاجأة رائعة. في كل مكان زرع فيه فوفو البذور، نمت أشجار صغيرة بسرعة مذهلة، وأوراقها كانت تلمع بنفس ألوان قوس قزح! لم تكن هذه الأشجار عادية، فقد بدأت تنشر رائحة عطرة تجعل الحيوانات تشعر بالسعادة والسلام.
لاحظت الحيوانات أن الغابة أصبحت أكثر دفئًا وحبًا. بدأ الجميع يساعدون بعضهم البعض أكثر، وتوقفت المشاحنات الصغيرة بين الأصدقاء. حتى الدب الكبير، الذي كان دائمًا غاضبًا، أصبح أكثر هدوءًا وبدأ يبتسم للحيوانات الأخرى.
فرح فوفو كثيرًا عندما رأى أثر البذور السحرية، لكنه أراد التأكد من أن الجميع قد شعر بالسعادة. فذهب إلى العصفورة "زوزو" وسألها: “كيف تشعرين اليوم يا زوزو؟”
ابتسمت زوزو وقالت: “أنا أشعر بسعادة لم أشعر بها من قبل! لقد كنت متعبة من بناء عشي، لكن فجأة شعرت بطاقة كبيرة، وكأن الأشجار الجديدة تمنحني القوة.”
ثم ذهب فوفو إلى السنجاب "ميمو" وسأله عن حاله، فقال ميمو: “لا أعرف ماذا حدث، لكني وجدت نفسي أشارك طعامي مع أصدقائي، وهذا جعلني أشعر بسعادة لم أختبرها من قبل!”
أدرك فوفو أن بذور المحبة قد غيرت الغابة بأكملها. قرر أن يزور الشجرة العجيبة ليشكرها. وعندما وصل إليها، وجدها تنتظره بابتسامة راضية.
قال فوفو: “شكراً لكِ أيتها الشجرة العجيبة! لقد زرعت البذور، والآن الغابة أصبحت مليئة بالمحبة.”
أجابته الشجرة: “لقد أحسنت صنعًا يا فوفو! لكن تذكر، المحبة ليست مجرد بذور تزرعها، بل هي أفعال تقوم بها كل يوم. حافظ على نشر الخير بين أصدقائك، وسيتذكرون دائمًا أثر المحبة.”
هز فوفو رأسه موافقًا، ثم عاد إلى الغابة وهو يفكر في كلمات الشجرة. ومنذ ذلك اليوم، لم يكن فوفو مجرد أرنب مرح وفضولي، بل أصبح رمزًا للمحبة والعطاء في الغابة، وعاش الجميع في سعادة ووئام.
النهاية