
مسجد البوصيري متحف للعمارة والأدب
الإمام البوصيري
لم يشتهر أحد فى مدح خير البريه صلي الله عليه وسلم مثلما أشتهر الإمام شرف الدين البوصيري صاحب البرده الشهيرة ، والتي فاقت شهرتها شهرة صاحبها ، فهي تعد من الفوائد فى مدح النبي ، حتي سار على نهجها الكثير من الشعراء الذين جاءوا بعد الشاعر والأديب والإمام الصوفي الكبير شرف الدين أبي عبدالله محمد بن سعيد حماد بن محسن ، الملقب بالبوصيري ، وذلك نسبة إلي مدينة بوصير بصعيد مصر ، والذي ولد فى أول شوال سنة 608هـ ببلدة دلاص ؛ حيث نشأت أمه ، وشب فى بوصير ، وهي قريه قديمه بين الفيوم وبني سويف ، وكان منها أبوه ، وبعد ذلك نزح منها فى صباه واستقر فى القاهره ، وتلقي فى أحد مساجدها الصغيره بعض العلوم الشرعيه واللغويه .
رحلة كفاح
كان البوصيري رقيق الحال ، لكنه كان يحسن الكتابه وله خط جميل فاشتغل فترة فى كتابة شواهد القبور ، ثم التحق بوظيفة كاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقيه وهناك أمضي بضع سنوات فى الوظيفه لكنه لاقي منها الكثير من المتاعب ، فصور ما رآه فيها من انحرافات ووشايات واستغلال فى بعض أشعاره ، وغادر الشرقيه عائداً إلي القاهره وأفتتح كتاباً لتعليم الاطفال ، ولكنه عاني أيضاً فى هذا الكتاب وسطر هذا فى شعره أيضاً ، و أخيراً جاء إلي الإسكندريه واستوطنها حتي آخر عمره ، وقد عاصر فى حياته عدداً من سلاطين المماليك ومنهم الظاهر بيبرس .. وفى الإسكندريه عرف الإمام البوصيري شيخ الإسكندريه وعالمها الجليل أبا العباس المرسي ولازمه وأقبل على طريقه الصوفي وتتلمذ على يديه .
على مبارك
يقول على مبارك فى خططه : كان البوصيري وابن عطاء الله السكندري تلميذين لأبي العباس المرسي ، فخلع على البوصيري لسان الشعر ، وعلى ابن عطاء صاحب الحكم السان النثر ، ولازم البوصيري أستاذه وأخذ عنه مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وذاع صيته ، وملأت قصائدة الآفاق ، وقد توفي البوصيري بالإسكندريه عام 694 هـ
وصف المسجد
المسجد هو تحفه معماريه ، يتكون من مربعين منفصلين ؛ المربع الأول يشمل صحن المسجد وتتوسطه نافورة وتحيط به الأروقه من جميع الجهات ، أما المربع الثاني فيوجد به إيوان القبلة ويؤدي إلي ضريح الإمام البوصيري ؛ حيث تعلوه قبة من الصاج ، والمسجد ومئذنته ، التي فى شكل مسله ، يمثلان الطراز التركي فى القرن التاسع عشر ، وقد شهد المسجد فى الآونه الأخيرة ترميماً وتطويراً شمل الجزءين معاً وأيضاً مبني المسجد من الخارج .
البردة المباركه
على جدران مسجد البوصيري كتبت أبيات البردة المباركه ، والتي أشتهر بها الإمام وارتبط اسمه بها ، وأصبحت هذه القصيده من أهم القصائد التي يتغني بها المداحون فى الليالي الدينيه وفي الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ، وأصبحت ملهمه للشعراء الذين يكتبون شعرهم فى مدح النبي الكريم . ويروي أنه سماها “ البردة ” لأنه كان مريضاً فرأي النبي صلي الله عليه وسلم وقد حنا عليه غطاه ببردته (عباءته ) فبرئ بعدها من مرضه ؛ لهذا سميت أيضاً بـ “البرأة” وتسمي ايضاً بـ “الميمية” لأن آخر قافيتها حرف الميم .