: سيرة الجنرال مارتينيث كامبوس
ميلاد ومسيرة مبكرة
وُلد أرثينيو مارتينيث كامبوس يوم 14 ديسمبر 1831 في إقليم شقوبية. انخرط في التعليم العسكري منذ صغره، وانضم إلى هيئة الأركان العامة الإسبانية عام 1852، حيث أظهر كفاءة عالية أهّلته ليُشارك في بعثة عسكرية بقيادة الجنرال خوان برم إلى المكسيك سنة 1861.
وبعدها، خدم في كوبا، حيث خاض معارك طويلة ضد المتمردين الكوبيين حتى عام 1872، ليعود بعدها إلى إسبانيا حيث كُلّف بقمع تمردات داخلية في فالنسيا وقرطاجنة.
ثورته التي أعادت الملكية
عندما أعلن الأمير ألفونسو – نجل الملكة المخلوعة إيزابيلا الثانية – عودة الملكية الدستورية في 24 نوفمبر 1874، انضم إليه مارتينيث كامبوس، مع مجموعة من الجنرالات الذين فقدوا الثقة في الجمهورية. وقاد ثورة عسكرية ناجحة، أدّت إلى تتويج ألفونسو الثاني عشر ملكًا على إسبانيا.
ولم تتوقف مساهماته عند هذا الحد، بل قاد قوات الحكومة ضد الكارليين في الحرب الأهلية، وتمكن من تخفيف حدة القتال من خلال اتفاقيات إنسانية تحمي الجرحى والأسرى، وساهم ذلك في إنهاء الحرب رسميًا في فبراير 1876.
السلام في كوبا: "اتفاق زانخون"
كان أسلوب مارتينيث كامبوس في إدارة النزاعات يعتمد على الحكمة والاعتدال، وهو ما تجلّى في كوبا أيضًا. حيث عاد إليها مجددًا لإنهاء التمرد الذي استمر عشر سنوات، وتمكّن عبر مفاوضات من إبرام اتفاق زانخون في 10 فبراير 1878، الذي أنهى التمرد مؤقتًا وجلب فترة من السلام النسبي.
المناصب العليا والحملة المغربية
بعد عودته، شغل منصب رئيس وزراء إسبانيا عام 1879 لفترة وجيزة، ثم تولّى وزارة الحرب عام 1881. وفي عام 1893، أُرسل إلى المغرب على رأس حملة عسكرية بعد اندلاع أزمة حدودية، وتمكن من إنهاء النزاع من خلال معاهدة مراكش التي وُقّعت في 29 يناير 1894.
نهاية المسيرة
في العام التالي، كُلّف مرة أخرى بقيادة القوات في كوبا، لكنه لم ينجح هذه المرة في إخماد الثورة، فاستقال من منصبه وعاد إلى إسبانيا عام 1896، حيث قضى بقية حياته بهدوء حتى وفاته يوم 23 سبتمبر 1900 في مدينة ثاراوث..
إرث لا يُنسى
يُذكر مارتينيث كامبوس اليوم كشخصية عسكرية فذّة، جمعت بين قوة السلاح وفطنة السياسة. لم يكن مجرد جنرال في ساحة معركة، بل رجل دولة سعى إلى إحلال السلام بقدر ما خاض الحروب
