فرسان الهيكل ضد صلاح الدين الأيوبي

فرسان الهيكل ضد صلاح الدين الأيوبي

0 المراجعات

  انتزعت القدس من الفاطميين على يد الصليبيين عام 1099م، وقتل إثر ذلك أكثر من 70000 من المسلمين، وأسسوا بذلك مملكة أسموها أورشلين.

  عام 1118م سافر إلى القدس 9 فرسان صليبيين وجميعهم من سلالة يهودية، كان على رأسهم هوج دي باين وأندريه دي مونتبارد، التقوا بالملك بالتون الثاني (الأخ الأصغر لأول ملوك أورشليين _ ملوك القدس الصليبيين _). وأسفر عن هذا اللقاء تأسيس منظمة فرسان الهيكل وسموا أنفسهم “الجنود الفقراء من أتباع المسيح وهيكل سليمان”، وذلك بدعم وطلب مباشر من الفارس الفرنسي هيوغس ديبانز. كان الهدف المعلن عن المنظمة هو حراسة طريق الحج المسيحية من سواحل يافا إلى أورشلين وحماية الحجاج المسيحيين القادمين من أوربا من أي خطر أو تهديد. هذه الحجة لم تكن سوى كذبة وغطاء لأهدافهم الحقيقية، والمضحك في الأمر، كيف ل 9 فرسان فقط في الأربعينيات من العمر حراسة وتأمين القوافل على طول الطريق الطويل..

            فما هو الهدف الخفي والحقيقي وراء قدومهم؟

  خلال الأعوام الأولى لم تقم منظمة فرسان الهيكل بأي شيء له علاقة بالمهمة اللتي ادعوا أنهم جاءوا من أجلها من حراسة وتأمين فهم كانوا منشغلين بالحفر. وذلك ما اكتشفه بعد ذلك البريطاني وارين في سنة 1867م، أنفاق حفرها فرسان الهيكل تحت المسجد الأقصى وفيها بعض آثارهم من ترس وصلبان. فلقد كان هدف فرسان الهيكل ومهمتهم الرئيسية هي البحث عن الكنوز والكتب من عهد سليمان عليه السلام. بعد انتهائهم من حفرياتهم وحصولهم على مبتغاهم، عاد فرسان الهيكل إلى فرنسا سنة 1129م، ثم رحل الأستاذ الأعظم لهم هوج دي باين ومعه دي مونتبارد إلى إنجلترا ثم سكوتلاندا واقتطعوا لهم أرضا شاسعة أصبحت بعد ذلك مقر قيادة لهم وتنظيم عرف اليوم باسم الماسونية

في عام 1170م، أصبحت المنظمة الماسونية هي الأولى في مملكة القدس رغم أعدادهم القليلة، ذلك أن فارس الهيكل يتصف بصفات لا تناظر أي جندي صليبي آخر: كالقوة البنيوية والتدريب العالي والتسليح الجيد … حتى أصبحوا يعرفون في أوربا بالقوة التي لا تقهر.

  بعد نهاية الدولة الفاطمية قام صلاح الدين الأيوبي _رحمه الله_ بجمع شتات وشمل المسلمين وتحت راية واحدة _راية الإسلام_ وبدأ بترتيب الصفوف، وتأسيس الدولة الأيوبية عام 1174م. التي كانت الشرارة الأولى لإعلاء لواء الدين الإسلامي بعد انكسار دام لأكثر من مئة عام.

والحقيقة التي غابت في زماننا ولم تعد تدرس اليوم أن فرسان الهيكل كانت القوة التي قد حاربها صلاح الدين الأيوبي _رحمه الله_ على مدار عشرات السنين في بيت المقدس. فقد كان على علم واسع أن فرسان الهيكل هم من كانوا يحكمون القدس تحت غطاء كنيسي صليبي.

  سنة 1777م خرج صلاح الدين من القاهرة مع 20000 مقاتل وخيم في مدينة بلبيس المصرية، ثم توجه منها إلى الأجزاء الجنوبية لفلسطين فنزل إلى مدينة عسقلان التي يحتلها الصليبيون وأخذها منهم بسهولة إلى أن وصل مشارف القدس. وعندما أحس ملك القدس بلدوين الرابع بظهور قوة المسلمين من جديد، قام بالتحرك مع فرسان الهيكل من مدينة غزة إلى مدينة عسقلان. علم صلاح الدين الأيوبي بذلك فأخذ بعضا من جنوده فقط وتقدم بهم نحو مدينة الرملة (من أكبر المدن الفلسطينية في ذلك الزمن)، وبين ما هم فيها اعترضهم نهر تل الصافية فتفرقوا يبحثون عن مكان يصلح لعبورهم. وبينما هم في هذه الحال، ظل الصليبيون يراقبون تحركاتهم فانتهزوا الفرصة وهاجموهم من وراء ظهورهم بقيادة الأمير أرناط وملك القدس بلدوين الرابع. لم يكن مع صلاح الدين في تلك اللحظة سوى عدد قليل من أمرائه وجنوده. 

 

يتبع 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة