البيت رقم ٩
*البيت رقم 9**
في أطراف بلدة صغيرة نائية، كان هناك بيت قديم مهجور يعرفه الجميع باسم "البيت رقم 9". لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه منذ ثلاثين عامًا، بعد أن اختفت عائلة كاملة كانت تسكنه في ليلةٍ عاصفة، دون أن يُترك خلفهم أي أثر… سوى صراخٍ خافت كان يُسمع من داخله أحيانًا في الليالي المظلمة.
**التحذير**
رائد، شاب مهووس بقصص الرعب والظواهر الخارقة، قرر أن يبيت ليلة كاملة داخل البيت رقم 9، كجزء من تحدٍّ بينه وبين أصدقائه. لم يأخذ أحد التهديدات على محمل الجد، بالرغم من أن العجوزة "أم فهد"، وهي الجارة الوحيدة القريبة من البيت، حذرته قائلةً:
> “البيت ما يسكنه بشر، اللي فيه شيء مو من عالمنا… لا تغلط نفس الغلطة اللي سواها أبوك.”
تجمد رائد حينها، لكن والدته أنكرت أي صلة بالموضوع، فقرر أن يتجاهل كلمات العجوز، ظنًا أنها مجرد خرافات. **الليلة الأولى**
عند الساعة العاشرة مساءً، دخل رائد إلى البيت. الباب كان مواربًا، وكأن أحدًا ينتظره. كان الجو باردًا على نحو غير طبيعي، والبيت مغطى بالغبار والعناكب. صعد إلى الطابق العلوي حيث سمع أن العائلة اختفت. وهناك وجد غرفة مغلقة بسلسلة صدئة، وعلى الجدار أمامها كتب بخط أحمر:
> “اللي يدخل… ما يطلع.”
ضحك ساخرًا، وفتح السلسلة بكسر القفل الحديدي، فصدر صوت صرير غريب، وكأن شيئًا ما استيقظ…
**الساعة 3:13 فجراً**
استفاق رائد من نومه على صوت خطوات بطيئة قادمة من الطابق السفلي. ظن أنه يتخيل، لكنه سمع بوضوح صوت أنفاس ثقيلة تقترب منه شيئًا فشيئًا. حمل الكشاف وتوجه إلى السلم، لكنه لم يجد أحدًا… حتى نظر إلى المرآة المعلقة في نهاية الممر.
رأى فيها فتاة صغيرة ترتدي فستانًا أبيض، رأسها مائل، وعيناها سوداوان بالكامل. لكنها لم تكن في الممر الحقيقي… فقط في المرآة.
قبل أن يصرخ، سقط الكشاف من يده، وانطفأ.
### **الاختفاء**
في صباح اليوم التالي، ذهب أصدقاء رائد إلى البيت ليأخذوه كما اتفقوا. وجدوا بابه مفتوحًا، والكشاف على الأرض، لكن لا أثر له. تفقدوا كل الغرف، حتى وجدوا شيئًا مرعبًا على جدار الغرفة التي دخلها:
> “جيت مكاني… الحين دورك.”
وعلى الأرض… كاميرا كانت تسجل. حين شاهدوها، ظهر رائد وهو يهمس وهو ينظر إلى شيء غير مرئي:
> “هي تشوفنا… بس ما نقدر نشوفها… لا تطالع وراك…”
ثم انقطع التسجيل فجأة، مع صرخة مروعة.
