حقيقة أصل أسطورة "العروسة أنابيل" خيال من المؤلف أم واقع حدث في الماضي؟
أنابيل مستوحاه من جريمة قتل حصلت سنة ١٩٦٤ في واشنطن لبنت تدعى "بيل".
بيل كانت بنت ملامحها عادية مش مبهرة ولا قبيحة في نفس الوقت، عيونها سودا وبشرتها قمحاوية.
كانت كل مشكلتها بس في وزنها، لأنها مبتزيدش عن الأربعين كيلو، رغم أن طولها ١٦٠، وده كان مسببلها حرج كبير وتنمر طول الوقت.
ولأنها مش عايزة تتجه للعقاقير الطبية، قالت أكيد هتقابل اللي يحبها على طبيعتها وينبهر بشخصيتها وأخلاقها بعيدًا عن ملامحها أو جسمها.
وبالفعل بيل وقعت في حب زميل ليها من الجامعة يدعى "انايا" وهي في عُمر الـ١٩ عام.
ولأنه كان بيعاملها كويس دونًا عن بقية صحابها، قررت بيل تلمح له بطريقة غير مباشرة وقالتله "لو أنا بحب شخص معين من طرف واحد، ونفسي يُعجب بيا هو كمان، إزاي اعترفله؟".
كان رده عليها وقتها قالها "شوفي هو بيحب إيه، واعمليه بحيث تلفتي نظره ليكي".
بيل كانت سعيدة جدًا وقربت لـ "انايا" جدًا غير أي فترة فاتت، وفي مرة تعمدت تشاورله على زميلة ليهم وزنها حوالي ٩٠ كيلو، وقالتله "تفتكر اللي وزنها زي كده ممكن تتحب وتتجوز عادي ؟".
ولأن انايا مبيحبش التنمر نهرها ودافع عن صديقتهم وقالها "دي وزنها مثالي، ياريت مننتقدش غيرنا، وأنا عن نفسي اتمنى واحدة زيها".
وده اللي كانت بيل عايزة توصله، رغم أنه فهمها بشكل خاطئ، لكنها خدت بكلامه وجريت على الصيدلية طلبت تاخد حقن كورتيزون علشان توصل لوزن التسعين في اقل من أسبوعين.
خلال الاسبوعين دول اختفت بيل من الجامعة علشان تفاجئ "انايا" بشكلها الجديد، وعلشان يفهم أنها بتغير من نفسها علشانه.
بيل جسمها باظ واتبهدلت حتى وشها اتنفخ واتملى خطوط حمرا نتيجة التخن المُفاجئ، وراحت الجامعة استقبلت تنمر أكبر بكتير من اللي كانت بتشوفه.
مفرقلهاش كل اللي بيحصل، لحد ما وصلت لـ "انايا" اللي معرفهاش من شكلها العجيب جدًا الـ وصلتله، وقالها بالنص "انتي بقيتي بشعة، ليه تعملي كده في نفسك؟!".
هنا بيل خدت الصدمة، ومقدرتش تسيطر على مشاعرها وقالتله أنها عملت كده علشانه، لكن انايا متقبلش كلامها ورفض علاقته بيها حتى على سبيل الصداقة لأنها تعدت حدودها.
بيل من اكتئابها سابت الجامعة ومكملتش تعليم، وهلكت نفسها تمارين علشان ترجع لوزنها من تاني، لدرجة أنها بطلت أكل نهائي وعاشت على تناول الخس والماية فقط.
لكن كل ده مرجعلهاش جسمها من تاني، رجعت أبشع بكتير، وكلها علامات وحروق وجلد مكرمش كأنها ست عجوزة وعضم وشها بارز من الخدين.
ولأن ملامحها اتبدلت من ملامح بريئة لـ ملامح مرعبة، فرصتها في الزواج قلت جدًا.
فضلت عايشة مكتئبة بتشوف الدنيا من ورا شباك اوضتها لحد ما تمت الأربعين سنة.
وفي يوم واحدة من جيرانها عرضت عليها أنها تتجوز راجل في عُمر الـستين، واهو ضل راجل ولا ضل حيطة بحيث متموتش لوحدها ومحدش يحس بيها.
ولأن بيل خلاص زهدت من حياتها، وافقت.
وفي ليلة زفافها استخدمت مساحيق تجميل كتير غطت بيها عيوب ملامحها، وده خلى شكلها زي اللي في الصورة بالظبط.
لما طلعت شقتها مع زوجها المريض اللي كان متسند عليها بالعافية، دخلت خدت دش وخرجت، ولما شافها الراجل الكبير وشاف بشاعتها فضل يصرخ لحد ما مات.
اتجمعوا الجيران على صوت صراخه وفضلوا يخبطوا على الباب، وبيل عرفت أنها خلاص بالشكل ده متهمة في موت زوجها من أول ساعة جواز.
قررت قبل ما تتبهدل في أخر أيامها، انتحرت وقطعت شراينها بعد ما كتبت على ورقة "أنابيل"، وده اسم البنت اللي كان نفسها تنجبها من زميلها "انايا"، بحيث تجمع اسمه واسمها سوا.
الناس لما شافوها منتحرة وجوزها ميت عينه مبرقة ومخضوض، اعتبروا أن كلمة "أنابيل" على الورقة دي إسم اللعنة اللي صابتهم، وعملوا عروسة على شكلها وأساطير كتير بتروي حكايات مختلفة.
الغرض من الحكاية دي كلها، اننا منغيرش من طبيعتنا لأجل شخص معين، ولا نمحور حياتنا على حلم واحد.
الحياة جميلة مش لازم نُرزق فيها بكل اللي نتمناه، لو رضينا باللي نمتلكه هنعيش في قمة سعادتنا.
الجمال رزق، الصحة رزق، المال رزق، الانجاب رزق، الستر رزق، حب الناس رزق، مش لازم نحصل عليهم كلهم.