
"البائع الذي صار مليونيرًا"
البائع الذي صار مليونيرًا
في أحد شوارع القاهرة القديمة، كان شاب يُدعى "أحمد" يبيع المناديل على إشارات المرور. لم يكن عمره يتجاوز 16 عامًا، وكان يحمل صندوقًا صغيرًا فيه مناديل وبعض الحلوى البسيطة، يجوب به الشوارع منذ الفجر حتى المساء. كل من مر به كان يراه مجرد بائع بسيط، لكن داخله كان يحمل حلمًا كبيرًا.
لم يكن أحمد يتسول أو يطلب مالاً من الناس بلا مقابل. كان يقول دائمًا: "مش عيب أشتغل، العيب إني أقعد مستني حد يرحمني." ورغم صغر سنه، كان يمتلك عقل تاجر، فكان يلاحظ أي سلعة تمشي أكثر، ويتعلم من أخطاء البيع، ويوفر من أرباحه يوميًا حتى لو كانت جنيهات قليلة.
في يوم من الأيام، وقف أمام سيارة بها رجل أعمال معروف. بدل ما يشتري منه، سأله الرجل: "أنت بتشتغل ليه؟ مش المفروض تكون في المدرسة؟" رد أحمد بمنتهى الصراحة: "نفسي أتعلم، بس الظروف أقوى مني. فقلت أبدأ من الشارع، لحد ما أقدر أغير حالي." أعجب الرجل بكلامه، واشترى منه كل المناديل اللي معاه، وسأله: "لو ساعدتك تتعلم، هتستمر؟" أحمد قال: “أوعدك مش هخذلك.”
وبالفعل، ساعده الرجل يدخل مدرسة مسائية، وبدأ أحمد يشتغل في شركة صغيرة بعد المدرسة. وفضل يجتهد ويتعلم كل حاجة عن البيع، والتسويق، وكيفية إدارة الفلوس. وفي خلال 5 سنين، كان أحمد بيشتغل في شركة أدوات مكتبية، وقدر يفتح فرع صغير خاص بيه بفلوس كان بيجمعها من مرتبه.
ومع الوقت، بدأ المشروع يكبر، وأحمد بدأ يدخل في شراكات بسيطة، ويوزع منتجاته لمحلات أكتر. تعلم الإنترنت، وبدأ يبيع أونلاين، وسوّق شغله على منصات التواصل، وكان دايمًا بيركز على جودة المنتج وخدمة الزبون.
بعد 10 سنين من الشغل المتواصل، بقى عنده شركة بتبيع لآلاف العملاء، وعنده موظفين وشركاء، لكن عمره ما نسي الشارع اللي بدأ منه. كان بيرجع كل فترة، ويدور على أطفال زي ما كان، ويساعدهم في التعليم أو يديهم شغل مناسب.
أحمد النهاردة بقى من الشباب المعروفين بقصص النجاح، لكن لما تسأله عن السر، يقول: “السر؟ الإصرار... ورضا ربنا. أنا ماكنتش مستني حد يشفق عليا، أنا كنت مستني فرصة، ولما لقيتها، مسكت فيها بإيدي وسناني.”
قصة أحمد مش بس عن الفلوس، لكنها عن الإرادة، وتحدي الظروف، وتحويل الضعف لقوة. هو مثال حي إن البداية مش بتحدد النهاية، وإن الشوارع ممكن تربي مليونير، لو كان عنده حلم وعزيمة.