بصر و سمع

بصر و سمع

0 reviews

بصر و سمع 

انا لقمان شاب في مقتبل العمر كفيف و اصم ولدت يتيما فاضت روح امي بعد انجابي اما ابي فوجوده لا يعني لي شيئا سوى الكرب و المحن. منذ صغري و انا احاول ايجاد غاية و سببا لبقائي على قيد الحياة لا ادري كيف فقدت سمعي ولا كيف فقدت بصري شكلي و مظهري الخارجيين لم ارهما قط ما حييت تبدو قصتي ماساوية منذ البداية اليس كذلك لا تقلق عزيزي القارئ تنتظرك احداث ووقائع ستفتح بصيرتك و ذهنك لكي تعلم ان السعادة لا تقتصر فقط على الجاه او المال او حتى النسب بل على ابسط من ذلك ولكننا قوم جاحدون.

اعرفكم بداية على ابي لم ار شكله قط ولم اسمع صوته كذلك لكن ذلك لم يمنعني من ادرك مدى قسوته وبهتانه لم يكن يطعمني الا الفتات الفتات حتى لغة بريل لم يعلمني اياها الا بشق الانفس ولم يكن كرما او حبا من لدنه بل رغبة و طمعا في استغلالي وتبرئة نفسه امام الملا لئلا يقولو عنه مهمل او ظالم. فقداني والدتي كان بالفعل بلاء عظيم وحمل ثقيل حين كنت طفلا لانني كنت اشد حاجة لشخص يغمرني بحنانه و يواسيني بعد توبيخ ابي ونهره الدائمين. في مرحلة المراهقة طفح كيلي من الحياة اجمعها بعد سلسة لا متناهية من التنمر والتنمر والشفقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بلغ السيل الزبى وقررت الانتحار نعم الانتحار ولم لا ماالذي استفدته من هذه الحياة ابي زير نساء وامي متوفية وحواسي ناقصة تكاد تكون منعدمة اذن فالانتحار هو الحل الامثل لاضع حدا لهذه المعاناة عديمة التفسير. كل هذا كلام فارغ و يتوجب علي الاستغفار وشكر الله على نعمه التي لاتحصى بدل الشكوى و التذمر لكن ما الذي او بالاصح من الذي كان بصحبتي حينها ليخبرني هذا الكلام. لذلك صعدت السلالم وتوجهت نحو السطح بكل خيبة و غضب وانا الازم الحائط لاتجنب السقوط او التعثر. رميت العصا منافيا بذلك تلك المقولة التي تفيد اول ما يفعله الاعمى حين يبصر هو رمي العصا ورميتها قبل الابصار متوجها بدون حذر نحو حافة السطح. افكر في نفسي هل انتحار طفل بعمر العشر سنوات سيمس مشاعر الناس ويوقظهم من غفلتهم تجاه تصرفاتهم البليدة و اللامبالية فان كان الجواب نعم سارمي بنفسي بكل فخر و ان لم يكن كذلك فسارمي بنفسي بكل قهر.

انني الان اقف على الحافة و قد جفت دموعي اردد في نفسي اخيرا ساقابلك يااماه وساخبرك بكل ما فعلوه بي وبكل ما قذفوني به لمجرد انني بدون حاستين. لم يرو قدرتي على المشي واللمس والاكل والشرب و قدرتي على الاحساس بل كانو في ذلك صما وبكما وعميانا………..

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles