زياد وجاك: رفيق الألم والأمل

زياد وجاك: رفيق الألم والأمل

0 المراجعات

زياد وجاك: رفيق الألم والأمل
في زاوية من الغرفة المظلمة، حيث تتسلل أشعة الشمس بصعوبة، جلس زياد، الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، يحتضن كلبه "جاك". كانت نظراته تائهة، تحمل ثقلًا أكبر من سنه. لم يكن جاك مجرد كلب، بل كان آخر قطعة من عالم زياد القديم. بعد حادث مأساوي أودى بحياة والديه، أصبح زياد يعيش مع جدته في منزل غارق في الصمت.

كان جاك، الكلب البني ذو العيون الحزينة، يفهم صمت زياد. يضع رأسه على ساق الطفل الصغيرة، كأنه يشاركه الألم. كانت كل ليلة، بعد أن تخلد الجدة إلى النوم، يهرب زياد وجاك إلى عالم افتراضي خاص بهما. كانا يتخيّلان أن والديهما في رحلة طويلة، وسيعودان يومًا ما.

في أحد الأيام، جاءت الجدة بوجه شاحب، وقالت لزياد: "يا بني، جاك مريض. نحتاج إلى طبيب بيطري." كلمات الجدة كانت كالصاعقة. كان جاك يعاني من مرض نادر، وتكاليف علاجه كانت باهظة جدًا. كانت الجدة لا تملك ما يكفي من المال، وشعرت بالعجز.

شعر زياد باليأس يلتف حول قلبه. كيف يمكن أن يفقد جاك أيضًا؟ في تلك الليلة، قرر زياد أن يفعل شيئًا. أخذ هاتف محمول قديمًا من درج والدته، وفتحه. تذكر كيف كانت والدته تستخدمه للبحث عن الأشياء. بحث زياد في جوجل، وكتب بيده الصغيرة: "كيف أجمع المال لعلاج كلبي؟".

أظهرت نتائج البحث أفكار إبداعية لجمع التبرعات. قرر زياد أن يبيع رسوماته. رسم زياد لوحات بسيطة، لكنها كانت مليئة بالمشاعر، وصورًا لجاك. وضع زياد الرسومات على طاولة صغيرة أمام المنزل. كانت الجدة، في البداية، تظن أن الأمر مجرد لعب أطفال، لكنها تفاجأت بمرور الجيران. توقفت إحدى الجارات، ونظرت إلى رسم لجاك وابتسامة زياد. تأثرت كثيرًا، واشترت الرسمة.

انتشر الخبر بسرعة. بدأ الناس يأتون لشراء رسومات زياد، متأثرين بقصته. كان زياد يشعر بالأمل يتجدد. في كل مرة كان يرى فيها جاك يلهو قليلًا، كان يشعر أن جهوده لم تذهب سدى.

بعد أيام قليلة، تمكن زياد من جمع ما يكفي من المال. ذهب مع جدته وجاك إلى عيادة بيطرية. الطبيب البيطري، بعد فحص جاك، قال إن المرض يمكن علاجه. كانت لحظة فارقة. نظر زياد إلى جاك، ورأى في عينيه لمعة أمل.

عاش زياد وجاك حياة سعيدة بعد ذلك. تعلم زياد أن الحب والأمل يمكن أن يصنعا المعجزات، وأن الإنترنت يمكن أن يكون أداة مساعدة في الأوقات الصعبة. لم ينسَ زياد أبدًا أن جاك لم يكن مجرد كلب، بل كان رفيقًا للألم، ورمزًا للأمل، وسببًا جعله يرى أن الحياة، رغم قسوتها، تستحق أن نناضل من أجلها

 

زياد وجاك: رفيق الألم والأمل
في زاوية من الغرفة المظلمة، حيث تتسلل أشعة الشمس بصعوبة، جلس زياد، الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره، يحتضن كلبه "جاك". كانت نظراته تائهة، تحمل ثقلًا أكبر من سنه. لم يكن جاك مجرد كلب، بل كان آخر قطعة من عالم زياد القديم. بعد حادث مأساوي أودى بحياة والديه، أصبح زياد يعيش مع جدته في منزل غارق في الصمت.

كان جاك، الكلب البني ذو العيون الحزينة، يفهم صمت زياد. يضع رأسه على ساق الطفل الصغيرة، كأنه يشاركه الألم. كانت كل ليلة، بعد أن تخلد الجدة إلى النوم، يهرب زياد وجاك إلى عالم افتراضي خاص بهما. كانا يتخيّلان أن والديهما في رحلة طويلة، وسيعودان يومًا ما.

في أحد الأيام، جاءت الجدة بوجه شاحب، وقالت لزياد: "يا بني، جاك مريض. نحتاج إلى طبيب بيطري." كلمات الجدة كانت كالصاعقة. كان جاك يعاني من مرض نادر، وتكاليف علاجه كانت باهظة جدًا. كانت الجدة لا تملك ما يكفي من المال، وشعرت بالعجز.

شعر زياد باليأس يلتف حول قلبه. كيف يمكن أن يفقد جاك أيضًا؟ في تلك الليلة، قرر زياد أن يفعل شيئًا. أخذ هاتف محمول قديمًا من درج والدته، وفتحه. تذكر كيف كانت والدته تستخدمه للبحث عن الأشياء. بحث زياد في جوجل، وكتب بيده الصغيرة: "كيف أجمع المال لعلاج كلبي؟".

أظهرت نتائج البحث أفكار إبداعية لجمع التبرعات. قرر زياد أن يبيع رسوماته. رسم زياد لوحات بسيطة، لكنها كانت مليئة بالمشاعر، وصورًا لجاك. وضع زياد الرسومات على طاولة صغيرة أمام المنزل. كانت الجدة، في البداية، تظن أن الأمر مجرد لعب أطفال، لكنها تفاجأت بمرور الجيران. توقفت إحدى الجارات، ونظرت إلى رسم لجاك وابتسامة زياد. تأثرت كثيرًا، واشترت الرسمة.

انتشر الخبر بسرعة. بدأ الناس يأتون لشراء رسومات زياد، متأثرين بقصته. كان زياد يشعر بالأمل يتجدد. في كل مرة كان يرى فيها جاك يلهو قليلًا، كان يشعر أن جهوده لم تذهب سدى.

بعد أيام قليلة، تمكن زياد من جمع ما يكفي من المال. ذهب مع جدته وجاك إلى عيادة بيطرية. الطبيب البيطري، بعد فحص جاك، قال إن المرض يمكن علاجه. كانت لحظة فارقة. نظر زياد إلى جاك، ورأى في عينيه لمعة أمل.

عاش زياد وجاك حياة سعيدة بعد ذلك. تعلم زياد أن الحب والأمل يمكن أن يصنعا المعجزات، وأن الإنترنت يمكن أن يكون أداة مساعدة في الأوقات الصعبة. لم ينسَ زياد أبدًا أن جاك لم يكن مجرد كلب، بل كان رفيقًا للألم، ورمزًا للأمل، وسببًا جعله يرى أن الحياة، رغم قسوتها، تستحق أن نناضل من أجلها

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة