تشيرنوبل:قصة انفجار نووي

مسلسل تشيرنوبل (Chernobyl) إنتاج 2019 هو عمل درامي تاريخي من 5 حلقات، يروي كارثة انفجار المفاعل النووي الرابع في محطة تشيرنوبل بالاتحاد السوفيتي سنة 1986، وكيف تعاملت السلطات والعلماء مع الأزمة.

الحلقة الأولى:

• تبدأ الأحداث بانفجار المفاعل الرابع في محطة تشيرنوبل النووية.
• العمال والمهندسون في المحطة يحاولون فهم ما حدث، بينما المسؤولون يرفضون الاعتراف بحجم الكارثة.
• رجال الإطفاء يصلون إلى الموقع، ويتعرضون لجرعات هائلة من الإشعاع دون إدراك خطورته.
• المستشفيات في مدينة بريبيات تستقبل أول المصابين، بينهم رجال الإطفاء وعائلاتهم.

الحلقة الثانية:

• يتم استدعاء العالم السوفيتي فاليري ليغاسوف للتحقيق في الكارثة، إلى جانب السياسي بوريس شيربينا.
• يتضح أن الإشعاع خطير جداً، لكن السلطات تحاول التعتيم على الأمر.
• مدينة بريبيات تُخلى من سكانها بعد تأخير كبير، ويبدأ نقل عشرات الآلاف إلى مناطق آمنة.
• تظهر شخصية أولانا خوميوك (عالمة نووية خيالية في المسلسل تمثل مجموعة علماء حقيقيين) التي تسعى لمعرفة السبب.

الحلقة الثالثة:

• ليغاسوف وشيربينا يكتشفان أن قلب المفاعل مكشوف، وإذا تسرب الإشعاع إلى المياه الجوفية سيحدث انفجار أكبر بكثير.
• يتم إرسال عمال شجعان (يسمونهم "الغواصون") للنزول تحت المفاعل لتصريف المياه، في مهمة شبه انتحارية.
• يتم استدعاء مئات الآلاف من الجنود والعمال "المُصفّين" لتنظيف المنطقة، وإزالة المواد المشعة.

الحلقة الرابعة:

• الجنود يُجبرون على قتل الحيوانات الملوثة بالإشعاع في المناطق المحيطة.
• يبدأ بناء "الساركوفاغ" (غلاف ضخم من الخرسانة والفولاذ) لتغطية المفاعل المدمر.
• العلماء يستمرون بالتحقيق في الأسباب التقنية للانفجار، وسط ضغوط من الحكومة لإخفاء الحقائق.

الحلقة الخامسة (الأخيرة):

• تبدأ محاكمة المسؤولين عن الكارثة.
• ليغاسوف يقدم شهادته ويشرح الخطأ الهندسي في تصميم المفاعل (عيب في قضبان التحكم RBMK) والقرارات المتهورة من إدارة المحطة.
• يواجه ضغوطاً لإخفاء الحقيقة لكنه يصر على قولها.
• في النهاية، يكشف المسلسل عن مصير الشخصيات:
  • ليغاسوف ينتحر بعد عامين بسبب التعتيم والخذلان.
  • شيربينا يتوفى بعد بضع سنوات نتيجة التعرض للإشعاع.
  • آلاف الجنود والعمال والمدنيين تأثروا بالإشعاع بدرجات متفاوتة.
• يختم العمل بالتأكيد على ثمن الكذب والتستر، مقابل قيمة الحقيقة. 

أما عن القصه الحقيقية وما حدث ليلة الكارثة

• في 26 أبريل 1986 الساعة 1:23 صباحًا، كان المهندسون في محطة تشيرنوبل النووية (شمال أوكرانيا حاليًا، وكانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي وقتها) يجرون تجربة لاختبار قدرة المفاعل الرابع (من نوع RBMK) على توليد الكهرباء أثناء انقطاع التيار.
• التجربة كانت خطيرة وتم تنفيذها بطريقة غير آمنة، ومع وجود عيوب في تصميم المفاعل نفسه، حدث انفجارين متتاليين دمّرا سقف المفاعل.
• النتيجة: انطلاق كمية هائلة من المواد المشعة (ما يعادل انفجار قنبلة نووية صغيرة) في الهواء.

حجم الكارثة

• الانفجار أطلق مواد مشعة مثل اليود-131 والسيزيوم-137 لمسافة وصلت إلى شمال ووسط أوروبا.
• مدينة بريبيات (قريبة من المفاعل – 50 ألف نسمة) لم يتم إخلاؤها إلا بعد 36 ساعة، ما أدى إلى تعرض السكان لجرعات خطيرة من الإشعاع.
• المنطقة المحيطة (بقطر 30 كم تقريبًا) أصبحت تُعرف لاحقًا بـ "المنطقة المحظورة" وما زالت مهجورة حتى اليوم.

 ضحايا البداية

• أول من تأثر كانوا رجال الإطفاء الذين هرعوا لإخماد الحريق بدون معدات واقية، فتعرضوا لجرعات قاتلة من الإشعاع، وتوفى كثيرون منهم بعد أسابيع قليلة في مستشفى موسكو.
• عائلات العاملين (مثل زوجات رجال الإطفاء) أصيبوا بأمراض خطيرة لأنهم كانوا بجوارهم أثناء فترة التلوث.

 جهود الإنقاذ

• السوفييت أرسلوا مئات الآلاف من الجنود والعمال (سُموا المُصفّين – Liquidators) للمشاركة في عمليات التنظيف.
• بعض المهام كانت انتحارية:
  • الغواصون الثلاثة الذين نزلوا لتصريف المياه تحت المفاعل لتجنب انفجار بخاري.
  • الجنود الذين صعدوا إلى سطح المفاعل لإزالة الجرافيت المشع باستخدام الجرافات ثم "اليد البشرية" بعد فشل الروبوتات.
• بُني لاحقًا "ساركوفاغ" (غلاف خرساني وفولاذي ضخم) لعزل المفاعل المدمر.

---

التستر والاعتراف

• الحكومة السوفيتية حاولت التكتم على الكارثة في البداية، لكن السويد لاحظت ارتفاع مستويات الإشعاع في الجو وكشفت الأمر للعالم.
• لجنة دولية لاحقًا أثبتت أن السبب كان:
  1. خطأ بشري جسيم من الطاقم المشغّل.
  2. خلل تصميمي خطير في مفاعلات RBMK جعلها غير آمنة.

 الخسائر البشرية

• الوفيات المباشرة المؤكدة: حوالي 31 شخصًا (معظمهم من العمال ورجال الإطفاء).
• لكن التقديرات طويلة المدى تختلف:
  • بعض التقارير الأممية تقول إن حوالي 4,000 شخص ماتوا بسبب السرطان الناتج عن الإشعاع.
  • منظمات أخرى تقدّر العدد بعشرات الآلاف (يصعب تحديده بدقة).
• مئات الآلاف من المصفّين تعرضوا لأمراض مزمنة نتيجة إشعاع.

محطة تشيرنوبل اليوم

• مدينة بريبيات ما زالت مهجورة، وتحولت إلى "مدينة أشباح".
• محطة تشيرنوبل نفسها توقفت عن العمل نهائيًا سنة 2000.
• في 2016 تم تركيب "قبة فولاذية عملاقة" جديدة لتغطية الساركوفاغ القديم وحبس الإشعاع.

القصة الحقيقية إذن كانت مزيجًا من خطأ بشري، خلل هندسي، ونظام سياسي حاول إخفاء الحقيقة، لكن النتيجة كانت أكبر كارثة نووية مدنية في التاريخ.