رحله زيزو في الغابه المضيئه

رحله زيزو في الغابه المضيئه

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات

🐾 رحلة زيزو في الغابة المضيئة

كان "زيزو" طفلًا شجاعًا وفضوليًا، يعيش في قرية هادئة تحيط بها غابة ضخمة. اعتاد أن يسمع من جده قصصًا عجيبة عن هذه الغابة، قصصًا عن أشجار تتكلم، وأنهار مضيئة، وحيوانات غريبة لا تظهر إلا لمن يملك قلبًا جريئًا.

كان زيزو دائمًا يتساءل: “هل هذه القصص حقيقية؟ أم أن جدي يحب الحكايات فقط؟”

في إحدى الليالي، عندما غطّ الجميع في النوم، قرر زيزو أن يكتشف الحقيقة بنفسه. حمل مصباحه الصغير، وارتدى معطفه، ووضع بعض البسكويت في جيبه وانطلق نحو الغابة.

ما إن دخل بين الأشجار حتى لاحظ أمرًا غريبًا: أوراق الشجر تتوهج بلون أخضر ناعم، وكأنها مصابيح صغيرة، بينما الأرضية مضاءة بخطوط من الحصى اللامع. ابتسم زيزو وقال في نفسه:

– “إذن جدي ما كانش بيبالغ!”

لكن سرعان ما سمع صوت بكاء ضعيف. تتبع الصوت حتى وجد أرنبًا أبيض صغيرًا يجلس وحيدًا تحت شجرة مضيئة. اقترب منه وسأله بلطف:

– “ليه بتبكي يا أرنوب؟”

قال الأرنب وهو يمسح دموعه:

– “ضاع الطريق للبيت، والضباب السحري منعني أشوف أي حاجة.”

فكّر زيزو قليلًا، ثم ابتسم وقال:

– “ما تقلقش، أنا هساعدك توصل بيتك.”

فرح الأرنب، وبدأ الاثنان يسيران معًا. وبينما هما يتقدمان، سمعا خرير ماء. اتجها ناحية الصوت ليجدا نهرًا عجيبًا، مياهه تتلألأ بألوان قوس قزح.

تأمل زيزو المشهد وقال بدهشة:

– “واو! عمرى ما شفت نهر زي ده!”

ضحك الأرنب وقال:

– “ده نهر الأمنيات… اللي يشرب منه يشوف حلمه الحقيقي.”

مد زيزو يده وشرب قليلًا، وفجأة ظهر أمامه في الماء انعكاس له وهو يطير فوق الغابة على ظهر تنين ضخم. تعجب زيزو وقال:

– “يا ترى ده ممكن يحصل فعلًا؟”

واصل الاثنان السير حتى قابلوا بومة ضخمة واقفة على غصن شجرة عالية. كانت تبدو حكيمة، وعيونها تتلألأ كأنها تعرف كل شيء.

قالت لهم بصوت عميق:

– “الطريق لبيت الأرنب مش سهل. لازم تعبروا جسر الضباب، وهناك في حارس هيسألكم لغز. لو جاوبتوا صح تعدّوا، ولو غلط… هتضيعوا للأبد.”

ارتجف الأرنب وقال:

– “أنا مش شاطر في الألغاز.”

أما زيزو فابتسم وقال بثقة:

– “أنا بحب التحدي. يلا بينا!”

وصلا إلى الجسر، وهناك وجدوا قنفذًا ضخمًا يقف كحارس. رفع رأسه وقال بصرامة:

– "لن تمروا إلا إذا أجبتم على سؤالي:

ما الشيء الذي تملكه، لكن الآخرين يستخدمونه أكثر منك؟"

تردد الأرنب مرتبكًا، بينما فكر زيزو قليلًا ثم قال مبتسمًا:

– “الاسم! كل الناس بيناديني بيه أكتر ما أنا بستخدمه.”

ابتسم القنفذ وقال:

– “إجابتك صحيحة، تفضلوا.”

عبروا الجسر بسلام، لكن قبل أن يبتعدوا، التفت القنفذ إلى زيزو وقال:

– “انتبه… المغامرة لم تنتهِ بعد.”

أكمل زيزو والأرنب السير حتى ظهرت أمامهم بحيرة ضخمة. المدهش أن سطح الماء كان كالمرآة يعكس السماء بشكل واضح. اقترب زيزو ونظر، فإذا به يرى نفسه مع الأرنب في مغامرة أكبر، وسط قصر من الكريستال!

قال الأرنب بدهشة:

– “يمكن البحيرة دي بتوري المستقبل!”

فجأة، سمعا هديرًا قويًا من السماء. رفع زيزو عينيه ليرى تنينًا ضخمًا يقترب. كانت أجنحته تلمع وكأنها من زجاج ملون، وعينيه تضيئان بلون ذهبي. شعر الأرنب بالخوف، لكن زيزو وقف ثابتًا وقال:

– “يمكن هو نفس التنين اللي شفته في نهر الأمنيات!”

هبط التنين أمامهما، ونظر إلى زيزو طويلًا ثم قال بصوت ضخم:

– “أنت من يملك قلب الشجاعة. كنت بانتظارك. الغابة المضيئة تختبر كل من يدخلها، وأنت أثبت إنك تستحق الثقة.”

ارتبك زيزو، لكنه سأل:

– “ليه أنا بالذات؟”

أجاب التنين:

– “لأنك اخترت مساعدة صديقك بدل ما تفكر في نفسك. ده أعظم اختبار.”

ثم نفث التنين ضوءًا ساطعًا غمر الغابة كلها. اختفى الضباب، وظهرت قرية الأرانب بوضوح. ركض الأرنب فرحًا إلى بيته، والتفت إلى زيزو قائلًا:

– “شكرًا يا صديقي، عمري ما هنساك.”

ابتسم زيزو، ولوّح له بيده. أما التنين فاقترب وقال:

– “وقت العودة.”

بلمسة من جناحه، وجد زيزو نفسه عند حافة الغابة، والسماء بدأت تضيء مع شروق الشمس. أسرع إلى بيته، وصعد إلى سريره بهدوء قبل أن تستيقظ أمه.

عندما أغمض عينيه، حلم مرة أخرى بنفسه يطير فوق الغابة على ظهر التنين، لكنه هذه المرة لم يكن حلمًا فقط… بل وعد بمغامرة أخرى في المستقبل.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

6

متابعهم

12

مقالات مشابة
-