
وفاء الصداقة الحقيقية
## الصديق الوفي
في قرية صغيرة مليئة بالأشجار الخضراء والطيور المغردة، كان يعيش أرنب صغير يُدعى **سامي**. كان سامي مرحًا وذكيًا، يحب اللعب في الحقول والقفز بين الزهور. ورغم أنه كان محاطًا بالكثير من الحيوانات، إلا أنه كان يشعر أحيانًا بالوحدة، لأنه لم يجد بعد صديقًا حقيقيًا يشاركه أسراره وأحلامه.
في يوم من الأيام، بينما كان سامي يقفز بالقرب من النهر، سمع صوتًا ضعيفًا يطلب المساعدة. اقترب بسرعة، فوجد سلحفاة صغيرة عالقة بين بعض الأغصان الجافة التي جرفها التيار. قالت السلحفاة بصوت خافت:
– "أرجوك ساعدني، لا أستطيع الخروج وحدي!"
لم يتردد سامي، مدّ يديه الصغيرتين وسحب الأغصان بحذر حتى أخرج السلحفاة. ابتسمت السلحفاة وقالت:
– "شكرًا لك! اسمي **ليلى**. لم أتوقع أن ينقذني أحد بهذه السرعة."
ضحك سامي وقال:
– "لا شكر على واجب، من اليوم أنتِ صديقتي!"
ومنذ ذلك اليوم أصبح الاثنان لا يفترقان. كان سامي يساعد ليلى على التنقل بسرعة عندما تتعب، فيحملها أحيانًا على ظهره، أما ليلى فكانت تحكي له قصصًا جميلة عن رحلاتها البطيئة بين الغابات.
مرت الأيام، وكبر حبهما لبعضهما كصديقين حقيقيين. وفي أحد الأيام قرر سامي أن يدخل الغابة ليبحث عن ثمار التوت اللذيذة. حذرته ليلى قائلة:
– "كن حذرًا يا سامي، فالغابة واسعة وفيها أماكن خطيرة."
لكن سامي طمأنها وانطلق.
وبينما كان يجمع الثمار، ظهر ثعلب ماكر يريد أن يمسك به. ركض سامي بسرعة، لكن ساقه تعثرت بين الشجيرات. شعر بالخوف وظن أن نهايته اقتربت. وفجأة، ظهرت ليلى! لم تترك صديقها وحده، بل تقدمت بشجاعة نحو الثعلب وقالت بحزم:
– "اترك صديقي وشأنه!"
ضحك الثعلب وقال: "وماذا ستفعل سلحفاة بطيئة مثلك؟" لكن ليلى لم تستسلم، فقد دخلت في صدفتها القوية وبدأت تضرب الأرض بصوت عالٍ جعل الثعلب يظن أن هناك حيوانات كبيرة قادمة. خاف الثعلب وهرب مسرعًا.
اقتربت ليلى من سامي وساعدته على النهوض. قال لها وهو يتنفس بارتياح:
– "لقد أنقذتِ حياتي يا ليلى. أنتِ حقًا الصديقة الوفية."
ابتسمت ليلى وقالت:
– "الصديق الوفي لا يترك صديقه في وقت الشدة. نحن معًا دائمًا."
عاد الاثنان إلى القرية، ومنذ ذلك اليوم أصبح الجميع في القرية يعرف أن الصداقة الحقيقية لا تُقاس بالقوة أو السرعة، بل بالوفاء والإخلاص.
وهكذا عاش سامي وليلى أجمل مغامراتهما سويًا، يداً بيد، يعلم كل منهما أن الصديق الوفي هو أعظم كنز في الحياة.
---
📖 **العبرة من القصة:**
الصديق الحقيقي هو من يقف بجانبك في وقت الشدة قبل وقت الفرح، والوفاء هو أساس أي صداقة جميلة.
وتبدأ القصة بصداقة جميلة بينهما، حيث كان الأرنب سريع الحركة بينما السلحفاة بطيئة لكنها حكيمة. حاول الثعلب الماكر أن يخدع الأرنب ويبعده عن صديقته السلحفاة، مدّعيًا أنه سيكون صديقًا أفضل له. لكن السلحفاة بشجاعتها قالت للثعلب أن يبتعد عن صديقها، مؤكدة أن الصداقة تقوم على الوفاء وليس المصلحة. في النهاية، فهم الأرنب قيمة صديقه الحقيقي وتمسك بسلحفاته، بينما ابتعد الثعلب خائبًا.
