
زيارة تشفي القلوب
في أحد الأيام، تغيب فارس عن المدرسة فجأة. لاحظ أصدقاؤه الثلاثة (ليلى، عمر، وسامي) غيابه، وبدؤوا يشعرون بالقلق. لم يكن فارس ليتغيب دون سبب، فهو طالب نشيط، يحب اللعب والمرح، ولا يحب الغياب أبدًا.
في اليوم التالي، أخبرتهم المعلمة أن فارس مريض ويحتاج إلى الراحة في المنزل. حزن الأطفال كثيرًا، وقرروا أن يفعلوا شيئًا ليسعدوه.
قالت ليلى: "علينا أن نزوره!"
وافق عمر بحماس: "فكرة رائعة! سنرسم له بطاقات ونأخذ له لعبته المفضلة."
وأضاف سامي: “وأحضر معه كتاب القصص الذي يحب أن نقرأه معًا.”
انتهى اليوم الدراسي، واجتمع الأصدقاء الثلاثة بعد المدرسة. رسم كل واحد بطاقة جميلة، وكتبوا كلمات محبة لفارس. ثم اتجهوا إلى منزله وهم يحملون الهدايا الصغيرة وقلوبهم مليئة بالشوق.
عندما فتح والد فارس الباب، رحّب بهم بحرارة. قال: "فارس في غرفته، سيسعد كثيرًا برؤيتكم."
دخل الأصدقاء بهدوء إلى غرفة فارس، فوجدوه مستلقيًا على سريره، يبدو عليه التعب لكنه ابتسم فور رؤيتهم.
قال فارس: "يا إلهي! لم أتوقع رؤيتكم اليوم!"
أجابه عمر: "افتقدناك كثيرًا، جئنا لنراك ونرسم البسمة على وجهك."
قدمت ليلى البطاقة وقالت: "رسمتها لك بنفسي، لتتذكر كم نحبك."
وأضاف سامي وهو يمد إليه لعبته: “حتى لعبتك المفضلة اشتاقت لك!”
ضحك فارس بسعادة، وبدأوا يتحدثون ويضحكون. قرأ سامي لهم قصة، وصفقوا في النهاية جميعًا. شعر فارس أنه أفضل حالًا، وكأن مرضه بدأ يتلاشى.
مرّت الزيارة سريعًا، وعند المغادرة، قال فارس: "أنتم أفضل أصدقاء في العالم. زيارتكم كانت أفضل دواء."
عاد الأصدقاء إلى بيوتهم وهم يشعرون بالرضا والفرح، فقد علموا أن الصداقة الحقيقية لا تظهر فقط في وقت اللعب، بل في وقت الحاجة أيضًا.
في اليوم التالي، شعر فارس بتحسن كبير، وقرر أن يكتب رسالة شكر لكل أصدقائه. كتب فيها: "شكراً لأنكم كنتم بجانبي، وجودكم جعلني أبتسم رغم المرض."
ثم دعاهم جميعًا إلى حفل صغير في حديقة البيت، ليحتفل معهم بالشفاء. جلب كل صديق شيئًا مميزًا، وغنّوا ورقصوا وضحكوا كثيرًا.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحوا أكثر قربًا من بعضهم، وتعلموا أن الصداقة لا تقتصر على اللعب فقط، بل تظهر أجمل ما فيها وقت الحاجة والدعم الحقيقي.
وهكذا، ظل فارس وأصدقاؤه معًا دائمًا، يساندون بعضهم البعض في كل المواقف.
مرت الأيام، وتعافى فارس تدريجيًا بفضل دعم أصدقائه واهتمامهم المستمر. عاد إلى المدرسة بابتسامة مشرقة، واستقبله الجميع بحفاوة كبيرة. كان فارس يشعر بقوة خاصة لأنه عرف أن لديه أصدقاء حقيقيين يقفون إلى جانبه في كل الظروف.
في أحد الأيام، قرر فارس أن يشكر أصدقاءه بطريقة مميزة. جمعهم جميعًا في الحديقة القريبة وأحضر معهم كعكة صغيرة وألعابًا ممتعة. قال لهم: “شكراً لكم لأنكم كنتم بجانبي عندما كنت مريضًا، لم أنسَ لطفكم أبدًا.”
ضحك الأصدقاء ولعبوا معًا، وأصبحوا أكثر قربًا من قبل. تعلموا أن الصداقة ليست فقط مشاركة اللحظات السعيدة، بل دعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحوا دائمًا يتذكرون أهمية العناية بالأصدقاء، وأن الزيارات الصغيرة والكلمات الطيبة تملك قوة كبيرة تُشعر من نحبهم بالحب والأمان.
وهكذا، استمروا في بناء صداقتهم، وهم يعلمون أن الحب والاهتمام يمكن أن يغيروا حياتهم وحياة من حولهم.
تعلم الأصدقاء أن زيارة المريض ليست مجرد واجب، بل هي فرصة لتقوية الروابط. أصبحوا يزورون بعضهم البعض دائمًا، حتى عندما لا يكون أحدهم مريضًا. صداقتهم أصبحت مثل زهرة تنمو بالحب والاهتمام، تملأ حياتهم بالسعادة والأمل كل يوم.
النهاية