مغامرة الأرنب الفضولي وتعلّم الألوان

   مغامرة الأرنب الفضولي وتعلُّم الألوان   

                                                                    

في غابة خضراء مليئة بالجمال كان يعيش أرنب صغير اسمه "فطّوط"و كان فطّوط أرنبًا فريدًا من نوعه ليس فقط لفرائه الأبيض الناصع وذيله القطني الصغير بل لأنه كان فضوليًا بشكل لا يصدق وكان يحب استكشاف كل زاوية وركن في الغابة وكل شيء فيها كان يثير اهتمامه لكن أكثر ما أثار فضوله هو عالم الألوان                     

في صباح يوم مشرق بينما كانت قطرات الندى تتلألأ على الأوراق الخضراء قرر فطّوط أن ينطلق في مغامرة جديدة وكان هدفه هو أن يكتشف سر الألوان الجميله التي تزين عالمه وبينما كان يقفز بخفة، لمح شيئًا يلمع من بعيد اقترب ببطء ووجد زهرة كبيرة وجميلة، لكنها لم تكن كأي زهرة أخرى. لقد كانت بلون النار

اقترب فطّوط بحذر وشمّ رائحتها العطرة وصرخ بسعادة يا لها من زهرة جميلة هذا هو اللون الأحمر مثل لون الفراولة اللذيذة التي أحبها ومثل لون الشروق عندما تشرق الشمس في الصباح وبينما كان يواصل طريقه لاحظ شيئًا آخر كانت هناك فراشة تطير بخفة من زهرة إلى أخرى وكانت جناحاها بلون الذهب اللامع وكانت تطير بكل خفه ورشاقه

وقال الارنب يا لها من فراشة رائعة  وقال فطّوط لنفسه جناحاها بلون الليمون الطازج ولون الشمس الدافئة وهذا هو اللون الأصفر وبينما كان ينظر إلى الفراشة هبطت عليه ورقة خضراء عندها رأى فطّوط اللون الذي لم يكن يلاحظه كثيرًا من قبل وهذه هي الأوراق وهذا هو العشب الذي أقضي وقتي في القفز فوقه وقال فطّوط  اللون الأخضر مثل لون أوراق الأشجار ولونالخس الذي آكله وإنه لون الحياة في غابتنا

واصل الأرنب الصغير رحلته ووصل إلى بركة ماء هادئة انعكس لون السماء الصافية على سطحها فبدت البركة وكأنها مرآة عملاقة وقال يا إلهي ما أجمل هذا اللون ثم قال فطّوط بدهشة. هذا هو اللون الأزرق مثل لون السماء الصافية والغيوم البعيدة. إنه لون الهدوء والسكينة

بينما كان يستمتع بمنظر البركة، سمع صوت زقزقة. نظر إلى الأعلى فوجد عصفورًا صغيرًا يقف على غصن شجرة وكانت ريشته بلون البنفسج الجميل مزيجًا فريدًا من الأزرق والأحمر. هذا اللون البنفسجي وصاح فطّوط بفرح إنه يشبه لون التوت البري الذي ينمو على شجيرتنانه لون سحري

وفي طريق عودته إلى جحره وبينما كانت الشمس تستعد للغروب أضاءت السماء بلون برتقالي دافئ. كان مزيجًا رائعًا من الأحمر والأصفر يا لها من لوحة فنية و قال فطّوط. هذا هو اللون البرتقالي مثل لون ثمرة الجزر التي أحبها، ومثل لون غروب الشمس الجميل الذي يودعنا كل يوم.

عاد فطّوط إلى جحره وهو يشعر بسعادة غامرة. لقد كانت مغامرة مليئة بالمتعة والتعلم لم يعد يرى الأشياء من حوله بلون واحد، بل أصبح يرى الغابة لوحة فنية ساحرة من الألوان و لقد تعلم فطّوط أن العالم مليء بالألوان الرائعة التي تنتظر من يكتشفها

وهكذا، علم الأرنب الصغير فطّوط أن الفضول هو مفتاح المعرفة وأن كل رحلة استكشاف صغيرة يمكن أن تعلمه شيئًا كبيرًا مثل جمال الألوان التي تلون عالمنا