
قلوب تمنح بلا حدود
قلوب تمنح بلا حدود❤️
في قرية هادئة على أطراف الصحراء، كان يعيش ولد صغير اسمه ياسر. ياسر كان يحب لعب الكرة مع أصدقائه، لكنه كان يعرف أن عائلته تعيش ظروفاً بسيطة جدًا. رغم الصعوبات، كان ياسر سعيداً بقلبه الطيب وروحه المرحة.
في يوم من الأيام، حدث في القرية أن نزلت موجة حر شديدة أدت إلى قلة المياه والمواد الغذائية، وأصبحت الحياة صعبة على الجميع، خصوصاً على العائلات الفقيرة. عائلة ياسر كانت من بين الذين يعانون، لكنه لم يشتكِ قط.
كان ياسر يرى أصدقاءه وأطفال الجيران يعانون من الجوع والعطش، وهذا كان يؤلمه كثيرًا. فراوده تفكير: كيف يمكنني أن أساعدهم رغم صغر سني؟ فكر في الأشياء التي لديه، فوجد أن لديه قنينة ماء صغيرة وقطعة خبز كان يحفظهما للعبته بعد المدرسة.
في صباح اليوم التالي، جمع ياسر قنينة الماء والخبز، وذهب إلى بيت جارته السيدة مريم، وهي امرأة مسنة وحدها وتعاني بسبب المرض. سلمها الطعام والماء قائلاً: “خذِ يا خالتي، وأتمنى أن يساعدك هذا قليلاً.”
السيدة مريم ابتسمت وشكرته بدموع في عينيها، وقالت له: "يا ياسر، قلبك كبير مثل الصحراء، عطاؤك هو أجمل هدية."
استمر ياسر في مساعدة من حوله، حتى أن معلمته في المدرسة لاحظت ذلك وقررت أن تعمل على تنظيم حملة لجمع المساعدات للقرية كلها. ساعدت ياسر في ذلك، وكان هو المتحدث الذي يحكي عن أهمية الإيثار والعطاء.
بدأ الجميع يتعلم كيف يشارك ما لديهم، كبيرهم وصغيرهم. وكان ياسر مثالاً صغيراً يخلِّد في قلوب الكبار والصغار معنى الإيثار الحقيقي: أن تعطي مما تمتلك حتى لو كان قليلاً، ليرتفع الجميع معاً.
وذات ليلة، جاء إلى القرية ضيف غريب يحمل خسائر من قريته التي تعرضت للعواصف، وكان يحمل عائلة في حاجة ماسة. لم يتردد أهل القرية، وقادهم ياسر ليشاركوا ضيافتهم ومساعدتهم رغم قلة الموارد.
كانت تلك اللحظة التي فهم فيها الجميع أن الإيثار ليس فقط في تقديم ما هو مادي، بل في مشاركة القلب والوقت والجهد مع من يحتاج.
كبر ياسر وصار شابًا يساعد في مشاريع إنسانية وأسس جمعية صغيرة في القرية لتعليم الأطفال الصغار معنى العطاء. قصته انتشرت في القرى المجاورة، وأصبح اسمه رمزاً للإيثار والمحبة
مع مرور الوقت، أصبحت جمعية ياسر مركزًا للخير في القرية. وكان ياسر دائمًا يقول: "العطاء مثل النور، كلما شاركناه، زادت به حياتنا إشراقًا."
في يوم من الأيام، تعرضت القرية لعاصفة قوية ألحقت أضرارًا كبيرة بالمنازل والحقول، وكان الجميع في حاجة لمساعدة عاجلة.
تطوع ياسر وأصدقاؤه للعمل ليل نهار، ينظفون الحطام ويعيدون بناء ما تهدم، حتى أن ياسر تنازل عن وقت دراسته لمساعدة الكبار والصغار.
هذا الموقف علّم القرية كلها درسًا عميقًا عن التضامن والإيثار في أصعب الظروف، وأن يد العون لا تنتظر مقابلًا.
وفي النهاية، شُفيت القرية بفضل تضحيات الجميع، وبقي اسم ياسر ملهمًا لكل من يعرفه، رمزًا لقوة الإيثار التي تغير العالم من حولنا
