
البيت الذي ابتلع سكانه
البيت الذي ابتلع سكانه
القصص القصيرة للأطفال ليست مجرد تسلية قبل النوم، بل هي وسيلة رائعة لغرس القيم وتنمية الخيال. في قصة البيت الذي ابتلع ساكنيه نعيش مغامرة خيالية مشوقة تحمل رسالة عن الفضول، البحث عن الحقيقة، وأهمية ملاحظة التفاصيل الصغيرة.

إذا كنت تبحث عن قصص قصيرة للأطفال تجمع بين الخيال والإثارة، أو قصص مشوقة قبل النوم تنمي الخيال وتحمل قيماً تربوية هادفة، فستجد في قصة "البيت الذي ابتلع ساكنيه" مثالاً رائعًا من القصص القصيرة بالعربية التي تسلي وتعلم في نفس الوقت.
البيت الذي ابتلع ساكنيه ـ Starlit Pen
أحبت ليلى البيوت القديمة. ليس تلك المتربة التي تصدر صريرًا، بل تلك التي تهمس جدرانها بالقصص. عندما أعلن والدها، أحمد، أنهم سينتقلون إلى "صفصاف الوادي"، قفز قلب ليلى الصغير فرحًا. كان بيتًا عظيمًا، مائلًا قليلًا، بمدخنة تبدو وكأنها تغمز.

كان يوم الانتقال دوامة من الصناديق. مشبك شعر ليلى الأزرق المفضل، المصمم على شكل عصفور صغير، كان محفوظًا بأمان في جيبها. خططت لوضعه على منضدة سريرها الجديدة. ولكن عندما مدت يدها لتأخذه لاحقًا، كان جيبها فارغًا. "حسنًا"، فكرت، “لا بد أنه سقط في مكان ما.”

في صباح اليوم التالي، لم يتمكن أحمد من العثور على كوب قهوته المفضل. "كان هنا على المنضدة!" تمتم وهو يفتش في الخزائن. شاهدته ليلى، وعلى وجهها عبوس صغير. أولًا مشبكها، والآن كوبه. شعرت أن البيت… مختلف.

بعد بضعة أيام، اختفى حبل قفز ليلى الأحمر المحظوظ من سقيفة الحديقة. ثم اختفت مفاتيح سيارة أحمد من العلاقة بجانب الباب. "هذا أصبح سخيفًا يا ليلى"، قال أحمد متنهدًا. "هذا البيت يبتلع أغراضنا!" قالها مازحًا، لكن ليلى شعرت بقشعريرة.

قررت ليلى أن تحقق في الأمر. بدأت بغرفة نومها. وضعت حصاة صغيرة لامعة بعناية على حافة نافذتها، ثم أدارت ظهرها للحظة. عندما نظرت مرة أخرى، كانت الحصاة قد اختفت! شهقت.

ركضت إلى أحمد. "أبي! البيت حقًا يبتلع الأشياء! لقد رأيت ذلك!" أحمد، الذي كان يحاول العثور على جوربه المفقود، رفع رأسه أخيرًا. “يبتلع، هل تقولين؟ ماذا رأيتِ بالضبط؟”

شرحت ليلى عن الحصاة. أحمد، الذي شعر بالفضول رغم نفسه، قرر نصب فخ. وضعا سيارة لعبة صغيرة زاهية الألوان على سجادة غرفة المعيشة وراقبا من خلف الأريكة.

لم يحدث شيء لفترة طويلة. كادت ليلى أن تستسلم. ثم ظهر وميض صغير، مثل الحرارة المتصاعدة من طريق، حول السيارة. ببطء، بدأت تتلاشى، وتصبح شفافة، حتى اختفت تمامًا!

"لا يصدق!" همس أحمد. اقتربا بحذر من البقعة. لم يكن هناك حفرة، ولا لوح سري. فقط السجادة. ولكن بعد ذلك، لاحظت ليلى خطًا خافتًا، غير مرئي تقريبًا على الحائط، مثل صدع صغير لم يكن موجودًا من قبل.

لمس أحمد الخط بلطف. كان دافئًا. بنقرة ناعمة، انفتح جزء صغير من الجدار إلى الداخل، كاشفًا عن غرفة صغيرة ومريحة مليئة بجميع أغراضهم المفقودة! مشبك شعر ليلى، كوب أحمد، حبل القفز، مفاتيح السيارة، وحتى الحصاة وسيارة اللعبة كانت كلها هناك، مرتبة بدقة وكأنها تنتظر أن يتم العثور عليها. لم يكن البيت يبتلع الأشياء؛ بل كان فقط يحفظها بأمان في جيبه السري!
البيت الذي ابتلع ساكنيه ـ Starlit Pen