شجاعة طفل صغير

شجاعة طفل صغير

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

شجاعة طفل صغير

الفقرة 1
في قرية هادئة مليئة بالزهور والأشجار، كان يعيش طفل اسمه "سامي" في العاشرة من عمره. سامي كان يحب اللعب مع أصدقائه في الساحة، ويستمتع برسم الطيور والجبال في دفتره. لكنه لم يكن طفلًا عاديًا فقط، فقد كان يتميز بصفة عظيمة أحبها فيه الجميع: الشجاعة. كان دائمًا يقول لنفسه: "أنا صغير في العمر، لكن قلبي كبير وقوي".

image about شجاعة طفل صغير
الفقرة 2
الشجاعة عند سامي لم تكن مجرد كلمات، بل كانت أفعالًا تظهر في حياته اليومية. كان يساعد زملاءه إذا وقع أحدهم، ويقف بجانب من يتعرض للمضايقة. وإذا واجه مشكلة، لا يهرب منها، بل يحاول التفكير في حل. وهذا ما جعل كل من يعرفه يحترمه، حتى الكبار كانوا يندهشون من قوة شخصيته.

الفقرة 3
وفي يوم من الأيام، حدث أمر خطير في القرية. اشتعلت النيران في حديقة أحد الجيران بسبب شرارة صغيرة من فرن الفحم. سرعان ما ارتفع الدخان، وبدأ الناس يصرخون خوفًا. تجمع سكان الحي، لكن معظمهم لم يقترب، لأن النار كانت تزداد شيئًا فشيئًا، والجميع كان قلقًا من أن تنتشر أكثر.

الفقرة 4
بينما كان الناس منشغلين، لمح سامي شيئًا يتحرك بين الأشجار داخل الحديقة. دقق النظر، فاكتشف أن هناك قطة صغيرة محاصرة وسط الدخان، تحاول الهرب ولكنها لا تجد طريقًا للخروج. شعر سامي بالخوف، فقد كان يعلم أن النار خطيرة، لكن قلبه لم يسمح له بترك القطة تموت.

الفقرة 5
فكر سامي سريعًا وقال لنفسه: "لا بد أن أتصرف بحكمة، لا بتهور". ركض إلى بيته الصغير، وأحضر دلواً من الماء. عاد مسرعًا وسكب الماء على مكان النار ليضعفها قليلًا. لم يكتفِ بذلك، بل غطى فمه بقطعة قماش مبللة حتى يحمي نفسه من الدخان، ثم دخل بخطوات ثابتة نحو القطة.

الفقرة 6
وصل سامي إلى القطة الصغيرة التي كانت ترتجف من الخوف. حملها بين يديه برفق، وبدأ يركض نحو باب الحديقة. ومع كل خطوة كان يسمع الناس من حوله يصرخون: "انتبه يا سامي! احذر!". لكن عزيمته كانت أقوى من الخوف، فخرج أخيرًا سالمًا وهو يحتضن القطة، وابتسامة الفرح على وجهه.

الفقرة 7
عمّت الفرحة بين سكان القرية عندما رأوا سامي وقد أنقذ القطة. اندفع الجيران نحوه يشكرونه ويثنون على شجاعته. قال أحد الرجال: "لقد علمتنا يا سامي أن الشجاعة لا تُقاس بالعمر، بل بالقلب الكبير". وقالت سيدة مسنة: "لو لم تكن شجاعًا، لضاعت هذه الروح الصغيرة".

الفقرة 8
جلس سامي بعد ذلك يفكر فيما جرى. كان قلبه لا يزال يخفق بسرعة، لكنه قال لنفسه بابتسامة: "لقد كنت خائفًا، لكنني لم أسمح للخوف أن يمنعني من فعل الصواب. الشجاعة لا تعني أنني لا أشعر بالخوف، بل أن أتصرف رغم خوفي". وكانت هذه الجملة درسًا مهمًا تعلمه في حياته.
الفقرة 9
منذ ذلك اليوم، أصبح سامي قدوة بين أصدقائه في المدرسة. كانوا ينظرون إليه بإعجاب، ويقولون: "نريد أن نكون شجعانًا مثل سامي". وهكذا أثبت الطفل الصغير أن الشجاعة الحقيقية يمكن أن تغيّر المواقف الصعبة، وتعلم الجميع أن القلب الشجاع، مهما كان صغيرًا، يستطيع أن يصنع فرقًا كبيرًا في العالم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-