
قصص أطفال هادفة قبل النوم لتنمية الخيال والقيم
قصة ليلى ومملكة الألوان السحرية
في قرية صغيرة هادئة، كانت تعيش طفلة تُدعى ليلى. كانت ليلى تحب الرسم كثيرًا، وتحمل دائمًا ألوانها أينما ذهبت. لكنها لاحظت أن ألوانها بدأت تختفي يومًا بعد يوم، حتى لم يتبقَ لديها سوى لون أسود باهت. حزنت كثيرًا، فهي لا تستطيع أن ترسم العالم بلون واحد.
ذات ليلة، جلست ليلى تبكي بجوار نافذتها. وفجأة رأت ضوءًا غريبًا يلمع في السماء ثم يقترب منها. كان الضوء عبارة عن طائر صغير ملون بألوان زاهية لم ترَ مثلها من قبل. قال الطائر بصوت رقيق:
– "لا تحزني يا ليلى. لقد سرقت ساحرة الظلام ألوان العالم، وأخفتها في مملكة بعيدة. إذا أردتِ أن تعيدي الألوان، عليكِ أن ترافقيني في رحلة إلى هناك."
ترددت ليلى قليلًا، لكنها تذكرت كم كانت سعيدة وهي ترسم، فمسحت دموعها وقالت:
– "سأذهب معك. لن أسمح للعالم أن يعيش بلا ألوان."
أمسك الطائر جناحها الصغير، وفجأة وجدت نفسها تطير فوق الغيوم. عبرت أنهارًا وجبالًا حتى وصلت إلى بوابة ضخمة كتب عليها: "مملكة الألوان السحرية".
دخلت ليلى المملكة فوجدت كل شيء باهتًا بلا لون. الأشجار رمادية، الزهور سوداء، حتى السماء كانت مظلمة. قال الطائر:
– "الألوان محتجزة في أربعة قصور: قصر الأحمر، قصر الأزرق، قصر الأخضر، وقصر الأصفر. عليكِ أن تستعيديها كلها قبل أن تصلبها الساحرة إلى الأبد."
القصر الأحمر
ذهبت ليلى أولًا إلى القصر الأحمر. عند بوابته وقفت نار كبيرة تمنع الدخول. قالت النار:
– "لن أدعكِ تمرين إلا إذا أثبتِ أنكِ تملكين قلبًا شجاعًا."
فكرت ليلى قليلًا، ثم تقدمت نحو النار وهي تقول:
– "أنا لا أخاف، لأن الشجاعة هي أن نواجه الخوف لا أن نهرب منه."
اختفت النار فجأة وفتحت الأبواب. في الداخل وجدت صندوقًا يضيء بلون أحمر قوي، وعندما فتحته، عاد اللون الأحمر إلى العالم، فظهرت الزهور الحمراء في الحقول والسماء عند الغروب.
القصر الأزرق
ثم توجهت ليلى إلى القصر الأزرق، حيث كان البحر يحيط به من كل جانب. ظهرت سمكة كبيرة وقالت:
– "لن تعبرين إلا إذا كنتِ صادقة. هل تخافين من الغرق؟"
ابتسمت ليلى وقالت:
– "نعم، أخاف، لكنني لن أكذب. سأعتمد عليكِ لتساعديني."
أعجبت السمكة بصدقها، وحملتها فوق ظهرها حتى عبرت البحر. في القصر وجدت جوهرة زرقاء جميلة، وعندما أمسكتها عاد اللون الأزرق إلى السماء والأنهار.
القصر الأخضر
بعد ذلك وصلت ليلى إلى القصر الأخضر. كان محاطًا بأشجار كثيفة تتشابك أغصانها. خرجت منها سلحفاة عجوز وقالت:
– "لن تجدي الطريق إلا إذا كنتِ صبورة. هذا القصر يختبر صبرك."
انتظرت ليلى طويلًا حتى تحركت الأشجار ببطء وفتحت لها ممراً صغيرًا. دخلت القصر ووجدت حجرًا أخضر يضيء، وما إن لمسته حتى عاد اللون الأخضر إلى الغابات والحقول.
القصر الأصفر
وأخيرًا وصلت إلى القصر الأصفر، وكان مضاءً بنور الشمس، لكنه مغلق بسلسلة ذهبية. وقفت أمامه عصفورة صغيرة ضعيفة تطلب المساعدة، كانت جناحها مكسورًا. فكرت ليلى: "لو ساعدتها قد أتأخر عن مهمتي." لكنها لم تتردد وحملت العصفورة برفق وربطت جناحها بقطعة من ثوبها.
فجأة تحولت العصفورة إلى ملاك نوراني وقالت:
– "لقد أثبتِ رحمتكِ بالضعفاء. هذا هو مفتاح القصر."
أعطتها الملاك المفتاح، فدخلت ليلى القصر ووجدت كرة صفراء مضيئة. عندما رفعتها عادت أشعة الشمس الذهبية تملأ السماء.
مواجهة الساحرة
بعد أن استعادت ليلى الألوان الأربعة، ظهرت ساحرة الظلام غاضبة وقالت:
– "لن أدعكِ تنتصرين! الألوان ستعود لي!"
وقفت ليلى بشجاعة وقالت:
– "الألوان ليست لكِ وحدكِ، بل هي للعالم كله. لن أدعكِ تسرقينها مرة أخرى."
أخرجت الساحرة عصاها، لكن الطائر الملون وقف أمامها وقال:
– "لقد أثبتت ليلى الشجاعة، الصدق، الصبر، والرحمة. وهذه الفضائل أقوى من أي سحر."
فجأة اندمجت الألوان الأربعة في يد ليلى لتشكل قوس قزح عظيم. وجهت ليلى الضوء نحو الساحرة، فاختفت في لحظة، وعادت المملكة كلها تلمع بالألوان الجميلة.
العودة إلى القرية
استيقظت ليلى فجأة في غرفتها، واعتقدت أن الأمر مجرد حلم. لكن عندما نظرت إلى صندوق ألوانها، وجدته ممتلئًا بكل الألوان الزاهية. ابتسمت وقالت لنفسها:
– "ربما كان حلمًا، وربما كانت مغامرة حقيقية، لكن الأهم أنني تعلمت أن القيم النبيلة هي التي تعيد للعالم جماله."
ومن ذلك اليوم، لم تستخدم ليلى ألوانها فقط للرسم، بل كانت تحكي قصتها لكل أطفال القرية، لتعلمهم أن الشجاعة والصدق والصبر والرحمة يمكن أن تهزم أي ظلام.