كليوباترا السابعة: السيرة التاريخية الكاملة من الصعود إلى السقوط
آخر فراعنة مصر البطلمية وواحدة من أعظم حكامه
كانت كليوباترا ملكة مصر، وآخر فرعون من الأسرة البطلمية (332–30 ق.م). ولدت إما في 69 ق.م أو 68 ق.م. اسمها الكامل كليوباترا السابعة فليوباتر، والذي يعني "كليوباترا المحبّة لإله". كانت إحدى أعظم الفراعنة وأكثرهم شعبية في حكم مصر.
امتلكت كليوباترا مهارات متعددة منها الدبلوماسية، التأليف في الصحة، الترجمة، وكانت مشهورة بحبها للعلم والثقافة. كانت من نسل بطليموس الأول سوتير، القائد العسكري المقدوني وصديق الإسكندر الأكبر.
الملكة كليوباترا كانت الفرعون من سلالة البطالمة ودَرَست اللغات، حيث كانت لغتها الأصلية اليونانية، ولكنها كانت تستطيع التحدث بعدة لغات منها الإثيوبية، العربية، اللاتينية، البارثية، العبرية وغيرها.
ميلادها والحياة الأولى
والدها كان من المفترض أن يكون زوجاً لبطليموس الثاني، وقد عينت كليوباترا السادسة تريفينا. تعلمت كليوباترا اللغة اليونانية القديمة، وكانت مستعدة لتكون وريثة العرش. في أيام شبابها، درست في مكتبة ومتحف الإسكندرية.
كيف صعدت كليوباترا للعرش
في عام 61 ق.م، اندلعت ثورة في مصر، وكانت كليوباترا صغيرة في السن. شقيقتها الكبرى بيرينيس حاولت الاستيلاء على العرش، وبعد تسمم شقيقها بطليموس الثالث عشر، صعدت كليوباترا إلى العرش.
بعد انقلاب القصر، تمكنت من ضمان الدعم العسكري من روما وعادت إلى مصر في 55 ق.م. قتلت بطليموس الثالث عشر بيرساي لثور وعادت لتتولى العرش بعد وفاة والدها في 51 ق.م. ورثت كليوباترا ديوناً رومانية كبيرة وأوضاعاً اقتصادية صعبة في البلاد.
الخلاف بين كليوباترا وبطليموس الثالث عشر
بعد وفاة والدها، تولت كليوباترا الحكم مع بطليموس الثالث عشر، ما أدى إلى صراع على السلطة. أثناء ذلك، هرب بومباي إلى مصر بعد خسارته أمام يوليس قيصر، والذي جاء إلى الإسكندرية بهدف القضاء عليه، ولكنه وصل بعد مقتل بومباي.
حاول قيصر التوسط بين كليوباترا وشقيقها بطليموس الثالث عشر، ولكن المستشارين العسكريين اعتقدوا أنه منحاز لكليوباترا. اندلعت معارك انتهت بموت بطليموس الثالث عشر قرب نهر النيل، ونُفي شقيقته أرسينوي الرابعة، وتم تقاسم السلطة بين كليوباترا وبطليموس الرابع عشر.
علاقة مع يوليس قيصر
دخلت كليوباترا في علاقة دبلوماسية مع يوليس قيصر، وأنجبت طفلاً يُدعى قيصرون (بطليموس الخامس عشر). في 46 ق.م، عاد الزوجان إلى روما، ولكن بعد اغتيال قيصر في 44 ق.م، ظهرت الصراعات على ولاية قيصرون بسبب وجود أوكتافيان، الابن المتبنى لخليفة قيصر.
بعد إحباط محاولاتها، قتلت كليوباترا شقيقها بطليموس الرابع عشر لحماية مصر وابنها قيصرون.
علاقة كليوباترا مع مارك أنتوني
بين 41–30 ق.م، تعاونت كليوباترا مع مارك أنتوني وأوكتافيان وماركوس ليبدوس، وكانوا يحاولون الانتقام من اغتيال قيصر. دخلت كليوباترا في علاقة مع مارك أنتوني وأنجبت منه ثلاثة أطفال: كليوباترا سيلين الثانية، بطليموس فيلادلفوس، وألكسندر هيليوس.
مارك أنتوني استخدم الدعم العسكري لكليوباترا في غزو إمبراطوريات بارثيا وأرمينيا.
وفاة الملكة كليوباترا
بعد طلاق مارك أنتوني من شقيقة أوكتافيان وزواجه من كليوباترا، اندلعت الحرب بين حلفاء السياسين السابقين لتعزيز أوكتافيان للسلطة في روما. هُزمت كليوباترا ومارك أنتوني، وانتحر أنتوني. حاول أوكتافيان إحضار كليوباترا إلى روما لموكب النصر، ما جعلها تسمم نفسها. تقول الأساطير إنها استخدمت أفعى للانتحار، وتوفيت عن عمر يناهز 39 عاماً. لم يُعرف مكان قبرها بدقة.
أولادها
كان لدى كليوباترا أربعة أولاد معروفين: بطليموس الخامس عشر (قيصرون) من قيصر، وكليوباترا سيلين الثانية، بطليموس فيلادلفوس، وألكسندر هيليوس من مارك أنتوني. بعض أبنائها أُخذوا إلى روما بعد وفاة كليوباترا، ولم يكن لهم تأثير كبير بعد ذلك.
إرث كليوباترا
بعد وفاة كليوباترا، أصبحت مصر تحت السيطرة الرومانية، ونهاية الأسرة البطلمية (323–31 ق.م). على مر العصور، استمرت كليوباترا رمزاً في الفن والأدب، وظهرت في المسرحيات، الأفلام، والأعمال الفنية. من أشهر الأعمال الفنية نقشها هي ونقش ابنها قيصرون في معبد دندرة.
عُرفت كليوباترا بذكائها وجمالها وفطنتها السياسية، وكانت داعمة للفن والأدب، كما كانت متعلمة لعدة لغات، بما فيها اليونانية والمصرية القديمة. حكمت مصر بذكاء واستراتيجية سياسية حتى نهاية عصر البطالمة.
حكم بطليموس الرابع عشر فليوباتور لفترة قصيرة مع قيصرون الخامس عشر خلال حرب أهلية بين كليوباترا وحاكمها المشارك. تركت وفاة بطليموس الثاني عشر تداعيات كبيرة على الشعب المصري. دعم الجنرال الروماني بومباي الكبير، الذي هزم لاحقاً على يد قيصر، مما مهد الطريق لقيصر للتدخل في مصر، حيث تم القضاء على بطليموس الثالث عشر.
وفاة كليوباترا أنهت بشكل فعال حكم الأسرة البطلمية في مصر في 31 ق.م، وانتهت السيطرة على المملكة لتصبح تحت حكم الإمبراطورية الرومانية.
