أسرار من دجلة

أسرار من دجلة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

✦⟡ الفصل الأول

✦ على ضفاف النيل… تبدأ الحكاية ⟡✦

كانت الشمس تهبط ببطء على صفحة النيل، لتغمر ضفافه بلونٍ ذهبيّ يشبه الحكايات القديمة. وقفت سُمية هناك، تحت شجرة ضخمة، تحمل دفترها الجلدي، وعيناها تلمعان بدهشة لا تشبه أحدًا.

همست وكأنها تحدث الماء:

“أشعر أن الليلة ليست كباقي الليالي.”

ولم تكن تعرف أن تلك الليلة… ستكون أول خيط في لغز ضائع منذ سبعمائة عام.

 

---

✦⟡ المشهد الأول: الهمسة التي لا تُنسى ⟡✦

سمعت سُمية وقع خطوات هادئة قادمة من الخلف. التفتت فوجدت شابًا يحمل حقيبة مليئة بالكتب، ملامحه غامقة وهادئة، وكأنه خرج من كتاب تاريخ.

قال بجدية:

– هل أنتِ سُمية؟

– نعم… من حضرتك؟

– اسمي رائد. الشيخ إبراهيم طلب مني أبحث عنك.

اتسعت عيناها:

– الشيخ إبراهيم؟! لماذا؟

– بسبب رسالتك… الرسالة اللي أرسلتِ فيها سؤال عن المخطوطة القديمة.

توترت سُمية:

– بس أنا ماقلت لأي حد… كيف عرف؟

– بعض الأشياء… تعرف أصحابها لوحدها.

شعرت بأنها على حافة سرّ كبير لا تعرف أين سينتهي.

 

image about أسرار من دجلة ---

✦⟡ المشهد الثاني: البيت العتيق ⟡✦

سارا عبر الأزقة حتى وصلا لبيت خشبي قديم. فتح الشيخ إبراهيم الباب بنفسه، رجل مسن بعينين تشبهان الكتب القديمة.

قال وهو يبتسم:

– تأخرتِ يا ابنتي… كنا في انتظارك.

ردّت سُمية بقلق:

– كيف تعرفونني؟

– لأنك الوريثة الأخيرة لسر لم يفتح منذ قرون.

جلسوا حول طاولة منقوشة، ثم فتح الشيخ صندوقًا خشبيًا صغيرًا.

– هذا الصندوق نُقل من مكتبة بغداد ليلة الحريق العظيم. وكل من حمله… مات. إلا واحد.

– وما علاقته بي؟

– لأنه… جدّك الأكبر.

شهقت سُمية:

– عيلتي ماقالتش حاجة عن الكلام دا!

– لأن السر كان ممنوعًا من الخروج. والمخطوطة اللي جوّه… مفتاح مدينة محظورة اختفت في القرن الثالث عشر.

هنا قال رائد بقلق:

– ولسنا وحدنا من يعرف. جماعة الحافظون تبحث عنها أيضًا… وقد وصلوا للقاهرة.

 

---

✦⟡ المشهد الثالث: حوار المخطوطة ⟡✦

فتحت سُمية الصندوق ببطء…

مخطوطة ملفوفة بقماش أسود، مشدودة بخيط ذهبي.

قال الشيخ بصوت عميق:

– قبل ما تفتحيها… لازم تعرفي إن القراءة مش الخطر. الخطر… إن حد يعرف إنك قريتي.

– مين اللي بيراقب؟

– ناس… تظنين إنهم أسطورة، وهم مش أسطورة أبدًا.

قال رائد:

– الحافظون بيجمعوا وثائق ضاعت من العصور الإسلامية. بيعتقدوا إن في مدينة اسمها مدينة الختم الرابع، وهي مغلقة منذ ٧٠٠ سنة.

– وهل المخطوطة بتوصل لها؟

– هي المفتاح… من غيرها تفضل المدينة مغلقة للأبد.

ارتجفت أصابع سُمية:

– وليه أنا؟

– لأن الختم ما يفتحش إلا لدم الورثة… وإنتِ آخرهم.

image about أسرار من دجلة
 

---

✦⟡ المشهد الرابع: الظل الذي يتربّص ⟡✦

وفجأة…

اهتز الباب بعنف شديد!

تقدّم رائد فورًا، وأمسك الصندوق بقوة.

– لقد وجدونا.

– مين؟!

– الحافظون… ماكانوش المفروض يوصلوا للبيت بسرعة دي.

انطفأت الشمعة…

الظلام ابتلع الغرفة، وصوت خطوات غير بشرية مرّ أمام النافذة.

همس الشيخ:

– اسمعيني يا سُمية… مهما حصل، ماتسيبيش الصندوق.

لأنهم مش عايزين المخطوطة بس… هما عايزينك إنتِ.

اقترب ظل طويل جدًا من الباب…

ظل أكبر من البشر…

كأنه شيء خرج من أسطورة دُفنت منذ قرون.

 

---

✦⟡ نهاية الفصل الأول ⟡✦

وعندما انفتح الباب… أدركت سُمية أن رحلتها بدأت بالفعل، وأن الرجوع لم يعد خيارًا.

image about أسرار من دجلة

---

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Malak Rizq تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.