جيمس أبيركرومبي القائد البريطاني
جيمس أبيركرومبي 
جيمس أبيركرومبي كان ضابطًا في الجيش البريطاني وسياسيًا من أصل إسكتلندي. وُلد في عام 1706 في “Glassaugh, Banffshire” في إسكتلندا، وتوفي في 23 أبريل 1781 في Stirling.
خلال حياته خدم في فترات حروب مهمة: حرب الخلافة النمساوية (War of the Austrian Succession)، حرب السنوات السبع (Seven Years' War)، والحرب الفرنسية والهندية (French and Indian War) والتي تُعتبر ذروة مسيرته العسكرية.
عُرف كذلك كسياسي: فقد انتُخِب من عام 1734 إلى 1754 عضوًا في البرلمان البريطاني عن دائرة Banffshire.
النشأة والخلفية السياسية
جيمس أبيركرومبي وُلد كأكبر أبناء “Alexander Abercromby” و “Helen Meldrum”.
التحق بالجيش مبكرًا: في الحادية عشرة من عمره أصبح “ensign” في الفوج 25th Foot.
دخل الحياة السياسية بتمثيل دائرة Banffshire بعد انتخابه في 1734 بمساعدة صهره “William Duff, 1st Earl Fife” (لاحقًا Lord Braco).
كرّس ولاءه باستمرار للحكومة خلال فترة وجوده في البرلمان.
في 1739 عُين نائباً لحاكم “Stirling Castle”.
في 1754 انسحب من البرلمان عند بلوغ وريث Lord Braco سن الرشد.
تطوّر المسيرة العسكرية
في عام 1736 ترقّى إلى رتبة “captain” وبعدها في 1742 اشتراها “major’s commission”.
عام 1746 أصبح “colonel” وخدم في حملة فلمنغ خلال حرب الخلافة النمساوية.
نفس العام تولى منصب “quartermaster-general” تحت قيادة “James St Clair” في حملة فاشلة ضد “Lorient” (فرنسا). أُصيب في معركة “Hulst” عام 1747.
مع اندلاع حرب السنوات السبع في 1756، رُقّي إلى رتبة “major general” وسُفن إلى أمريكا ليكون نائبًا لـ “Lord Loudoun”.
في 1757 قاد لواءً في حصار “Louisbourg”. وبعد مغادرة Loudoun في ديسمبر، أصبح القائد الأعلى للقوات البريطانية في أمريكا الشمالية.
الحملة الفاشلة على “Fort Ticonderoga” (Carillon) 1758
في صيف 1757 خُطط أن يقودجيمس أبيركرومبي حملة عبر نهر هدسون ثم بحيرة جورج للاستيلاء على Fort Ticonderoga، تمهيدًا للتقدم نحو مونتريال.
الحملة بدأت بشكل جيد ووصل البريطانيون إلى Ticonderoga في 6 يوليو 1758. لكن الأمور انقلبت بعد مقتل مساعده “George Howe, 3rd Viscount Howe” في سكاو (skirmish) أول يوم.
بعد يومين، أمر Abercrombie بشن هجوم مباشر (frontal assault) على التحصينات الفرنسية، من دون دعم مدفعي — القرار أعتبر غير حكيم.
النتيجة كانت كارثية: أكثر من ألفي جندي بريطاني قُتلوا أو جُرحوا، اشتعل الذعر، وتراجع الجيش إلى موقعه عند بحيرة جورج.
هذا الفشل شكل نقطة تحوّل كبرى في مسيرته: في سبتمبر 1758 تم عزله من القيادة واستبداله بـ “Jeffery Amherst”. Wikipedia+1
رغم ذلك، نال ترقية: إلى “lieutenant-general” في 1759، وإلى رتبة “general” في 1772.
بعد الحرب والحياة اللاحقة
بعد عودته إلى بريطانيا، واصل ترقّيه رغم الفشل العسكري.
في البرلمان كان من أنصار فرض سياسة صارمة تجاه المستعمرات الأمريكية (أي أنه دعم “coercion of the American colonies”).
تزوج من “Mary Duff” (أخت William Duff)، وكان لهما ابنة واحدة
تقييم تاريخي — إنجازات وإخفاقات
Abercrombie لم يكن أول قائد مستقل له قبل 1757، وصار قائداً في أمريكا إلى حد كبير بسبب نفوذ سياسي وغياب جنود راغبين في الخدمة في القارة
على الرغم من قدرته التنظيمية وتمكنه من تعبئة 15,000 جندي ونقلهم عبر غابات أمريكا — ما يدل على مهارة إدارية ولوجستية مميزة — إلا أن تخوفه (timidity) وقيادته الحذرة أثّرت سلبًا على فعالية الحملة.
الهجوم المباشر على Fort Ticonderoga، من دون مدفعية، رغم تفوّق عدد القوات البريطانية، يُعتبر من أكبر أخطاء القيادة في تاريخ الحروب البريطانية‑الفرنسية بأمريكا. النتيجة كانت مذبحة وخسارة معنوية واستراتيجية كبيرة.
ورغم الفشل، لم يُسدل الستار على حياته العسكرية — بل استمر في الترقي والرتب العليا. وهذا يشير إلى أن تقييمه في لندن لم يكن يُركّز فقط على النتائج الميدانية، بل ربما على الولاء السياسي، التواصل، أو اعتبارات أخرى.
الخلاصة
جيمس أبيركرومبي يجسّد حالة ضابط أُنتِخب لأعلى مناصب القيادة العسكرية في أميركا الشمالية ليس بفضل براعته القتالية، وإنما عبر مزيج من الخلفية الاجتماعية، الولاء السياسي، ونقص البدائل المستعدة للخدمة في أمريكا. على الرغم من كفاءته التنظيمية واللوجستية، أفضت قراراته أثناء الحملة على Ticonderoga إلى كارثة قاتلة. بالتالي، لا يمكن وصفه ببساطة بأنه “قائد جيد” أو “قائد فاشل” — بل إنه مثال على ضابط انطلق من السياسة، مكّنته علاقاته من مواقع قيادة عليا، ثم فشل في تطبيق استراتيجيات تكتيكية ناجحة في الميدان.
