حرب الفوكلاند.. انتصرت بريطانيا فانتقم مارادونا
"ما بديل الحرب أن يفرض"ديكتاتور حديقة" إرداته على رعايا على الملكة بالنصب و العنف؟ لن يحدث هذا و أنا رئيسة وزراء" كلمات وصفت بها رئيسة الوزراء البريطانية زعيمة حزب المحافظين “مارغريت تاتشر” حرب جزر الفوكلاند التى وقعت فى عام 1982 بين بلادها و الأرجنتين بمذاكرتها، تعالوا نعرف القصة
كان البحار الإنجليزى" جون سترونغ" اول من وطأت قدماه أرض جزر الفوكلاند عام 1690 ، و أطلق عليها أسم “وزير خزانة البحرية “ آنذاك الكونت فوكلاند، و لكن احداً لم يسكنها قبل الفرنسيين الذين أستعمروها عام 1764 ثم تنازلوا عنها للإسبان ، وبعد عام أقام فيها البريطانيون مستعمرة حتى قام الإسبان بطردهم عام 1770 إلى أن اعلنت الإرجنتين سيادتها عليها عام 1816 كونها ورثتها من إسبانيا بعد إستقلالها و احتفظت بإسمها الإسبانى ”ملفينا" ، و لكن بريطانيا عادت و سيطرت عليها مرة ثانية عام 1883 ،و فشلت مفاوضات لحل أزمتها من خلال الأمم المتحدة لاحقاً حتى وقوع الحرب، و هنا لابد من فهم حال البلدين وقتها.
فى عام 1981 وقع غنقلاب بالإرجنتين قاده وقتها الجنرال “ليوبولدو غالتيرى” مما اطاح بحكم العسكرى “خورخى فيديلا” الذى استولى على الحكم عام 1976، كان دين البلاد الخارجى تجاوز ال45 مليار دولار أمريكى و كانت من الفقر و البطالة و الإضطرابات ، و رغم إستفتاء جرى فى ذات العام أظهر أن سكان الجزر ال1800 و معظمهم من اصول بريطانية و فرنسية قاموا بالتصويت للبقاء لصالح البقاء تحت السيادة البريطانية، و اعتبرت الأرجنتين وجود بريطانيا بجزرها أثراً من آثار الإستعمار و الإمبريالية ، و كان إشعال الحرب وسيلة لترسيخ السلطة و إلتفاف الشعب حولها حسب شبكة هيستورى، و بريطانيا لم تكن أفضل حالاً فتجاوز التضخم الإقتصادى عام 1980 ال 16% و عدد العاطلين عن العمل وصل ل3 ملايين، واشتدت الخلافات بين تاتشر و النقابات العمالية.
فى الثانى من أبريل 1982 هاجمت الأرجنتين الجزر، فردت تاتشر فوراً بإرسال قوات من الجيش من 30 سفينة حربية لحماية كرامة بلادها، لكن فى الواقع ان بريطانيا كانت تخطط للتنقيب عن النفظ والغاز حول الجزر و مثلها الأرجنتين.
الحديث يطول عن الحرب من الناحية العسكرية و لم يتفاجا العالم عندما كسبتها بريطانية القوية و لكن الحقيقة انه كان انتصاراً مريراً بسبب الخسائر التى تكبدتها على يد الطيارين الأرجنتينين الذين قصفوا السفن البريطانية و أغرقوا مدمرة شيفلد و قتلوا 225 جندياً بريطانيا مقابل 649 أرجنتينى ، لكن تاتشر ظهرت كحامية حمى الكرامة بريطانيا، وتم اعادة انتخابها رئيسة للوزراء عام 1983، بينما تسببت الهزيمة بإنهيار النظام العسكرى الأرجنتينى بعد من حرب أستمرت 74 يوماً و تعتبر من الأقصر بالتاريخ.
و حدثت المفارقة عام 1986 شهد مواجهة البلدين بكأس العالم لكرة القدم أنتهت بفوز الأرجنتين بعد احتساب الحكم التونسى على بن ناصر هدفاً للأرجنتينى مارادونا سجله بيده فاعتبره إنتقاماً من بريطانيا بسبب الحرب و قال عبارته الشهيرة “كانت يد الله ” فى أشارة لكون الهدف عدالة إلهية
وهذه المباراة حظيت بإهتمام كبير إنذاك ، فالشوط الاول من المباراة انتهى بالتعادل السلبى 0-0 ، ولكن ما حدث فى الشوط الثانى هو ما جعلها احد اهم المباريات فى تاريخ المونديال ، الشوط الثانى كانت احداثه سريعة و احتاج الاسطورة مارادونا فقط اربع دقائق لتسجيل هدف “يد الله” المثير للجدل وفى ذات الوقت المخالف لقانون كرة القدم الاساسى وهو احتساب الاهداف بالقدم فقط ، وهذا الهدف جعل مارادونا مكروهاً لدى الإنجليز .
ولم يكتفى مارادونا بهذا الهدف بل قام بتسجيل الهدف الثانى ضد الإنجليز بالقدم هذه المرة ، وتم تصنيف هذا الهدف من قبل النقاد بالهدف الأجمل فى تاريخ المونديال، وصنفته الفيفا بهدف القرن و تنتهى المباراة بفوز الأرجنتين على إنجلترا 2-1 و إقصاء إنجلترا من كأس العالم.