سيرة القائد طارق بن زياد
طارق بن زياد
طارق بن زيا قائد عسكري مسلم قاد الفتح الإسلامي الممتد بين عامي 711و718م بأمر من الوالي موسى بن نصير، سمي باسمه جبل سمي باسمه جبل طارق، يعد طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الإيبيري والإسلامي
على حدٍ سواء، وتُعدّ سيرته العسكرية من أنجح السير التاريخيَّة وهو طارق بن زياد بن عبد الله بن رفهوا بن ورفجوم بن ينز غاسق
بن ولناص بن يطوفن بننفزاوة. ترك طارق بن زياد إرثًا كبيرًا بعد وفاته تمثَّل ببقاء شبه الجزيرة الإيبيرية تحت حكم المسلمين زهاء
8 قرون، وفي وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين أُطلق اسمه على عدد من المواقع في البلدان الإسلاميَّة وبالأخص في المغرب العربي.
أصله
ويذكر حسين شعيب أن طارق بن زياد بربري الأصل وينتمي إلى قبيلة "الصدف"،
كل يدعي أن ابن زياد من أصل قريب منه وينتمي له، فمنهم من قال إنه أمازيغي وآخر قال إنه عربي، وغيره قال إنه فارسي، ووصل
حد الاختلاف بأنه جزائري أو مغربي
فقيل إنه فارسي من همذان وكان مولى لموسى بن نصير، وقيل إنه من سبي البربر، كما نجد أيضا من يؤكد على نسبه العربي. وذكر
ابن خلدون بان نسب طارق بن زياد من بني ليث، وبنو ليث هم إحدى القبائل العربية المعروفة من فروع قبيلة كنانة
ويذكر حسين شعيب في كتابه "طارق بن زياد فاتح الأندلس" أن طارق بن زياد هو طارق بن زياد البربري، ينتمي إلى قبيلة
"الصدف"، وكانت مضارب خيام هذه القبيلة في جبال المغرب العالية، وهي قبيلة شديدة البطش وكثيرة الغزو وكانت ديانتها الوثنية،
وقال "اختلف المؤرخون في نسبته وشهرته، فذكر بعضهم أنه بربري الأصل ينتمي إلىنفزاوة من بربر أفريقيا، وهي البلاد التي يطلق
عليها اسم" تونس "الآن، وفي رواية أخرى أنه بربري ينتمي إلى قبيلة" زناته ".
و" يرى البعض أنه من موالي الفرس من مدينة همذان، ولكن مما لا شك فيه ولم يختلف فيه المؤرخون أنه كان مولى لموسى بن
نصير، وكان موسى يثق به كثيرا وعينه واليا على مدينة طنجة، وبما أنه يرجح أنه يكون من بربر أفريقيا، فقد كان معظم جنده من
البربر، لأنه يستطيع أن يؤثر عليهم ويأخذ بأيديهم إلى النصر كما أن من الدلائل التي يعتمد عليها بعض المؤرخين في إثبات النسب
العربي لطارق بن زياد مسألة اسمه الثلاثي، فهو طارق بن زياد بن عبد الله كما ورد في جل المصادر التاريخية، والمعروف أن العرب
عادة ما كان يعتمد الاسم الثلاثي عكس البربر، إضافةً إلى أن طارق وزياد وعبد الله كلها أسماء عربية.
ومن الدلائل الأخرى التي كان يزاولها طارق بن زياد قبيل الفتح، فقد عينه موسى بن نصير قائدا وواليا على طنجة، والمعروف أن
بني أمية لم يكونوا عادة يولون على الجيش غير العرب.
يذكر أن طارق بن زياد رجع إلى الشام ومكث هناك حتى توفي سنة 101 ه/ 720 م،ويعتبر بعض المؤرخين أن هذا دليل آخر على أنه
عربي، فلو كان بربريا لرجع إلى قبيلته وعاش أواخر أيامه بين قومه.
حارب طارق بن زياد الوثنيين في شمال أفريقيا في كثير من المواقع قبل توجهه إلى الأندلس، وعلى يده دخل كثير من أهل المغرب في
الدين الإسلامي،
غالبا كان طارق من البربر وعامة جنوده كذلك، فيهم شجاعة وإقدام، فقد تربوا في أحضان الإسلام وعلى تعاليم القرآن الكريم،
وأصبحوا أصحاب رسالة خالدة صنعت منهم الأبطال، وقدموا في سبيل دينهم وعقيدتهم الغالي والنفيس، بل نجزم بأن الجيوش
الإسلامية الضاربة التي اصطدمت بالإسبان اعتمدت بعد الله على إخواننا من البربر الذين اندفعوا خلف طارق في سبيل هذا الدين
ونشره، إن العقيدة الإسلامية صهرت المنتسبين إليها عربا وعجما في رحاب الإسلام العظيم
ومهما يكن- سواء كان أصله تركيا، أو روسيا، أو صينيا، أو أوروبيا، أو عربيا، أوامازيغياً أو أنه ينتمي لمنطقة هي اليوم ضمن
أراضي المملكة المغربية أو الجزائرية أو اليمنية فلا أحد يمكن أن ينكر الدور العظيم الذي قامت به هذه الشخصية في التاريخ
الإسلامي، فقد كان قائدا محنكا استطاع بفضل مهارته العسكرية استكمال فتح الأندلس ونشر الدين الإسلامي الحنيف هناك
إنجازاته
يُعد طارق بن زياد من أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي، وقد عُرف عنه العزم والصبر كما انه ارتقى بمنزلة عظيمة
بفضل مهارته الفريدة، وقد أعجب موسى بن نصير بقدراته ومهاراته، مما جعله يعينه حاكماً لمدينة طنجة المغربية
قيادة جيوش موسى ابن نصير
قام أمير المغرب موسى بن نصير بتعيين طارق بن زياد ليكون قائداً للجيوش في المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي.
المشاركة في عدة فتوحات إسلامية: عندما كان طارق بن زياد موجوداً في جيش أمير المغرب موسى بن نصير، استطاع أن يُظهر
دوره من خلال مشاركته في العديد من الفتوحات الإسلامية، التي من خلالها أظهر قوة وشجاعة كبيرة، لفتت نظر الجميع وخاصةً
موسى بن نصير
وفاته توفي القائد طارق بن زياد سنة 720 م، وقد تباينت الروايات حول وفاة القائد طارق بن زياد؛ فهناك من قال أنّه اختفى بعد وصوله
إلى الشام عاصمة الدولة الأموية بصحبة موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، ويقال أنّهما كانا على
خلافٍ كبيرٍ معاً، ممّا جعل الوليد بن عبد الملك يعزل كلاً منهما واختفى طارق بن زياد بعدها ولم يعرف له أثراً. رواية أخرى تقول: إنّ
طارق بن زياد بعد عودته إلى الشام اختار أن يعيش بقية عمره في الصلاة والتفرغ للعبادة والبعد عن جميع المناصب والولايات ومات
دون أن يعلم بأمره أحدٌ من العامة