🏹 يوسف بن تاشفين: أمير الصحراء وباني دولة الإسلام في المغرب والأندلس

🏹 يوسف بن تاشفين: أمير الصحراء وباني دولة الإسلام في المغرب والأندلس

0 المراجعات

من بدايات بسيطة إلى قائد عظيم

وُلد يوسف بن تاشفين في أوائل القرن الخامس الهجري (حوالي 1006م)، في منطقة "صحراء لمطة" جنوب المغرب، في قبيلة صنهاجة الأمازيغية. لم يكن ابن ملوك، بل نشأ في بيئة صحراوية قاسية، شكّلت فيه صفات الصبر والقوة والذكاء المبكر.

في شبابه، التحق بصفوف حركة "المرابطين"، وهي حركة إصلاح ديني أسسها الشيخ عبد الله بن ياسين، بهدف نشر الإسلام السني ومقاومة البدع والتفكك السياسي في بلاد المغرب.

برز يوسف في المعارك بسرعة، وتميّز بالشجاعة والانضباط. وبعد وفاة القائد أبي بكر بن عمر، تولّى يوسف القيادة العليا للدولة المرابطية، فأثبت أنه ليس مجرد قائد عسكري، بل رجل دولة من الطراز الأول.


توحيد المغرب وبناء دولة قوية

لم يكن المغرب حينها موحدًا، بل كان مقسّمًا بين دويلات وقبائل. قاد يوسف حملة طويلة لتوحيد البلاد تحت راية الإسلام، فدخل مراكش وبنى فيها عاصمة مزدهرة، ثم نشر الأمن والنظام في كامل المغرب الأقصى.

اهتم يوسف بالإصلاحات الداخلية، فثبّت القضاء، ونشر التعليم، ورفع راية المذهب المالكي، حتى أصبحت دولته من أقوى وأغنى دول العالم الإسلامي في زمانها.

image about 🏹 يوسف بن تاشفين: أمير الصحراء وباني دولة الإسلام في المغرب والأندلس

العبور إلى الأندلس... إنقاذ في الوقت المناسب

في الأندلس، كانت ممالك الطوائف قد تنافست وتنازعت، ما جعلها فريسة سهلة للملك القشتالي ألفونسو السادس، الذي أخذ يهاجم المدن الإسلامية ويفرض الجزية.

في عام 1086م، استنجد المعتمد بن عباد (ملك إشبيلية) بيوسف بن تاشفين، فجاءه العون من المغرب. عبر يوسف البحر بجيش قوي، واجه ألفونسو في معركة الزلاقة، وحقق انتصارًا ساحقًا أنقذ الأندلس من السقوط المبكر.

لم يطمع يوسف في الحكم، بل أعاد إلى المغرب بعد النصر، ثم عاد لاحقًا لإسقاط ملوك الطوائف وضم الأندلس إلى دولته، دون سفك دماء ولا تخريب، بل بحنكة وعدالة ناد


تواضع وحكمة… حتى في آخر حياته

رغم اتساع ملكه من حدود السنغال جنوبًا إلى وسط إسبانيا شمالًا، بقي يوسف متواضعًا، يلبس الصوف، ويأكل طعام العامة، ويرفض ألقاب الملوك، مكتفيًا بلقب "أمير المسلمين". وكان معروفًا بعدله بين الناس، حتى مع مخالفيه.

توفي يوسف بن تاشفين سنة 500 هـ (1106م)، وقد تجاوز المئة من العمر، بعد أن ترك وراءه دولة مترامية الأطراف، مستقرة وقوية، وميراثًا من الحكمة والعدل.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

15

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة