الأناضول قبل الدولة العثمانية
قبل القرن الرابع الهجري كان من الصعب ملاحظة العرقية الغالبة على سكان الأناضول فهناك اليونانيون و الأرمن و الروس و غيرهم من الأعراق و إن كان يغلب عليهم الدين المسيحي و السمت البيزنطي نظرا لسيطرة الدولة البيزنطية قرون من الزمان .
ولكن بعد معركة ملاذكرد والتي انتصر فيها السلاجقة الأتراك انتصارا كبيرا بقيادة ألب أرسلان بدأت ديموجرافية الأناضول تتغير حيث توافد الأتراك من وسط آسيا إلى الأناضول كما تأسست دولة سلاجقة الروم فى قلب الأناضول .
ومع بداية القرن السابع الهجري ظهر الكابوس المغولي من أقصى الشرق واضطر الكثير من أتراك وسط آسيا إلى الهرب من جحيم المغول إلى الأناضول حيث دولة سلاجقة الروم وأصبح العرق التركي هو الأغلبية الساحقة لسكان وسط الأناضول
شكل الأناضول فى النصف الثاني من القرن السابع الهجري (القرن الثالث عشر الميلادي)
في شرق الأناضول الدولة الإلخانية المغولية
فى الشمال الغربي الدولة البيزنطية
الشريط الساحلي الشمالي المطل على البحر الأسود إمبراطورية طرابزون و التابعة للدولة البيزنطية
أقصى جنوب الأناضول هو الامتداد الشمالي لدولة المماليك
أما قلب الأناضول و غربه دولة سلاجقة الروم و التى كانت تحتضر و قد استقلت عنها الكثير من الامارات التركية والتي مازالت تتبعها اسماً فقط و إن كانوا جميعا (دولة السلاجقة والإمارات التركية) تابعون للدولة الإلخانية المغولية
أهم الإمارات التركية فى الأناضول
اولا : إمارة قرمان
وهى تعتبر أهم و اكبر إمارة فى الأناضول على الاطلاق و إن كانت تابعة اسميا لدولة السلاجقة الا أنها لم تشعر بهذا الولاء و كانت ترى نفسها جديرة بحكم الأناضول كله ولذلك كانت لها علاقات ودية مع المماليك وكان لها طموح فى حكم الأناضول بمساعدة المماليك
والجدير بالذكر هنا أن نعرف أن العلاقة بين المماليك و السلاجقة كانت شبه عدائية بسبب تبعية السلاجقة للمغول الإلخانيين العدو التاريخي للمماليك و هذا ما سيفسر لنا العلاقة المتوترة بين العثمانيين و القرمانيين
ثانيا : إمارة كرميان
وهى الثانية من حيث القوة والأهمية بعد إمارة قرمان و كانت تتخذ من كوتاهية عاصمة لها
ثالثا : إمارة قراسى
وهى وان كانت من أضعف الامارات الا ان لها دور مهم فى فى تقوية الدولة العثمانية الوليدة كما سنوصح
رابعا : إمارة آيدن
وهى من أهم الإمارات الغربية و كانت تسيطر على مدينة إزمير المطلة على بحر ايجة
تُرى كيف تأسست الدولة العثمانية فى هذه الظروف وكيف كانت سياستها الخارجية تجاه تلك الامارات وكيف تعاملت مع الفرص التى سنحت لها و التحديات التى كانت تواجهها ؟
هذا ما سنعرفه فى المقالات القادمة