
حيقيه غرق نومينور (سيد الخواتم)
بعد مشاهدة الحلقة الرابعة من مسلسل (The Rings of Power)، اتضحت الصورة قليلاً. وهذا مقطع من فصل أكالابيث. غرق نمينور كما وردت في السلماريلين. وأعتقد أنّها يجب أن تمثل الخط الرئيسي لأحداث المسلسل.
في ذلك الوقت مات تاربالانتير بعد أن أرهقه الحزن. ولم يكن لديه ابن ذكر بل كانت لدية بنت فقط واسمها ميريل بلغة الجان. وحسب قوانين النومينوريين, يحق لها اعتلاء الصولجان. لكن فارازون تزوجها رغماً عنها. وعندما تزوجها استولى على الصولجان إلى نفسه واتخذ لقب آرفارازون ( تاركاليون في لغة الجان), وتغير اسم زوجته الملكة إلى آرزيمرافيل.
كان آرفارازون الذهبي فخوراً وأكثر جبروتاً من كل الذين امتلكوا صولجان ملوك البحر منذ تأسيس نومينور. وقد حكم نومينور قبله ثلاثة وعشرين ملكاً وملكة. وهم الآن نائمين في قبورهم العميقة بظلال جبل مينيلتارما, متمددين على أسرتهم الذهبية.
جلس آرفارازون على عرشه المرصع, في مدينة أرمينيلوس بمجد قوته, يطيل التفكير المظلم بالحرب, لأنه كان قد تعلم في الأرض الوسطى من قوة مملكة ساورون, وكراهيته للغربيين. والآن كان قد رجع إليه ربابنة السفن والقادة القادمين من الشرق, فأخبروه بأن ساورون قد فرض سيطرته هناك, منذ عودة آرفارازون من الأرض الوسطى. وراح الآن يضغط باستمرار على المدن الساحلية. وقد اتخذ لنفسه لقب ملك البشر. معلناً عن أهدافه بطرد النومينوريين إلى البحر, وحتى تدمير نومينور. إذا لزم الأمر.
غضب آرفارازون كثيراً من هذه الأخبار وفكر كثيراً في سره, فقلبه مملوء برغبة السلطة غير المحدودة, والسيطرة المطلقة لإرادته, فقرر بدون استشارة الڤالار, وحتى لم يطلب مساعدة الحكماء بل استبد برأيه. إذ إن لقب ملك البشر هو من يدعيه لنفسه ويريد إرغام ساورون على أن يكون خادماً له وتابع. فبسبب كبريائه يعتبر أنه لا يجب أن يظهر ملك ينافس وريث إيارينديل. لذلك بدأ في ذلك الوقت بصناعة وتخزين الأسلحة في مخزن كبير, وبنى الكثير من السفن الحربية وخزنهم مع الأسلحة. وعندما أصبح كل شيءٍ جاهز. أبحر مع جيشه نحو الشرق.
رأى البشر أشرعة قادمة من مغرب الشمس, مصبوغةً بلون قرمزي يلمع بالأحمر والذهب. فوقع الخوف على ساكني السواحل وهربوا بعيداً, لكن الأسطول وصل إلى المكان الذي يدعى أومبار. وهو المرفأ الطبيعي الهائل للنومينوريين, وهو مرفا طبيعي لم تصنعه الأيدي. كانت الأراضي فارغة وصامته حول موكب ملك البحر عندما سار في الأرض الوسطى. لسبعة أيام سافر بالراية والبوق حتى وصل إلى تل. فاعتلاه ووضع سرادقه وعرشه هناك, وجلس في وسط الأرض, وخيام جماهيره مصطفةً حوله. زرقاء وذهبية وبيضاء. فكانوا كزهور الحقل الطويلة. ثم بعث الرسل إلى ساورون وأمره بالمجيء وتقديم الولاء.
جاء ساورون. حتى من وراء تحصينات برجه العظيم باراد دور. ولم يقدم أي اتفاق بخصوص المعركة, لأنه لاحظ قوة وفخامة ملوك البحر, والتي فاقت كل الإشاعات التي وصلته عنهم. فلم تكن لدية الثقة حتى بأقوى خدمه, من القدرة على مقاومتهم أو الصمود بوجههم. ورأى بأن وقته لم يحن بعد لتصفية حساباته مع دوناداين. فقد كان ماكراً, وماهراً جداً لكسب ما يريد بالرِّقة واللين عندما لا تنفع القوة. لذلك فقد تواضع أمام آرفارازون, وصقل كلامه. فتعجب البشر منه لأن كل كلامه كان يبدو عادلاً وحكيماً.
لكن آرفارازون لم ينخدع به بعد, وجاء إلى باله, بأن يأخذه إلى نومينور, ويسكنه هناك كرهينة هو وكل خدمه الذين كانوا معه في الأرض الوسطى. فيبقى ساورون هناك محافظاً على قسمه وولائه. وافق ساورون مكرهاً في ظاهر الأمر, لكنه وفي سره كان مسروراً. لأن ذلك ينسجم بالحقيقة مع رغباته. عبر ساورون البحر وشاهد أرض نومينور ومدينة أرمينيلوس في أيام مجدها. فاندهش لكن قلبه كان مملوءً بالحسد والكراهية.
رغم ذلك مثلما كان الخداع في عقله كذلك كان بفمه, فقد كانت قوة إرادته الخفية. وقبل مضي ثلاث سنوات, أصبح من أقرب المستشارين السريين للملك, لحلاوة التملق التي كانت في لسانه كالعسل, ولمعرفته الكبيرة التي لم تكن مكشوفة بعد للبشر. وبسبب ما ناله من حظوةٍ وإحسانٍ عند الملك فقد تودد له غالبية أعضاء المجلس, إلا واحداً وهو أمانديل سيد أندونيه. ثم جاء التغيير ببطء إلى الأرض, فاضطربت نفوس أصدقاء الجان بشده, وانقطع الكثيرين عنهم مبتعدين بدافع الخوف. بالرغم من أن الذين بقوا منهم مازالوا يطلقون على أنفسهم اسم المخلصين. لكن أعدائهم نعتوهم بالمتمردين. أما الآن وقد استحوذ ساورون على إصغاء البشر له, فقد خالف وبالكثير من الحجج, كل العلوم التي علمهم إياها الڤالار. وأضاف بأن البشر يعتقدون بأن العالم يتمدد فقط إلى الشرق, وحتى في الغرب تتمدد الكثير من البحار والأراضي لنفوز بها, ففيها ثروات لا تحصى. ومازالت تنتظرنا, وإذا كان ينبغي أن نصل أخيراً إلى نهاية تلك الأراضي والبحار. خلف امتداد كل الظلمات القديمة. فخارجها صُنع العالم. لأن الظلام وحده هو المقدس, وقد الذي يصنع الرب منه عوالم أخرى لتكون هدايا لأولئك الذين يخدموه. بحيث أن زيادة قوتهم لن تجد نهاية.
>>>>
طبعاً أضاف كتّاب المسلسل أحدث غير موجودة في الرواية، فهذا برأيهم يقدم إضافة ولا ينقص من قيمة العمل.