عثمان بن ارطغرل و تأسيس الدولة

عثمان بن ارطغرل و تأسيس الدولة

0 المراجعات

اختلف المؤرخون حلو أصل أرطغرل مفمنهم من قال بأنه أتى مهاجرا من وسط اسيا مع عائلته هربا من بطش المغول , ومنهم من قال بأنه كان أحد قدةجيش سلاجقة الروم .. ليس هذا ما يهمنا الان .. المهم ان السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد قد أقطعه قطعة من الأرض في أقصى غرب الاناضول في مواجهة الدولة البيزنطية كمكافأة من ناحية وليحرس الحدود الغربية للدولة السلجوقية من خطر البيزنطيين . 

حدثت الكثير من المناوشات البسيطة بين ارطغرل و البيزنطيين مما أدى الى توسع مقاطعته على حساب البيزنطيين .

عاش أرطغرل حاكما لتلك المقاطعة المسماه ب (سوغوت) الى ما يقارب الخمسين عاما حتى توفي في عام 1281 م ليتسلم من بعده ابنه عثمان حكم المقاطعة 

لاحظ عزيزي القارئ أننا الى الان نقول (المقاطعة) وليست (الامارة) لأنها الى الان لا تملك أيا من مقومات الدولة او الامارة 

مرت سبع سنوات على حكم عثمان للمقاطعة الى ان حدث أمر جلل ألا وهو قيام عثمان بن أرطغرل بفتح مدينة (اسكي شهر) مما ذاع صيته في كل الاناضول و بدأ نموه السياسي والعسكري في التسارع وعلى اثر ذلك استقطب اليه الكثير من سكان الأناضول فمنهم التجار و الحرفيين و أيضا مشايخ الصوفية , واستقطب أيضا الكثير من الفرسان الذين لا يجدون عملا من امارات الاناضول المختلفة مما أدى الى تقوية جيشه .. فاستغل ذلك و قام بفتح مدينة أخرى في عام 1299 م وهي مدينة (بيله جيك) فزادت بذلك مساحة المقاطعة .

زيادة مساحة المقاطعة وزيادة عدد جيشه و تنوع السكان بين التجار والصناع والزراع و مشايخ الصوفية جعله يمتك مقومات الدولة أو الامارة 

فقام السلطان السلجوقي باعطائه لقب الأمير وان كان مازال تابعا للدولة السلجوقية      

قد يتسائل البعض لماذا لم يعلن عثمان استقلاله عن الدولة السلجوقية بالذات و قد بدا للجميع مدى ضعب السيلاجقة وني قوة عثمان ؟

للرد على ذلك السؤال يجب علينا أن نسأل سؤالا اخر :

ما هو حجب الاستفادة التي سيجدها عثمان من اعلان استقلاله ؟

عثمان الان امير على امارة تابعة بالاسم للدولة السلجوقية و التى بدورها تابعة للدولة الايلخانية المغولية في فارس والعراق و بحكم العداء التاريخي بين السلاجقة والبيزنطيين يستطيع عثمان ان يحارب البيزنطيين ويضم أراضيهم لامارته الوليدة ومن الننحية الأخرى لا تستيع الدولة البيزنطية الا ان تحارب عثمان حرب دفاعية .. بمعنى ان البيزنطيين لا يستطيعون ان يحربوا عثمان حرب هجومية شاملة لأنهم بذلك سيدخلون حربا مفتوحة ضد السلاجقة ومن ثم المغول الايلخانيين و, لذلك كان يكتفي البيزنطيين بالدفاع ولا يجرؤون على الهجوم , ولذلك فمن الحكمة ان يحافظ عثمان على حالة التبعية الاسمية للدولة السلجوقية حتى و ان كانت ضعيفة 

نرى هنا أن عثمان يستفيد من المعطيات السياسية أو الواقع السياسي ليتحرك خلاله ونستطيع أن نستنتج ان عثمان كان معافى من مرض النرجسية الذى يصيب بعض الحكام الفشلة المتمركزين حول ذاتهم دون رؤية الواقع بشكل واضح .

وُلدت الدولة العثمانية بهدوء شديد رغم التهديدات الي كانت تواجهها ومنها انها كانت في اقصى الغرب بعيدة عن مركز السلطة السلجوقية وفي مواجهة البيزنطيين الا ان عثمان ومن قبله أرطغرل حولا التهديدات الى فرص واستغلوها خير استغلال للبقاء وسط هذه الأخطار .

ترى ما الذي حدث بعد عثمان ؟ وماذا بعد سقوط السلاجقة ؟ وهل كان العثمانيون على استعداد للهجوم البيزنطي الشامل ؟ هذا ما سنعرفه في المقالات القادمة .. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

5

متابعهم

1

مقالات مشابة