بلدوين الرابع (ملك بيت المقدس)
بالدوين الرابع (1161–1185)، الملقب بالملك المجذوم، كان ملك القدس من عام 1174 حتى وفاته عام 1185. وقد نال إعجاب معاصريه والمؤرخين اللاحقين بسبب إرادته وتفانيه في خدمة المملكة اللاتينية في مواجهة من الجذام المنهك، الذي تركه في النهاية أعمى وغير قادر على استخدام يديه أو قدميه. باختيار مستشارين أكفاء، حكم بالدوين عالمًا مسيحيًا مزدهرًا ونجح في حمايته من الحاكم المصري المسلم صلاح الدين الأيوبي.
ظهرت الأعراض الأولى لمرض الجذام على بالدوين عندما كان طفلاً، لكن لم يتم تشخيصه إلا بعد اعتلائه العرش بعد وفاة والده الملك أمالريك. وبعد ذلك أصبحت يديه ووجهه مشوهين بشكل متزايد. حكم الكونت ريموند الثالث ملك طرابلس المملكة باسم بلدوين حتى بلغ الملك سن الرشد عام 1176. بمجرد توليه الحكم، خطط بلدوين لغزو مصر، والذي فشل بسبب عدم تعاون أتباعه. قام صلاح الدين بدوره بمهاجمة مملكة بالدوين عام 1177، لكن الملك والنبيل رينالد من شاتيلون صداه في مونتجيسارد، واكتسب شهرة بالدوين. أتقن الملك الشاب ركوب الخيل على الرغم من فقدانه الإحساس تدريجياً في أطرافه، وكان قادراً على القتال في المعارك حتى سنواته الأخيرة.
منع الجذام بالدوين من الزواج. كان يأمل في التنازل عن العرش عندما تزوجت أخته سيبيلا من ويليام مونتفيرات عام 1176، لكن ويليام توفي في العام التالي. في عام 1180، من أجل إحباط انقلاب الكونت ريمون الثالث ملك طرابلس والأمير بوهيموند الثالث ملك أنطاكية، طلب بالدوين من سيبيلا الزواج من غي لوزينيان. عارض جزء كبير من النبلاء جاي، وسرعان ما أضعف علاقته مع بالدوين بشكل دائم. أدى الخلاف الداخلي الذي أعقب ذلك إلى إجبار بالدوين على البقاء ملكًا، لأنه الوحيد القادر على توحيد النبلاء المتنازعين. صد بالدوين صلاح الدين مرة أخرى في عام 1182، لكن الجذام جعله أعمى وغير قادر على المشي أو استخدام يديه في عام 1183. لقد حرم جاي من الميراث وتوج ابن سيبيلا، بالدوين الخامس، ملكًا مشاركًا قبل أن يأخذ نفسه في القمامة لرفع حصار صلاح الدين الأيوبي. الكرك. فشل بالدوين في إلغاء زواج سيبيلا من جاي ومصادرة إقطاعية جاي في عسقلان. في أوائل عام 1185، رتب لريموند ليحكم كوصي لابن سيبيلا وتوفي قبل 16 مايو.
