قصة ناجية من مرض السرطان ، وخيانة زوجها ، امرأة من فولاذ
ظننت أنني لن أشعر بمثل هذا الخوف في حياتي بعد تلك الليلة التي فقدت بها والدي ، لم اتجاوز التاسعة من عمري حين رحل، تركني انا وشقيقاتي الأربعة، ووالدتي .
نتخبط سنة تلو سنه ، صنعت امي مركبا لنا في نهر امواجه عاتية ومجتمع لا يرحم الإناث فيه .
كانت تخوض حرب قوتنا، وحرب كرامتنا، وحرب تربيتنا ، في حين كان التعاطف معنا فقط بنظرات الشفقة.
تلك الرحلة التي لن اتطرق لها، مضت و ذاقت أمي مرار مجتمعنا الشرقي الذي لا يرحم.
وصلت إلى سن الزواج، لا أنكر انني كنت أبحث في زوجي عن الأمان وعن الرجولة التي اذكرها في والدي، كنت أبحث عن رجل ينسيني حرقة اليتم.
وقع اختياري على شاب يشهدون له بحسن أخلاقه وتربيته، كيف لا وهو من أبناء عمومة والدي.
تزوجنا... وبدأت رحلة جميلة من بدأت بحب وأحلام، أنجبت طفلي في سن السادسة والعشرين، كان أجمل هبة من الله، حضرني المخاض في شهري السابع, جعل حضوره هذا الزواج أقوى، أو لعلني ظننت ذلك.
في خريف عمري الثامن والعشرين، شعرت بوجود كتلة في صدري، لكنني لم أشعر بالخوف وفانا صغيرة في العمر ولكن ليطمئن قلبي ...
اتجهت لمركز الحسين
هنا انقلبت موازيني ، سرطان !
تم تشخيصي بالإصابة بسرطان الثدي .
حملت روحي على كف وصغيري على كف، ورفعتهما إلى الله وطلبت منه الرحمة
بدأت رحلة العلاج
رحلة علاجي. . التي بدأت يوم تلو يوم أشعر بها أنني افقد هويتي وانوثتي وامومتي.
وجدته إلى جانبي في المراحل الأولى الأكثر قسوة علينا نحن الاثنين، والأكثر إيلاما لوالدتي، التي باعت عمرها وحياتها لنصل انا واخواتي إلى الأمان .
كانت تتألم بصمت وبوجع يفوق وجع ما يسمونه العلاج الكيماوي الذي حرق آخر ورقة في أحلامي قبل أن يحرق جسدي، و تتساقط خصل شعري أمام عيني.
سقط الشك في روحي، و كلما اقتربت من إنهاء مرحلة العلاج كلما شعرت بابتعاد زوجي عني أكثر.
عذرته.. فقد اعتاد علي زوجته الجميلة التي تملأ الحياة حياة، فأنا أكاد لا أعرف ملامحي الجديدة.
سرطان آخر.... في حياتي، خيانه زوجي.
كان مشغولا ببطولة، قصة حب... خيانة زوجة..بطلها ((لاب توب)) ومنتديات(محادثة )
احب خلال فترة علاجي، أنثى... امرأة... امرأة كسرها الطلاق فبحثت عن من يجبر كسرها.
متناسيانِ أي كسر انا تركه السرطان في روحي واي قهر ...
أدركت أن أمر ما حدث خلال رحلة العلاج. ولكنني خبأت الحقيقة عن الجميع
حزمت حقائبي للعودة له فإذا به رافض عودتي وبشده، أيقنت وعدت وحاولت، لكن قرار الطلاق تزامن مع إنهاء آخر جلسة علاج.
لم يقتلني السرطان، لكن زوجي قتلني ..
فذابت في روحي آخر قطعة ثلج تتمسك بالحياة، لم تقهرها نار العلاج
استعطفتها واستعطفته، لكن دون رحمة، تزوجا.
ومن النافذة نظرت لاجده عريسا يزف للمرة الثانية ... لكنني لا أرى خيالي، لم أكن انا هذه العروس التي انتصرت على السرطان لاجلهما .
والد طفلي يزف وقد ظننت أنني سأعود إليه عروسا ..
مضى خلفه، كل من مضى خلفنا يوم زفافنا دون رحمة بي ...
.. سقطت كل رغبة بالحياة
حتى سمعت كلمة ((ناجية سرطان))
نفضت غبار كل ما مضى عن جسدي، و نهضت... استيقظت لأول مرة بعد أشهر وأشهر من العلاج لأدرك أن الحياة أجمل! من أن اندب رجلا وقد ابدلني الله خيرا .
اخترت طريقي كانثى مطلقة ...
وناجية سرطان....
طريق طويل ...
لم أكن أرى في نهايته اي لون .
حتى خطوت خطوتي الأولى، فادركت أنني انا من ألون الحياة، حتى بدأت ألوان الطيف تظهر لي مع قطرات صيفية .
اليوم انا أعلن أنني امرأة من فولاذ وان في داخل كل منا امرأة من فولاذ .
فقد غفرت له تلك الندبة الأخرى في صدري، لتكون شاهدة اني نجوت مرتين في هذه الحياة .
وسأنجو الف مرة لأجل طفلي..
اليوم سازين خصل شعري باللون الوردي .
متضامنة مع كل الناجيات من كل سرطان يهتك احلامهن وحياتهن.
غفرت له، ومضيت...
وسامضي... وهبة الله التي تركها لي ، بني صغيري وحبيبي ... قوتي اليوم وغدا ...
صغيري الذي، كبر يركض خلف كل الأباء.. بابا..
إلا والده..
لأجلك سأنجو