الحب هوا المعني الحقيقي للحياه
كان يومًا مشمسًا في المدينة الصغيرة، حيث عيشت نورا، فتاة جميلة ذات شعر أسود وعينين براقتين.
لم تكن نورا تعرف معنى الحب، ولكنها كانت تحلم بمواجهة الشخص المناسب والعيش قصة حب تأخذها إلى عوالم جديدة وجميلة.
في نفس ذلك اليوم، كانت السماء زرقاء صافية والرياح هادئة تبث السكينة في الجو.
تجولت نورا في الحديقة العامة، حيث رأت شابًا وسيمًا، اسمه كريم.
كان كريم طويل القامة، وكانت عينيه البنيتين تظهر تفاؤلًا وحيوية.
انعكست الشمس على خصلات شعره المجعد، وكان هناك لمعان طبيعي في بشرته.
عندما اصطدم نظرها بنظره، حدثت عشرات الشرارات واحترق قلب نورا بالشوق.
هذا كان الحب الذي كانت تحلم به طوال حياتها.
وبدأت تسير بخطوات قوية نحوه، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة ووقفت قبالته هامسترة وحائرة.
رفع كريم حاجبيه بتساؤل، ثم قال بهمس طريف: "هل هناك شيء ما يُزعجك؟".
ابتسمت نورا وأجابت ببرودة لكن بابتسامة صغيرة: "لا، كنت فقط أبحث عن ورقة شجر ملونة لتتبعها بها الرياح".
تبادلوا الأحاديث البسيطة لعدة دقائق، ثم بدأ كريم يتحدث عن هواياته وشغفه بالفن.
تجاوبت نورا مع كل كلمة ينطقها بعمق واهتمام.
بدأت تشعر بأنهما متشابهان في الأذواق والاهتمامات، وأنها وجدها هو القطعة المفقودة من حياتها.
لقد أصبح كريم، ودون أن يعلم، الشخص الذي أدركت عنده نورا أنها وقعت في الحب.
طوال الأيام القليلة التي أنفقتها معه، تفكر فيه في كل لحظة، وتتلهف للقاءه مرة أخرى.
لكن كان هناك سر يخفيه كريم عن نورا.
كان لديه مرض خطير في القلب وكان يتلقى العلاج بشكل دوري.
لم يكن يستطيع القول لها، حتى يشعر بأنها جاهزة لمواجهة الصدمة.
في أحد الأيام، شعرت نورا بالقلق الشديد، فكانت تلاحظ تراجع حالة كريم بشكل واضح.
طلبت منه الكشف عن السبب وبعد وقت قليل، تواجهت نورا بالحقيقة المرة.
"أنا مريض، نورا، ولدي مرض لا يُمكن علاجه.
لا يمكنني أن أعيش طويلًا".
اقتربت نورا منه، وكانت عيونها مليئة بالدموع.
"لا يهمني"، قالت بصوت هامس.
"سأكون هنا بجانبك حتى النهاية.
سأمضي كل لحظة معك وأجعلها قصة حب لا تُنسى".
كما قالت كلماتها، تناثرت الفرحة والحب في قلبها.
قررت أن تستمتع بكل لحظة تمضيها مع كريم وتصنع ذكريات لا تنسى.
وعلى مر الأشهر القادمة، عاشوا معًا قصة حب عميقة ومؤثرة، حيث شعروا بأنهم كانوا حبيبين منذ الأبد.
وعلى الرغم من اختلاف الأيام وجروح الحياة، كانت قصتهم تتحلى بالحب والثبات.
اجتازوا كل تحدٍ يواجههم بعمق حبهم وبكل الأشياء الجميلة التي قدمتها لهم الجميع.
ثم جاء اليوم الذي لاحق آخر، عندما رحل كريم في سلام.
لكن قصة حبهما لم تنتهِ بموته.
كتبوا أسطورة حب عبر الزمان، يذكرها الجميع في الأعوام اللاحقة.
في كل عيد ميلاد لنورا، استعادت ذكرياتها مع كريم، وتذكر روحه العطوفة تحيط بها، وتشعر بمحبته تتواجد في كل روحة هادئة.
تعلمت نورا أن الحب يدوم إلى الأبد، وأن قصة حب حقيقية تخطف الألباب وتترك أثرًا على النفوس.
