ستيوارت تاور "عمارة الموت" ج١

ستيوارت تاور "عمارة الموت" ج١

0 reviews


برج ستيوارت أو ستيوارت تاور هو مبني سكني
بالتحديد في منطقة "مايدا فالي" غرب لندن ، البناية و يُطلق عليه "عمارة الموت"، و الموضوع مش مرتبط بقصة رعب و لا حاجة، على العكس دا موضوع سياسي و أمني بحت.

في البداية لازم تعرف إن الغريب جداً إن موضوع عمارة الموت دا مرتبط بمصر فقط!
و ببساطة شديدة جداًعلشان أثبتلك صحة الكلام، هقولك أسماء الشخصيات اللي ماتت في البرج دا حسب الترتيب التاريخي للوفاة:
🔸اللواء الليثي ناصف، مؤسس الحرس الجمهوري.
🔸الفنانة الراحلة سعاد حسني. 
🔸الشخصية الشهيرة و المثيرة أشرف مروان.


التلاتة كانوا مقيمين  في نفس البرج في طوابق و شقق مختلفة و التلاتة ماتوا بنفس الطريقة … سقوط من الشرفة.


تعالوا نبدأ بأول حادثة حصلت فيه:
 

محمد الليثي ناصف.


مولود في عام ١٩٢٢، خريج الكلية الحربية، تخرج منها عام ١٩٤٠ ،في بداية الخمسينات تزوج من السيدة "شوفكيه" ذات الأصول التركية و أنجب منها بنتين هما هدى و منى " على اسم بنات الرئيس جمال عبد الناصر ".

اللواء الليثي تدرج في مناصب عسكرية هامة في الجيش ، و كان الرئيس عبد الناصر يثق به بشدة و اختاره لتأسيس الحرس الجمهوري و أصبح أول قائد له.


من ثقة  الرئيس عبد الناصر في الليثي ناصف قال ذات مرة:


" لو معي رجل آخر مثل الليثي ما خشيت أبدا على حياتي ".


الليثي ناصف كان يحب فعلا عبد الناصر و كان ولاءه له دائما.

بعد وفاة جمال عبد الناصر تولى الرئيس السادات الحكم، في الوقت دا مراكز القوى اللي اختارت السادات ،و اللي كانوا بيظنوا إنه ضعيف الشخصية و يسهل التحكم في قراراته، ظنوا إن السادات هيكون واجهة فقط من خلالها يستمروا في مناصبهم و في حكم مصر. 
مراكز القوى دي كانت تتمثل في مجموعة الحكم اللي كانت محيطة بعبد الناصر و هم :

- الفريق محمد فوزى، وزير الحربي .

- على صبري، نائب رئيس الجمهورية و رئيس الإتحاد الإشتراكي العربي، و رجل الاتحاد السوفييتي الأول في مصر، على صبرى ذات مرة سخر من السادات لدرجة انه قال :
" جزمتي بتفهم في السياسة أكتر من السادات"

- شعرواي جمعة وزير الداخلية في عهد عبد الناصر.

- محمد فائق وزير الإعلام السابق.

- سامي شرف، سكرتير الرئيس للمعومات ، و الرجل الذي يعرف كل شيء عن كل شيء، و كان السادات كان يخشى بشدة الرجل دا .

- محمد لبيب شقير، رئيس البرلمان.

بعد تولي السادات السلطة بدأت المجموعة السابقة تظهر له "العين الحمرا " علشان يعرف قدره عندهم و يتصرف على حسب ما يملوه عليه. 
لكن السادات كان أذكى و أكثر طموح من إنه يفضل لعبة في إيد مراكز القوى و رجال عبد الناصر. 
الرجل الوحيد من رجال عبد الناصر اللي كان السادات يثق في شرفه و إخلاصه هو الليثي ناصف، كان وقتها رئيس الحرس الجمهوري من وقت ما عينه عبد الناصر و ما زال في منصبه، فأستدعاه الرئيس السادات و أخبره أنه حاسس بمؤامرة تحاك ضده و أخبره إن المتآمرين عليه هم مراكز القوى. 
و طلب منه بإختصار إعتقال المجموعة السابق ذكرها.

لم يكن الأمر سهل على الإطلاق على اللواء الليثي ناصف لأسباب كتيرة جداً.


المجموعة دي كانت زملاءه و أصدقائه من وقت ثورة يوليو ١٩٥٢ و أكل معاهم " عيش وملح " إزاي يتحرك لإعتقالهم ؟!


ثم إن دول صفوة رجال الحكم في مصر و اعتقالهم  ربما يقلب المائدة تمامًا في وجه السادات.


حاول الليثي ناصف الإعتذار للسادات عن القيام بالمهمة لصعوبتها البالغة على نفسه.
لكن السادات بذكاء شديد أقنعه إن الإعتقال مؤقت فقط لحماية الوطن و أنه هيتم الإفراج عنهم بعد وقت قصير و لن يتم تقديم أي منهم للمحاكمة، و لا سجن أي  شخص منهم. 


الليثي ناصف أكد على السادات أن دا اللي هيحصل وسأله:
دا وعد يا سيادة الرئيس؟
و كان رد السادات:
"طبعا وعد يا ليثي و هتشوف"

 

نكمل في الجزء الجاي.

_____________________________________________

 

 المصادر:
مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي. 
البوابة نيوز.
اليوم السابع. 
موقع مصراوي. 
المصري اليوم. 
الجريدة.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة