ستيوارت تاور "عمارة الموت" ج٢
وبالفعل...
في مايو ١٩٧١، تحركت دبابات الحرس الجمهوري تحت جنح الليل لبيوت معارضي السادات و خلال ساعات تم اعتقال كل المعارضين، لكن الليثي ناصف نفسه كان في غاية الحزن و الألم و هو بينفذ الأمر.
كان عزاؤه الوحيد وعد السادات ليه، لكن السادات فاجأ الليثي بعدها مباشرة لما وسائل الإعلام خرجت تعلن عن ثورة جديدة تسمى ثورة التصحيح أو ثورة مايو على لسان السادات.
و إن ما جرى هو ثورة لتصحيح الأوضاع في الحكم و للإطاحة بمراكز القوى.
بعدها تراجع السادات عن وعده للواء الليثي تمامًا و أعلن عن تقديم المعتقلين للمحاكمات.
الليثي ناصف شعر بغضب و مرارة من تصرف السادات و فضل يذكره بوعده له مرة بعد مرة يطلب منه العفو عن المعتقلين.
لكن السادات رد عليه بحسم إن القانون يجب أن يأخذ مجراه و لابد من محاكمة المتهمين، و دا اللي حصل بالفعل و جرت محاكمة الكل، حتى إن اللواء محمد فوزى وزير الحربية تم الحكم عليه بالإعدام لكن الحكم تم تخفيفه لأن قائد الجيش لا يمكن الحكم بإعدامه إلا بتهمة الخيانة العظمى و التواصل مع العدو وقت الحرب.
استمرت محاولات الليثي مع السادات لحد منتصف عام ١٩٧٢، وقتها حصلت أول مواجهة كلامية بين الليثي ناصف المُحبَط من تصرفات السادات تجاه أصدقاءه و زملاؤه و بين السادات المنتشي بالنصر الحاسم اللي حققه على كل أعدائه بضربة واحدة.
اللواء الليثي و بدافع من الشعور بالندم طلب من الرئيس السادات انه يعفوه من منصبه كقائد للحرس الجمهوري، و يبدو أن السادات كان منتظر فرصة مماثلة لأنه وافق على الفور وقاله:
"و ماله يا ليثي، لكن سيتم تعيينك في وزارة الخارجية لدرجة سفير".
و بالفعل في أغسطس عام ١٩٧٣ تم تعيين الليثي ناصف كسفير لمصر في اليونان.
و لم يكن يعرف اللواء الليثي ان نهايته خلال أيام.
_____________________________________________
قبل استقالة اللواء الليثي من رئاسة الحرس الجمهوري، و في نوفمبر ١٩٧١، انكشفت أهم حركة انقلابية كان هيتعرض لها السادات في فترة حكمه.
الحركة انكشفت بالصدفة تقريباً من خلال شك ضابط في المخابرات الحربية في تحركات و اجتماعات سرية تحدث من أعلى سلطة في جهاز المخابرات الحربية نفسه، و تم إبلاغ الأمر للسادات بنفسه و في النهاية انكشف تنظيم خطير في الجيش المصري اسمه تنظيم " إنقاذ مصر " كان يهدف لتغيير نظام حكم السادات.
و عشان نعرف مدى أهمية و خطورة التنظيم دا إليكم أسماء قادته:
- اللواء محرز مصطفى رئيس المخابرات الحربية بنفسه.
- اللواء على عبد الخبير قائد المنطقة العسكرية.
- العقيد عمران قائد فرقة مشاة ميكانيكية.
- العقيد أحمد عبد الوهاب رئيس أركان فرقة ميكانيكية.
و قادة آخرون.
مجموعة تنظيم "انقاذ مصر " كانت بتخطط للتحرك أثناء عقد قرآن ابنة الفريق سعد الشاذلي يوم ٩ نوفمبر ١٩٧٢، وقتها هيبقى موجود هناك الرئيس السادات بنفسه فتقوم بإعتقاله و معه وزير الحربية ورئيس الأركان، لكن التنظيم انكشف و تم إلقاء القبض على قادته و أدلى اللواء عبد الخبير باعترافات تفصيلية بالموضوع و حاول إنه يتحمل هو لوحده المسؤولية كاملة عن المحاولة الإنقلابية.
و الموضوع دا ورد في مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي.
- طوال الوقت كان شعور السادات إن فيه مؤامرات تحاك ضده، و بعد تصفية مراكز القوى و معارضة اللواء الليثي لسجن و محاكمات أصدقاءه و نقض السادات لوعده له كان إحساسه القوي إن الليثي ناصف يتآمر عليه و لذلك تقريبا كان يخطط للتخلص منه.
_____________________________________________
المصادر:
مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي.
البوابة نيوز.
اليوم السابع.
موقع مصراوي.
المصري اليوم.
الجريدة.