فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٥

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٥

0 المراجعات

جلس المقدم هشام خلف مكتبه، و هو يبتسم إبتسامة لم يستطع عمر الواقف أمامه أن يستشف معني معين لها، ثم لم يلبث أن نهض و دار حول مكتبه بحركات بطيئة قبل أن يضع يده علي كتف عمر قائلاً بصوتٍ هادئ:
أقعد يا عمر .... بتدخن؟
تقدم عمر قليلاً تاركاً يد هشام تسقط من علي كتفه بلامبالاة ثم جلس علي المقعد أمام المكتب، في حين تقدم هشام و جلس علي المقعد المقابل له، أما عمر لوهلة بدا و كأنه لم يسمع السؤال، إلي أن رأي يد هشام و هي ممتدة إليه بسيجارة، فنظر إليه نظرة عميقة خاوية من أي إنفعالات و هو يقول في إقتضاب:
اللي زيي ما بيدخنش.
إرتفع حاجبا هشام في دهشة بدت مصطنعة للغاية و هو يقول:
اه .. أكيد انتا حد رياضي، باين علي جسمك و ....
ثم صمت قليلاً قبل أن يتابع:
احنا بقالنا حوالي ٤ ساعات بنتحري عنها، و للأسف كل الأوراق اللي معاها مش عارفين نوصل منها لشئ .. 
مالهاش أهل ..
مش قادرين نوصل أصحابها ..
تليفونها كل الأرقام اللي عليه يا مغلقة يا خارج الخدمة ..
مش باقي لينا غير شغلها و ....
و انتا ....
انتا مين؟
أجابه عمر في هدوء:
أنا عمر الدناهشي ..
بطاقتي معاك مكتوب فيها كل حاجة عني .. لكن كل حاجة مكتوبة بس ....
إنعقاد حاجبا هشام في دهشة و هو يتساءل:
يعني إيه؟
أجابه عمر مرة أخري بنفس الهدوء الذي يحافظ عليه:
يعني مفيش سجل مدني أو أي مصلحة حكومية في أي مكان علي الأرض تقدر تطابق المعلومات دي فيه، أو حتي تلاقي فيه حاجة تخصني ....
بهتت ملامح هشام و هو يستعيد كل حرف قاله عمر ثم لم يلبث أن استعاد إبتسامته الواسعة التي قد تحولت إلي ضحكة طويلة دوت في أرجاء المكتب، ربما توقع أن يستفز بها عمر رداً علي إجابته المستفزة، و لكن يبدوا أن ذلك لم يفلح فإبتلع ما تبقي منها قبل أن ينظر إلي عمر قائلاً:
لا واضح إنك حكاية و ردك دا هيخليك تطول معانا بعد ما كان هيبقي كلمتين و تمشي ....
تعرفها منين؟
ضحك عمر قليلاً و هو ينظر إلي عين هشام نظرة تغلغلت في أعماقه من الداخل، و لكن شخصية عشان أبت أن تستسلم لتلك النظرة من شخص كهذا و حين هم بقول شئ ما قاطعه عمر قائلاً:
بص يا باشا ....
باشا دي باللغة بتاعتكوا علي فكرة .. و أنا مش بحب أتكلم بيها لكن زي بعضه ..
قدامك ردين و ليك حرية الإختيار في أي واحد فيهم ..
لو أخترت الأول يبقي انتا كدة ريحت دماغك و مش هتشوفني تاني .. أو مين يعرف يمكن نتقابل ....
و لو أخترت التاني يبقي انتا حكمت علي نفسك بحاجة انتا مش قدها.
نهض هشام واقفاً من مكانه و قد نجح رد عمر في استفزازه فأقترب من عمر قائلاً:
انتا مين؟ و ازاي بتتكلم كدة؟!! و ايه الثقة و الهدوء اللي عندك دول؟!!..
نظر إليه عمر بلا مُبالاة و هو يتابع:
يبقي أحسن رد ليك هو الرد الأول و هو ....
إني معرفهاش.
تعلقت عينا هشام به و هو يفكر في رده و يسترجع كل حرف نطقت به ذلك الشخص الغريب من وجهة نظره ثم دار حول مكتبه حتي جلس مرة أخرى علي مقعده قبل أن تنفرج شفتاه قائلاً:
و الرد التاني.
نظر عمر إلي الأرض نظرة طويلة ثم رفع وجهه و نظر إلي هشام بعينين ملتمعتين جعلت البرودة تسري في أطراف جسد الأخير قبل أن يرد بصوته الهادئ للغاية:
أنا لعنة ....
و صابتها....

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة