نجاح عصام في انشاء متجر كتبي

نجاح عصام في انشاء متجر كتبي

0 reviews

كان عصام يجلس في غرفته المتواضعة، محاطا بالكتب التي اشتراها من السوق القديمة بأسعار رخيصة. كان يحب القراءة منذ طفولته، وكان يحلم بأن يصبح كاتبا، أو محررا، أو ناقدا أو أي شيء يتعلق بالكتب. لكنه لم يجد فرصة لتحقيق حلمه في مدينته الصغيرة، حيث كانت الثقافة والتعليم مهمشين، والأولوية للعمل، والزواج، والأسرة.

عصام كان يعمل في محل لبيع الخضار والفواكه، وكان يكسب قوت يومه بصعوبة. كان يوفر ما استطاع من ماله لشراء الكتب التي يرغب فيها، ولكنه كان يشعر بالإحباط من عدم توفر الكتب التي يبحث عنها في مكتبات مدينته أو في المحلات القليلة التي تبيع الكتب عبر الانترنت. كان يتمنى أن يكون هناك متجر إلكتروني يقدم تشكيلة واسعة ومتنوعة من الكتب بأسعار معقولة وخدمة سريعة وموثوقة.

في أحد الأيام، بينما كان عصام يتصفح الانترنت على هاتفه الذكي، وجد إعلانا عن دورة مجانية عن كيفية إنشاء موقع إلكتروني والتسويق له. شعر عصام بالفضول والاهتمام، وقرر أن يسجل في الدورة ويتعلم شيئا جديدا. ربما يستطيع أن يحقق حلمه بطريقة مختلفة، ربما يستطيع أن ينشئ متجره الخاص لبيع الكتب عبر الانترنت، ويصبح رائد أعمال ناجح.

بدأ عصام بمتابعة الدورة بجد واهتمام، وتعلم الكثير من المعلومات والمهارات اللازمة لإنشاء موقع إلكتروني جذاب وسهل الاستخدام. كما تعلم كيفية الترويج لموقعه والتسويق له على مواقع التواصل الاجتماعي وإنتاج محتوى مميز ومفيد وممتع لجذب الزبائن. وبعد أن انتهى من الدورة، قرر عصام أن يبدأ مشروعه الخاص، وينشئ متجرا إلكترونيا لبيع الكتب. اسم المتجر هو "كتبي" وشعاره هو "الكتب تغير حياتك".

لم يكن عصام يملك الكثير من المال لبدء المشروع، فاستثمر مبلغا بسيطا من مدخراته في شراء بعض الكتب المميزة والمطلوبة من مختلف المجالات واللغات، واستأجر مستودعا صغيرا لتخزينها. كما اشترك في خدمة توصيل الطلبات إلى العملاء في أسرع وقت ممكن. وبعد أن أنشأ موقعه الإلكتروني وحساباته على السوشل ميديا، بدأ بنشر إعلانات عن متجره وعن الكتب التي يقدمها وعن العروض والخصومات التي يوفرها. كما بدأ بإنتاج فيديوهات دعائية قصيرة ومبهرة تعرض مميزات المتجر وكيفية الطلب والدفع والتوصيل.

لم يكن الأمر سهلا في البداية، فلم يكن هناك الكثير من الطلبات أو الردود أو التفاعل. كان عصام يواجه العديد من التحديات والصعوبات، مثل المنافسة الشديدة من المتاجر الأخرى، والشكوك والانتقادات من بعض الناس، والمشاكل الفنية واللوجستية التي تحدث أحيانا. لكنه لم يستسلم أو ييأس، بل واصل العمل بجد وإصرار، وحاول أن يتعلم من أخطائه ويحسن من أدائه ويبتكر حلولا جديدة ويبحث عن فرص جديدة.

ومع مرور الوقت، بدأت النتائج تظهر، فزاد عدد الزيارات لموقع المتجر والمتابعين لحساباته على السوشل ميديا بشكل كبير، وارتفعت نسبة المبيعات والأرباح بشكل ملحوظ. عصام كان حريصا على إدارة ميزانية المتجر بحكمة، فاستخدم جزءا منها لتطوير الموقع وتحسين خدمة العملاء وتوسيع نطاق التوصيل وزيادة المخزون وتنويع الكتب وتقديم المزيد من العروض والخصومات والمكافآت للعملاء الدائمين. واستخدم جزءا آخر منها للتبرع لمشاريع خيرية تهدف إلى نشر الثقافة والتعليم والقراءة بين الفئات المحتاجة والمهمشة. واحتفظ بجزء صغير منها لنفسه كمكافأة على جهوده وتحقيق حلمه.

بعد مرور عامين على انطلاقة متجر "كتبي"، أصبح عصام واحدا من أشهر وأنجح رواد الأعمال في مجال الكتب الإلكترونية، وحصل على العديد من الجوائز والتقديرات من المؤسسات المحلية والدولية. كما تمكن من توظيف فريق من الموظفين المتخصصين والمتحمسين للعمل معه وتطوير متجره وتوسيع نشاطه. ولم يتوقف عصام عن الابتكار والتجديد والتعلم والتحسين، فهو يؤمن بأن الكتب تغير حياته وحياة الآخرين للأفضل.

وفي يوم من الأيام، تلقى عصام رسالة بريد إلكتروني من شركة نشر عالمية شهيرة لبيع الكتب والمجلات والبحوث وغيرها، تعبر فيها عن إعجابها بمتجره وبالكتب التي يقدمها، وتقترح عليه أن يكون شريكا لها في توزيع وترويج كتبها في الشرق الأوسط. كان عصام متفاجئا ومسرورا بهذا العرض، فهو يعتبره فرصة ذهبية لتحقيق المزيد من النجاح والانتشار. وبعد أن درس العرض بعناية وتفاوض مع الشركة على الشروط والمقابل، وافق على الشراكة، ووقع عقدا رسميا معها.

وهكذا بدأت مرحلة جديدة في حياة عصام ومشروعه، فأصبح متجر "كتبي" أحد أكبر وأشهر المتاجر الإلكترونية لبيع الكتب في العالم، وأصبح عصام أحد أبرز وأهم الشخصيات في مجال الثقافة والنشر والأعمال. ولم ينس عصام أصوله وقيمه، فظل متواضعا ومخلصا ومحبا للكتب والقراءة، وظل يسعى لتحسين متجره وخدمة عملائه ومتابعيه، وظل يدعم المشاريع الخيرية والتعليمية والثقافية، وظل يحلم بالمزيد من الإبداع والتميز.

نهاية
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

2

followers

0

followings

1

similar articles