سامحيني امي الحبيبة

سامحيني امي الحبيبة

0 المراجعات

كانت هناك فتاة، دعنا نسميها ليلي، والتي كانت لديها موهبة إثارة المشاكل دون أن تحاول ذلك. لقد كانت زوبعة من الفوضى، وإعصارًا في حياة والدتها الهادئة المسالمة.
في أحد الأيام المشؤومة، وفي نوبة اندفاع، فعلت ليلي شيئًا دفع والدتها إلى حافة الهاوية. 
بنت: (بصوت متوتر ومحبط) أمي، أنا أشعر بالغضب والإحباط الشديدين. لماذا رفضتي ذهابي مع  صديقتي  للرحلة، لماذا لا تتفهمين رغباتي واحتياجاتي؟ أنت تعاملينني كطفلة صغيرة وتحاولين السيطرة على حياتي!

أم: (بصوت تحطم وحزن) يا ابنتي، أعلم أنك مختلفة وتحتاجين إلى حرية الاختيار وتجربة أشياء جديدة. ولكن الرحلة كانت في وقت غير مناسب وكان لدي مخاوف بشأن سلامتك ورعايتك. حاولت أن أكون حذرة وأحميك.

بنت: (بصوت متوتر وغاضب) أنا لست طفلة صغيرة! أنا بالغة و قادرة على رعاية نفسي. لقد أخذت قرارًا خاطئًا بعدم الموافقة على الرحلة، وأنت تعامليني بطريقة تجعلني أشعر بالاحتقار والاستهانة.

أم: (بصوت مكسور) أعتذر إن كانت قراراتي تسببت لك في الألم والاحتقار. لكن يجب أن تفهمي أن قراراتي تأتي من محبتي ورغبتي في حمايتك. أنا أحاول أن أكون الأم الأفضل بالنسبة لك.

بنت: (بصوت مختلط بين الغضب والحزن) لكن أحيانًا أشعر بأنك لا تثقين بقدراتي ولا تعطيني الفرصة للنمو والتعلم من تجاربي الخاصة. أشعر بالإحباط والحزن لأنني لم أتمكن من الخروج والاستمتاع بالوقت مع صديقتي.

أم: (بصوت مليء بالأسف) يا حبيبتي، أشعر بالأسف الشديد لأني جعلتك تشعرين بهذا القدر من الإحباط والحزن. أتمنى أن تسامحيني وأن نتفهم بعضنا البعض بشكل أفضل. سأحاول أن أكون أكثر فهمًا وصبرًا معك، وأعدك أنني سأعمل على تحسين الثقة والتواصل بيننا.

بنت (بصوت مزعج) اذهبي عني واتركيني وشاني  اغربي عن وجهي!!!!!

كان الأمر أشبه بعاصفة تلوح في الأفق، وتجمعت سحب داكنة من الغضب فوق رؤوسهم. كان الهواء يتشقق بسبب التوتر، وانخفض قلب ليلي عندما شاهدت وجه والدتها يتلوى من الألم والإحباط.
وجدت ليلي نفسها غارقة في الندم. وأدركت عمق خطأها والألم الذي سببته.
أدركت  أنه يتعين عليها تصحيح الأمور، وإصلاح الصدع الذي أحدثته بينها وبين والدتها. وبتصميم جديد، انطلقت في رحلة خلاص، سعيًا إلى شفاء الجروح التي ألحقتها.

بنت: أمي، أتمنى أن نتحدث أعلم أنك غاضبة مني.
الأم: (تتنهد) عزيزتي، لقد حطمت قلبي حقًا هذه المرة. لم أتوقع منك مثل هذه الكلمات أبدا إنه مثل سكين في صدري كلما فكرت في الأمر.
الابنة: لقد كنت حمقاء ومتهورة. لقد تركت عواطفي تتولى السيطرة، وأذيتك. يؤسفني ذلك بشدة يا أمي. لم أرغب أبدًا في رؤيتك تتألمين بسببي.
لأم: هل تدركين حتى مدى جرحك لي، ليس فقط عاطفياً بل جسدياً أيضاً؟ لقد دفعتني إلى حد المرض.
الابنة: كنت عمياء عن تصرفاتي يا أمي. لقد كنت ضائعًة جدًا في إحباطي لدرجة أنني لم أتمكن من رؤية الضرر الذي كنت أسببه. لكن الآن، عندما أنظر إليك وأرى مدى تأثير كلماتي عليك، أشعر بالصدمة. لم أقصد أبدًا أن أجعلك مريضة يا أمي. لم أقصد أبدًا أن يحدث أي من هذا.
الأم: (تذرف الدموع) أحبك أكثر من أي شيء في هذا العالم، لكن عليك أن تفهمي أن الحب لا يمنحك الحق في إيذاء شخص ما. لا يمنحك الحق في تحطيم روح شخص ما، وخاصة روح والدتك.
بنت: أنا أفهم الآن. أعترف بأنني كنت غير مسؤولة في تعاملي مع مشاعرك. أرجو أن تسامحيني.
بنت: سأبذل قصارى جهدي لتصحيح أخطائي وأعمل على تطوير نفسي. أنا ملتزمة بأن أصبح ابنة أفضل وأعيد بناء الثقة بيننا.
**الأم:** (بهدوء) أريد أن أسامحك، أريد ذلك. لكن الأذى عميق، أعمق مما يمكن للكلمات أن تعالجه.
**الابنة:** (يائسة) من فضلك يا أمي، أعطيني فرصة لتصحيح الأمور. وأعدك، من أعماق قلبي، بأنني سأبذل كل ما في وسعي لتصحيح الأمر. سوف أقوم بالتعويض، وسأظهر لك مدى أسفي، ولن أدع مشاعري تؤثر على حكمي مرة أخرى.
الأم: (بهدوء) يا ابنتي العزيزة. أستطيع أن أرى الصدق في عينيك، وأشعر به في صوتك. دعونا لا نركز على آلام الماضي ولكن نركز على شفاء روابطنا وإعادة بناء الثقة والمضي قدمًا معًا. أنا أسامحك يا حبيبتي. دعونا نبدأ من جديد، بالحب والتفاهم .
الابنة: (تحتضن أمها بقوة) شكرا لك يا أمي. أشكرك على إعطائي الفرصة لتصحيح الأمور. سأعتز بهذه اللحظة إلى الأبد وسأسعى كل يوم لأكون ابنة أفضل لك، ابنة تجعلك فخورة، ابنة تجلب لك الفرح، وليس الحزن.
في النهاية، لم تكن المصالحة بينهما مجرد لحظة تسامح، بل كانت شهادة على قوة الرابطة بين الأم وابنتها التي يمكنها الصمود في وجه أعتى العواصف والخروج منها أقوى، مقيدة بالحب والاحترام والإرادة للتغلب على أي عقبة معًا.

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة