الحمله الفرنسيه علي مصر

الحمله الفرنسيه علي مصر

0 المراجعات

الحمله الفرنسيه علي مصر

image about الحمله الفرنسيه علي مصر

في القرن الثامن عشر، دخلت فرنسا في حقبة من التوسع والتوجيه نحو الشرق، وكانت مصر هدفًا استراتيجيًا لها. في عام 1798، قاد الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت حملة عسكرية ضخمة إلى مصر، وذلك بغرض السيطرة على هذه البلاد وقطع الطريق على الإنجليز والهولنديين الذين كانوا يستفيدون من هذه المنطقة في تجارتهم.

كانت هذه الحملة الفرنسية إلى مصر هي بمثابة مغامرة هائلة، حيث شارك فيها جيش فرنسي ضخم تضمن عددًا كبيرًا من العلماء والمهندسين والفنانين. بدأت الحملة في يونيو 1798 عندما اجتاحت الأسطول الفرنسي ميناء الإسكندرية وقامت بتسلق القوات البرية على السواحل المصرية.

سرعان ما تمكنت القوات الفرنسية من السيطرة على عدة مدن مصرية، وكانت بونابرت قد دخلت القاهرة بانتصار. ومع ذلك، بدأت المشاكل في الظهور، حيث بدأت الأمراض والمشاكل التموينية تؤثر على صفوف الجيش الفرنسي.

في تلك الأثناء، ظهر الأمير عثمان دهلوي، الذي كان يقود المقاومة المصرية، ونجح في تحالف مع القوات البريطانية بقيادة الأدميرال هوراتيو نيلسون. في معركة الأهرام التي وقعت في يوليو 1798، هزمت القوات البريطانية والعثمانية الفرنسيين، مما دفع بونابرت إلى الانسحاب من مصر.

رغم أن الحملة الفرنسية على مصر انتهت بانسحابهم، إلا أن هذا الحدث كان له تأثيرات بعيدة المدى. فقد قام الفرنسيون بإحضار معهم العديد من العلماء والمفكرين الذين قاموا بدراسة مصر وتوثيق آثارها وتاريخها. هذا الانفتاح الثقافي أثر في تطور المعرفة والثقافة في فرنسا وأوروبا بشكل عام.

 

بعد انسحاب الفرنسيين من مصر في عام 1801، تم توقيع اتفاقية الإسكندرية بين فرنسا وبريطانيا، والتي أدت إلى إخراج الفرنسيين من مصر نهائياً. استمرت الحكم البريطاني في مصر حتى عام 1805، عندما تم استعادة المديرية العثمانية للسيطرة على هذه الإقليم.

تركت الحملة الفرنسية آثاراً كبيرة على مصر، حيث شهدت تحولات اقتصادية واجتماعية. أدت الحملة إلى إعادة اكتشاف الآثار المصرية القديمة وتوثيقها بواسطة العلماء والفنانين الفرنسيين. قاد بعض هؤلاء العلماء حملات أثرية وقاموا برسم ووصف المعابده والهرمات والتماثيل.

تأثرت الأدب والفن الفرنسي بفترة الحملة الفرنسية في مصر، حيث ألهمت الروايات واللوحات الفنية العديد من الفنانين والكتّاب. واستمر هذا التأثير في القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين.

بالإضافة إلى ذلك، أحدثت الحملة تغييرات في التحكم والإدارة العثمانية لمصر. بعد عودة الحكم العثماني، تأسست مصر كإمارة خاصة بريطانية تحت حكم محمد علي باشا، الذي أثر في البنية الاقتصادية والعسكرية للبلاد وبدأ بإجراء الإصلاحات الشاملة.

إن حملة نابليون على مصر كانت لها تأثيرات متعددة ومتداولة على مصر وأوروبا، وتعد حدثًا تاريخيًا هامًا في سياق العلاقات الدولية والتأثير الثقافي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

32

متابعين

10

متابعهم

31

مقالات مشابة