حين تختفى الزهرة ...!

حين تختفى الزهرة ...!

0 reviews

حين نظر إليها  ..لم تستطع عيناه أن تخفى غيظه ..ولم يبذل جهدا فى ذلك !.

إنه حتى لم يتمهل ليسأل نفسه عن سبب الثورة ..وسبب الصياح !

شيء ما فى داخله كان مستمتعا بأنه يقذف بالكلمات جارحة قاسية مندفعه  .. فيصيب بها فى كل الاتجاهات !

كان يهم بالخروج ثم لا يلبث  أن يقفز من جديد إلى وسط الغرفة  لينهى ما كان قد بدأه من سباق لم يكن فيه غيره !

ولاذت هى إلى الصمت  سلاحها الذى تتقى به التمادى فى الغرق !…

داخلها يضطرب بالكثير من الثورة والغضب …وقلبها يرتجف من اللوعة والألم ..

لكنها نجحت فى كبح كل ذلك . حقا كانت تشعر بنبضات قلبها تزيد وتزيد ..كمن يمسك بصهوة حصان أوشك على الإفلات !

اخترق  صياح الرضيع الأجواء …انطلقت اليه راكضة ..إنه قشة الإنقاذ ألقاها أحد إلى هذا القارب الذى يوشك على التبعثر!

سمعت الباب يصفق  بقوة ….طبعت على جبين الرضيع قبلة وضمته إلى صدرها …ابتسمت وهى تنظر الى وجهه همست : ما أجملك ..لولا دموع على خديك !

مدت أناملها برقة ..مسحت تلك الدموع التى بللت وجهها ..

وكأن أحدهم يسألها : ماذا بعد ؟

و أغمضت عينيها ورفضت أن تجيب !

.أويمكن أن يكون هناك (بعد ) لما أنا  فيه ؟

وأخذت تجول بين أعمالها اليومية التى لا تنتهى ..وفى كل لحظة يثور فى وجهها ذات السؤال : ماذا بعد ؟

أويمكن أن تستمر عجلة الحياة هكذا ؟ 

أويمكن أن تستمر الخطوات على الطريق بنفس التعثر وبنفس  السقوط  وكأنه أحد علامات الطريق ؟ 

لماذا لا يتسلل  نوع من الملل إلى هذه الحياة فيتغير فيها ولو شىء قليل  من هذا العناء ؟ 

إننى أقبل بامتنان  أن يتغير لون المعاناة ..وطعمها …و زمنها ..ومكانها ..ا!

هزت رأسها باستهزاء : يبدو التنوع فى الألم ومقداره  ترفا فى هذه الحياة !

كثيرا ما سألت  نفسها  فى لحظات كهذه لماذا تستمر بنفس الخطى على ذات الطريق 

لماذا لا تحاول الفكاك وهى لازالت فى أول الخطوات …وأول البدايات ؟

تذكرته وهو يهمس لها يوم جاءها زائرا مفاجئا ولمح فى عينيها حزنا غامضا وتساؤلات حذرة : لابد من  شوك  بجوار الوردة …فقط ابتعدى  عنه فلن يجرحك !

هى لاتدرى لماذا تعود بها خطواتها كل حين إلى ذلك المكان المنزو  من طرف الغرفة ..حيث تقبع حقيبة سفرها البنية اللون ..!

أتراها تتوق إلى حملها والانطلاق ..إلى حيث لا مزيد من الكلمات الجارحة   ولامزيد من الألم؟ 

ربما..ولكن ليس اليوم ..همست وكأنها جندى يأبى  ترك مهمته بلا إكمال ..

أعادت ترتيب شعرها ..وتزيين مائدتها..وضعت الطعام الذى طلبه فى الصباح  …لكنها وجدت نفسها تحمل  زهرتها التى تتوسط المائدة وتخفيها بين أشياءها البعيدة ..ربما رفضت اليوم أن تشهد زهرتها انكسار  جديدا ..!

 

 

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

10

followers

5

followings

4

similar articles