فلسطينُ قضيّتكم الأولى

فلسطينُ قضيّتكم الأولى

0 reviews

ولدت في موطن العشق والهوى، فلسطين،  حيث أن تكون فيها حرًّا يعني أنّك أقرب للخطر، لكننّا ما تمنينا يومًا أن نعيش في  غيرها، فهي أم البدايات وأم النهايات
وكل ما عداها محرّمًا.
 فلسطينُ حيث القلوب الدامية وصرخة أم تشعر بها في كل منطقة جوارك، فكل الأمهات أمّك، وكلُّ آلام الأمّة آلامك، وصرخاتُ الثكالى صرخاتُك.
لطالما كانت أحلامي الكبرى أن أرى وطني محررًّا مستقلًا؛ حيث لا أحد يعكّر صفو مزاجك بطيشه وظلمه عليك،  وإنّا نراه قريبًا بعون الله وقوّته.
وإنّنا هنا في فلسطين تعودنا ارتشاف الألم في كل يوم ولحظة. فالاحتلال لا يريد منّا سوى ذلك. 
وإنّ عليك ألّا تعيش حرّا طليقًا فهذا هنا محرمّا بوجود عدوّنا الأكبر، لكننّا ما يأسنا أبدًا وإنّنا نخلق من الألم فرحًا وسعادةً لا يستطيع المحتل مهما حاول أن ينزعها، ربما لأن الإيمان بالله دواؤنا واليقين به ملاذنا، والثقة به مراحنا ومنتهانا.
كبر أطفالنا فعرف العدوّ أنّ القضيّة ما زالت تراودهم ولم ينسوها كم ظنّوا، وإنّنا هنا نعلّم أطفالنا أنّ الرباط هنا تشهده ملائكة السماء والأرض، وإنّكم بإذن الله جيل التحرير والنّصر وإنّ قضيتكم ما زالت تكبر معكم، فأصبح الطفل وهو صغيرًا يحمل همّ التحرير وكيف سيكون له موضعًا يُشهد الله عليه أولًا ويرفعه درجات للجنّة بإذن الله.
كبرنا وكبرت أحلامنا لكننّا لم نجد من يحتضنها في هذا الوطن، فحاولنا مرارًا أن نصنع من اللاشيء شيئًا يبقى معنا للأبد، وإنّنا بعون الله راضون فلا نريد أساسًا عنها ابتعادًا. فكيف يعيش من حرم وطنه؟ 
هي التي علّمتنا التضحية والصبر والثبات وإنّنا ننتزع الأمل من شوك المعاناة والجرح، ففي كل بيت شهيد وفي كل بيت جريح ومصاب. لكنّ الأمل بالله يقينا حرّ الألم فالجنّة أعدت لنا ولعباد الله الصالحين، وكل بيت في فلسطين تشهد له أبواب الجنة أنّ له فيه موضعًا، ففي كل بيتٍ شهيد وهو يشفع لسبعين من أهله؟ من بقي إذًا؟ 
هنيئًا لنا ثباتنا ورزقنا الجنة زحفًا، فإننّا كما عشقنا فلسطين والأقصى نعشق الجنّة وغايتنا أن يكون لنا شبرًا فيها، نعيش بها دون ألم وتعب، ودون فراق يحيط بنا من كل جانب. 
في الحقيقة رغم عيشنا بفلسطين الحبيبة وحبنا الجمّ لها إلّا أنّنا خسرنا؛ والرابح فينا من وطئت رجله الجنّة، جالسًا الآن مع الصحب والرسل، في جنة عرضها السماوت والأرض.

يا عباد الله أذكركم ونفسي بألّا تشغلكم أنفسكم فتنسوا أنّها قضيتكم الأولى وأنّكم دونها لا شيء، فلا تحرموا أنفسكم لذة الصلاة في المسجد الأقصى وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فالله يسمع دعائكم وسيجيبكم. 
فلسطين تستصرخكم الآن والأقصى وغزة، فلا تخذلوهم، فتخذلوا أنفسكم ألف مرة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

16

followings

48

similar articles