قصه الطفل الفقير الذى اصبح غنى

قصه الطفل الفقير الذى اصبح غنى

0 المراجعات

 

 

 

 

 

 

  • الظالم والمظلوم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقد دفع محمود ثمن ظلمك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسبب ظلمى خسرت كل شىء

 

 

 

 

 

-لما لا تعمل بجهد يا ايها احمق انت تاخذ منى المال كى تعمل وتعطينى عمل مثل بقيت العمال، أعلم انك واقع علي بالخساره، ولكن لو لاحظت مجددا انك لا تعمل مثل بقيت العمال فلن تاخذ منى راتب اليوم ولن اسمح لك بالعمل فى الارض مجددا 

 

بعد سماعى لكلام عمى -الذى كان يعاملنى بكل قسوه وجحد رغم صغير سنى- اكملت عملى و فى نهايه اليوم أخذت اجرتى والتى كانت عشرين جنيها، رغم أن باقى العمال ياخذون مئه جنيه ،ويقول بأنى صغير وهذه الأجره التى استحقها، مع أنى أعمل أكثر من العمال الأكبر منى، ومع ذلك يتهضنى؛ لأنى لا استطيع العمل فى أي عمل اخر؛ لأن الناس فى قريتنا لا يرغبون فى عمل الأطفال لديهم لذا فهو يعلم أنى احتاج اليه كثيرا

 

 

 

 

 

 

بالمناسبه اسمى "عادل " املك من العمر اثنتى عشره عاما، اعيش فى قريه "طوخ الخيل" التابعه لمحافظه "المنيا"، مع امى.

 توفى والدى منذ أن كان لدى سبع سنوات وأخذ عمى "مهران" ارض والدى عنوة بعد موته وقال أن الأرض كانت ملكا له ولكن كان يجعل أبى يزرعها ويعيش من خيرها عطفا بيه لحالتنا 

ولكن أمى اخبرتنى بأنه رجل ظالم ، وقد اشترى هو والدى قطعه ارض ولكن لأن أبى لا يجيد القراءه والكتابه كتب الأرض كلها باسمه ،وحرمنا منها بعد موت أبى

 

صرت اعمل لديه فى الارض بمقابل القليل من المال احاول ان اكفى حاجه امى وحاجتى كنت اوفر ثمن طعامى واكتفى بطعامى فى العمل واحضر طعام امى الذى يكفيها اليوم التالى حتى اعود لها بطعام الغد وامضيت خمسه سنوات اعمل مع عمى حتى صارت فى الثانيه عشر من عمرى 

كنت كل ما انظر الى الأطفال وهم يلعبون مع أبائهم وياخذونهم فى احضانهم كنت ابكى قول لنفسى ياليتك يا أبى كنت معى، فهذا العالم قاسى من دونك، انا احتاجك بجانبى، لا اريد أن أخذ منك مالا مثل باقى الأطفال، انا موافق بأن اعمل وترتاح انت في البيت، وانا راضى بأن احضنك اخر اليوم فقط  حتى لو حضن واحد فقط 

 

 

مع كل الجحود الذى كنت اراه من عمى الا ان صديقى الوحيد كان محمود ابنه، كان لي بمثابة اخ، كنت دائما ما اجلس معه واخبره كم اشتاق الى ابى وكان يواسينى ويقول لي انا دائما معك وسوف اكون معك طول العمر 

كنت دائما ما اقول كيف يعقل أن يكون محمود ابن ذاك الجاحد الذى لا يعرف عن الرحمه شىء، وكأنه شيطان يمشى على الارض بين البشر

وفى يوم ذهبت الى العمل فى الارض عند عمى كما هو المعتاد وكان الجو حارا بطريقه لا توصف فى منتصف النهار حيث كانت الشمس تبعث السنت لهبها شعرت بالتعب الشديد وقفت دقيقه لاخذ انفاسى وجدت عمى مهران قد اقترب منى وصفعنى على وجهى صفعه جعلت وجهى ينزف دما، واخذ يصرخ بى ويقول لي خذ نفسك وذهب الى امك ولا تسالنى عن اجرتك لهذا اليوم 

امسكت جلبابه وبدات ابكى واقول له ارجوك لن تتكرر مجددا اعدك بهذا، اقسم لك انها لن تتكرر.

  لكن الجحود كان فى قلبه، تركنى وقال عندما تكون قادرا على العمل سوف احضرك لتعمل عندى هيا انصرف من امامى 

 

ذهبت وانا منكسر الخاطر والدموع على وجهى واقول لنفسى كيف ساحضر الطعام لامي الان ايعقل ان اجعها تعمل فى البيوت لدى الناس مجددا؟

 مستحيل، فقد اخذت عهدا على نفسى بان اكفى حاجتها  ولا اجعلها تحتاج لاحد مازلت انا على قيد الحياه 

نظرت الى السماء وتذكرت كلام امى التى كانت تقول لي: اذا احتجت لاي شىء فرفع يدك للسماء وطلب من الله ما تشاء 

رفعت يدى الى أعلى وقولت يا الله دائما امى تقول لي انك انت العدل وانت تستطيع فعل المستحيل لاجلنا 

اريد مساعدتك الان فانا  بحاجه كبيره للمساعده 

توقفت عند حافه ارض بالقرب من ترعه صغيره كانت تمر بالقريه التى كنت اعيش فيها  وجلست هناك واخذت ابكى و اضرب الارض بقدمى من شده القهر الذى كنت فيه، فجاه لاحظت شىء يلمع فى الارض نزلت على ركبتى وبدات احفر فى الارض وبدا يظهر لي شىء كان تمثالا لشىء يشبه الانسان ولكن له راس صقر، وكان يبدوا انه من الذهب الخالص ؛لأنه كان يلمع بشده، نظرت حولى لم يكن هناك احد، نزلت الى الارض الزراعه وجمعت بعض الحشائش ووضعت التمثال بداخلها وذهبت الى البيت 

عندما وصلت الى المنزل ناديت على امى فلم اجدها وضعت الحشائش بجوار الحجرة التى تربى بها امى الطيور ودخلت كى اغتسل واغير ملابسى التى كانت مليئه بالاتربه وعندما دخلت الحمام جاءت امى، فقولت لها على الفور وانا بداخل الحمام: لا تقربى من الامانه التى بالحشائش

 لم تبالى امى بكلامى واخذت الحشائش وذهبت كى ترميها للطيور 

خرجت من الحمام، وناديت على امى فلم تجبنى نظرت الى المكان الذى وضعت فيه الحشائش فلم اجدها، تغيرت ملامح وجهى الى العبوس المصحوب بقليل من الغضب امسكت راسى وقولت: ماذا سافعل الان،اين ذهبت امى بالتمثال؟

لاحظت ان باب الطيور مفتوح، اتجهت الى حجرة الطيور وانصدمت عندما وجدت امى فاقده الوعى وبجانبها التمثال يبدو انها لم تتحمل الصدمه أخذت التمثال  وذهبت لأخبئه فى مكان  لا يخطر على بال الجن الازرق 

ورجعت لامى مجددا وحاولت ان اجعلها تفيق وعندما استعاده وعيها قولت لها ما الذى حدث 

قالت لقد رايت تمثال ذهبى وسط الحشائش 

-ماذا تمثال ذهبى يبدو انك تشاهدين الافلام كثيرا لا يوجد شىء سوى الحشائش والطيور وانا وانتى 

قالت اقسم انى رايته 

-لا تخبرى احد وإلا قالوا عنك مجنونه 

 =لمَّا اتيت مبكرا من عملك اليوم 

-قال لي عمى اذهب كى تطمن على امك وترى ما إن كانت تريد شىء 

= هل طردك اليوم من العمل 

انزلت راسى خجلا وقولت لها لا تقلقى يا امى فسوف اجد عملا افضل لا تقلقى 

وضعت يدها على راسى وقبلت جبينى وقالت "لن يضيعنا الله يا بنى فقط ثق بالله خير وسيكون بجانبنا"

ان شاء الله يا امى ، ساذهب الى محمود ابن عمى اريد الجلوس معه قليلا 

-لما لا تحضره وتجلسا هنا، ف عمك لا يحب ذهابك لمنزله 

=لا تقلقى لن اتاخر وساعود قبل ان ياتى من الارض 

-حسنا 

 

ذهبت الى محمود وقصصت له قصه التمثال وطلبت منه المساعدة فى بيعه 

سمعت صوت اتى من خلفى

(الصوت):سوف اساعدك انا فى بيع هذا التمثال

نظرت اللى الخلف وظهر القلق على وجهى عندما رايت انه عمى "مهران" الذى كان يسمع لحديثنا من خلف الباب 

قال لا تقلق يا "عادل" سوف احضر لك تاجرا لاخذ التمثال واضمن لك انك تستاخذ مبلغ جيدا ولكن سوف اخذ نسبتى منه ايضا  

قولت بتجهم:ولما اعطيك هل انت من وجته ام انه ملك وانا لا اعلم؟! 

"مهران" بكل هدوء : ليس ملكى ولاكن ملك الحكومه ،فكر جيدا بما قولته لك

 

كان يجب ان تصرف بحكمه ولا اضيع فرصه الكنز -التى رزقنى الله اياه- من يدى 

لذا قولت له حسنا يا اعمى احضر التاجر واعطينى هاتفك كى اصور له التمثال و يطلع عليه 

-هل انت قلق من شانى 

قولت له العفو لكن كى اضمن ان التاجر لن ينصب علينا 

-حسنا لك ماشئت 

اتصل عمى "مهران" على التاجر وكان يدعى "رجب المطيرى" وقال انه سياتى فى المساء كى يرى التمثال ونتفق على سعره وذهبت انا كى اصور التمثال 

فى الساعه السابعه مساءا كنت جالس مع عمى مهران الذى كان ممسكا هاتفه ومذهول من شكل التمثال وجماله 

قال لي كان يجب ان تحضر التمثال فربما يزيد التاجر سعره عندما يشاهده فى الواقع 

 

-لا تقلق يا عمى ف الصور لا تختلف على الحقيقه  كثيرا 

وخلال حديثنا اتصل التاجر وقال انه الان امام المنزل قال لى عمى خذ احضر بعض الفاكهه كى نقدمها للتاجر 

علمت انه يريد ان يبعدنى كى لا اسمع حديثه مع التاجر 

لذلك تصرفت بعقلى وقولت لمحمود اخلع ملابسك، وجعلته يلبس ملابسى وقالت له اخرج من الباب الامامى واحرص على ان تكون واضحا لمن يقف فى الشباك فى الدور العلوى، ولا تُدر ظهرك للخلف مهما حصل، خرج محمود كما قولت له وكان عمى مهران واقف فى الشباك وعندما تاكد من عدم وجودى جلس مع التاجر ،وانا كنت واقف خلف الباب لاسمع حديثهم 

ودار بينهم الحوار التالى 

 

( مهران ): ما رايك فى هذا التمثال

 

(رجب المطيرى): انها قطعه جميله ، سادفع فيها 5 مليون جنيه 

 

( مهران): بل سناخذ 10 مليون 

 

(رجب المطيرى): اتفقنا 

 

( مهران): لكن عندما ياتى "عادل" سوف تقول له ان القطعه بمليون فقط 

 

(رجب المطيرى): هل تريد ان تنصب على الفتى الصغير 

 

(عمى مهران): هذا لا يعنيك انت ستاخذ التمثال ولا شان لك بنا بعدها وانا اعلم ان التمثال يساوى اكثر من عشره ملايين 

هل انت موافق ام اذهب الى "امجد المنصورى"

 

(رجب المطيرى) حسنا سوف احضر المال بعد يومين وانت جهز التمثال 

هم رجب المطيرى بالذهب، فى هذا الوقت كان محمود قد وصل اخذت منه الفاكهه وقولت اذهب وخلع ملابسى بسرعه 

دخلت فقابلتهم عند باب الحجرة وقولت الى اين انت ذاهب يا حاج رجب لقد اخضرت بعض الفاكهه من اجلك امسك تفاحه منى وقال سوف نعود بعد يومين وانا اتفقت مع عمك على ثمن التمثال 

 

(مهران) اخبره كم سعره حتى لا يدخل الشيطان بيننا ويظن انى انصب عليه

-لا تقلق يا عمى لن يدخل بيننا لانى لا اعطى فرصه لاحد للنصب علي

(رجب المطيرى) يبدو بانك اكبر من سنك بكثيرولكن يجب ان تعلم السعر الذى اتفقنا عليه وهو مليون جنيه ولكن لا تخبر احدا ف الحسد شديد

- لا تقلق يا حاج رجب لن يعلم احد بهذا 

 

فى اليوم التالى قولت لمحمود اريد منك خدمه اخرى 

اريد منك ان تحضر لي رقم رجل يدعى "امجد المنصورى " من هاتف عمى 

(محمود) انها مهمه صعبه، ولو انكشفنا سوف يكون عقابنا شديد ولكن سأحاول .

دخل محمود حجرة والده الذى كان فى الحمام،  فتح هاتفه وكتب الرقم الذى طلبته منه وهو خراج قابل والده الذى صرخ فى وجهه وقال ما الذى تفعله هنا

 كنت انا واقف بالخراج ولاحظت التوتر على وجه محمود ولاكنه تصرف بسرعه وقال كنت ابحث عن شىء اضعته 

 قال عمى مهران ما هذا الذى فى يدك 

انها ...انها 

اعطنى هذه الورقه 

وقتها تجمدت مكانى وقولت فى نفسى لقد كشفنا 

خرج محمود وقال سوف اذهب الى السوبر ماركت كى اشترى شىء انا وعادل 

قال عمى مهران حسنا لاكن لا تتاخر 

 

-حسنا 

عندما خرجنا قولت لمحمود ما العمل الان كيف سنحضر الرقم 

 

(محمود) اتعنى هذا الرقم 

 

كان قد كتبه على يده 

قولت له وجهى يمله السعاده الان استطيع ان اقول انك اذكى منى، 

ولانك ما الذى كان فى الورقه التى اخذها والدك. 

(محمود) لا شىء مجرد ورقه فارغه، ماذا تنوى ان تفعل الان. 

 قولت له اتبعنى وسترى، ذهبت الى امى وقولت لها اعطينى هاتفك.

اخذت منها الهاتف وتصلت على السيد "امجد المنصورى" وقولت انى اريد مقابلته من اجل شىء هام وحدثته عن التمثال وعندما سمع مواصفات التمثال قال سوف اتي اليك على الفور وبعد سبع ساعات من حديثنا وصل السيد امجد المنصورى ونزل من سيارته الحمراء الفاخره،  دعوته للدخول وقال احضر التمثال كى اراه احضرت له التمثال وقولت كم يساوى هذا التمثال يا سيد امجد 

لم يرد على واخذ يفحص التمثال ويقول 

هذه القطعه تعود ل اكثر من 4000سنه فهذا تمثال للاله حورس احد الاله المصريه القديمه وهذه قطعه نادره جدا 

كم تريد فيها 

قولت له: اريد 50 مليون جنيه وهذا ثمن قليل على هذه القطعه وان لم تستطع دفع المبلغ ف انا افضل الاتحتاظ بيها يكفى انها من رايحه اجدادى الفراعنه 

(امجد المنصورى): يبدو انك تمتلك عقلا اكبر منك بكثير يا فتى، 

انا موافق على عرضك ستاخذ 30 مليون الان  وال20 مليون الاخرى سوف ارسلها  لك غدا 

-موافق لاكن لن تاخذ التمثال الا بعد ان اخذ المبلغ كامل وهذا كى اضمن حقى 

 

(امجد المنصورى) ببتسامه خفيفه : وكيف اضمن انا انك لن تهرب بالمال؟ 

-يمكنك ان تاخذ مالك الان وتحضره كاملا غدا 

(امجد المنصورى)بعد ان ابتسم مجددا : الم اقل لك انك تملك عقلا يفوق سنك بكثير

حسنا غدا ساحضر لك باقى المبلغ 

 

فى اليوم التالى جاء السيد امجد بسيارته الفخمة ودخل اللى البيت وكان قد اخضر المال وكنت قد جهزت التمثال 

بعد ان اخذت المال وودعت  السيد "امجد المنصورى" دخلت الى المنزل ووجدت بعدها عمى "مهران" جاء الينا وقال لقد اتى الحاج رجب المطيرى واحضر المليون جنيه كي يا اخذ التمثال 

بدات اتظاهر بالبكاء واقول له لقد ضاع التمثال...لقد ضاع التمثال 

صرخ عمى مهران فى وجهه وصفعنى على وجهى وقال: اين اضعته يا احمق؟

قولت وانا ابكى لقد كنت انظفه فى الترعه وسقط منى. 

تجهم عمى فى وجهى وصفعنى مره اخرى على وجهى و قال: إنك لأحمق مثل والدك.

 كتمت غيظى، فانا لا الومه لقد كان يأْمل أن يأخذ 9 مليون من وراى.

دخلت على امى وقد اخرجت الف جنيه وقولت لها هيا كى نشترى بعض الطعام. 

نظرت امى الى المال وقالت :من اين احضرت هذا المال يا عادل؟ 

قولت لها وانا ابتسم: لقد رزقنا الله اياه.

وفى اليوم التالى طلبت السيد "امجد المنصورى" هاتفيا، وطلبت منه أن يساعدنى فى إنشاء مشروع وابدا باستثمار هذه الاموال 

فقال بامكانك ان تاتى وتستقر عندنا فى المنصوره وسوف اساعدك. 

شكرته ،وذهبت الى محمود كي اعرض عليه المجيء معى ،لاننا قطعنا عهدا على انفسنا ان نبقى معا طول حياتنا.

وعندما وصلت الى منزل عمى "مهران" فتحت لى عمتى "سارة" -ام محمود- وقد لاحظت انها كانت تبكى فقولت لها على الفور: ماذا هناك يا عمتى هل حدث امر ما 

لم تتحدث الي ودخلت ، فدخلت خلفها وعندما وصلت الى غرفه محمود، وجدته نام على سريره وعلى راسه كمادات ، وعلى وجهه جهاز تنفس صناعى، شعرت بشيء يقبض روحى فجاه ، وسالت عمتى "سارة": هل محمود بخير؟ 

خرجت من الغرفه والدموع تهطل من عينيها ، اسرعت خلفها وامسكت عبائتها وقد بدات ادمع بلا سبب: هل محمود بخير يا عمتى 

مسحت دموعها وقالت : فى ليله امس بعد ان عاد محمود من عندكم وما إن دخل المنزل حتى وجته قد سقط امامى مغشيا عليه استدعيت الطبيب، وعندما جاء وقام بفحصه قال:.....

بدات بالقلق قولت لها: ماذا قال يا عمتى؟ اخبرينى 

(ساره):قال:ان محمود قد اصيب بمرض نادر ولا يوجد له علاج ،وان المرض فى مراحله الاخيره ،ولم يعد وقت حتى ..... 

لم تكمل جملتها بدات بالبكاء

وبدات انا ايضا ابكى بصوت مسموع وانا اقول : هذا يعنى انه مصاب منذ وقت طول ، كيف لم نلاحظ عليه التعب ، كيف لم يخبرنا انه متعب ، كيف 

(سارة) وهى تبكى وتمسح دموعها : لقد قال الطبيب : إن المرض فى حالاته الاولى يكون اشبه بالانفلونزا العاديه ، ثم يبدا المرض بمهاجمت جهاز المناعه ،ثم الجهاز التنفسى ،حتى يفتك بالرئتين ممى يؤدى الى موت المصاب بعد عده ايام 

قولت : سوف نذهب بيه الى افضل الاطباء فى العالم وسوف يعيش محمود ، لن اتخلى عنه مهما حدث.

فى ذلك الوقت بدا محمود بالكلام وهو يقول : عادل.  هل انت هنا؟ 

ذهبت اليه مسرعا وامسكت يده وقولت له :لا تقلق يا محمود انا هنا بجانبك ولن اتركك ابدا يا اخى .

(محمود): اريد ان اخبرك انك افضل صديق قد حصلت عليه يوما ، انت صديقى الوحيد، وكذلك اخى الوحيد ، لا تجعل موتى يؤثر عليك يا اخى انا دائما اريد ان اراك ناجحا ، ولكن اريد منك ان تعتنى بامى ،ولا تحزن من ابى ، اعلم انه ظلمك كثيرا ، وكان يعاملك بقسوه ، ارجوك سامحه.

ثم لم يتكلم بعدها ،وفارق محمود الحياة 

محمود... محمود، لاتسكت ارجوك ، تحدث معى ارجوك. 

اتصلى بالطبيب ارجوكى يا عمتى 

 

جاء الطبيب ودخل الغرفة التى كان فيها محمود واغلق الباب خلفه 

وانا انتظر خارج الغرفه انا وعمتى "سارة" والدموع لا تفارق عيناى ، خرج الطبيب وقال: إن لله حكمه فى اقداره ، واجب علينا كمؤمنين باقدار الله ان نرضى  نصبر ، ولا نقول الى ما يرضى ربنا ، إنا لله وإنا إليه راجعون .

انفجرت من البكاء على صديقى ، واخى ، رفقيى الوحيد 

وقتها دخل عمى "مهران" وقال : ماذا يحدث هنا لما تبكى يا ام محمود 

لم استطع التحكم فى غضبى فصرخت فيه وانا ابكى : لقد دفع محمود ثمن ظلمك، وطمعك، وجشعك ، لم يكون له ذنب سوى انه ابنك ، يا ليتك انت من مت ولم يمت محمود، حسبى الله ونعم الوكيل.

وجدته قد بدا بالبكاء 

تركته وذهبت الى منزلى ، وعندما دخلت الى امى وكنت ابكى.

قالت: ماذا حدث يا بنى لما تبكى 

قولت: لن نبقى هنا كثيرا ، سوف نسافر الى المنصوره بعد دفن محمود 

بدات ملامح وجه امى بالتغير وبدات عيناها تدمع وتقول : هل مات محمود 

قولت وانا ابكى : نعم 

 

 

 

 

 

 

 

بعد دفن محمود اتجهت الى المنصوره انا وامى، وقابلت السيد "امجد المنصورى" وعرفنى على تجار ومهندسين ذو كفاءة عالية 

فى البداية بدات باخذ قطعه ارض كبيره وزراعتها وساعدنى فى ذالك مهندسيين زراعيين ماهرين ، ثم بدات التوسع فى المشاريع المعماريه و اسست اول شركه خاصه بي وانا فى سن 27 من عمرى 

كنت احاول الاتصال بعمتى "سارة" كثيرا ولكن لم تجبنى منذ اكثر من ثلاثه سنوات

وفى يوم وانا مغادر من الشركه وجدت رجل الامن يتكلم مع شخص ما ،ويقول له: ان الشركه لا ترغب فى توظيف اي عمال نظافه الان لو احتاجت الشركه اي عمال سوف اخبرك اذهب الان حتى لا تتسبب لي فى مشاكل.

وعندما اقتربت منهم صعقت فى مكانى؛ لان الشخص الذى كان يتحدث معه رجل الامن هو "عمى مهران"

ولكن شكله تغير جدا، بدى عليه الفقر بشكل فظيع وكانت ثيابه مقطعه ويمشى حافيا، مثل المتسولين فى الشوارع 

 

توجهت للكلام الى فرد الامن وقولت له : ماذا يحدث هنا 

(فرد الامن) : لا شىء يا سيدى سوف اعتنى بالموقف 

قولت له : لا اتركنا وارجع الى مكانك انت 

انصرف فرد الامن ، ونظرت الى عمى "مهران" ودار الحوار التالى

(عادل): ما اسمك 

(مهران): اسمى مهران يا سيدى 

(عادل): وماذا تريد

(مهران): اريد أن اعمل عندك 

(عادل): وماذا تستطيع أن تعمل

(مهران): اي شىء، استطيع العمل كعامل نظافه او امن 

(عادل): اين كنت تعمل قبل ان تاتى الى هنا

(مهران) وهو ينزل راسه للارض: لم اعمل عند احد من قبل كنت اعمل فى ارضى التى ورثتها عن ابى 

(عادل) وهو يكتم غيظه : كيف هى أخبار زوجتك"سارة"

(مهران)وبدا الاستغراب على وجهه :كيف تعرف زوجتى، ومن انت

(عادل): انظر الي الا تشبه على هذا الوجه يا عمى "مهران"
(مهرن) وهو يحاول التذكر: لا اعتقد انى قابلتك
(عادل): دعك منى واخبرنى كيف خسرت الارض التى قولت انك ورثتها عن ابيك
(مهران) وقد انزل راسه للارض وبدا يدمع: انا لم ارث الارض عن ابى 

(عادل):.....

(مهران): لقد اشتريت قطعه ارض انا واخى ولان اخى لا يجيد القراءه والكتابه كتبت قطعه الارض باسمى ، وبعد موت اخى استوليت عليها لوحدى ولم يكفينى هذا فقط، كنت اعامل ابنه وزوجته بكل قسوة ، لم اكن اعلم سوء الطمع و الجحد ، وبسبب ظلمى ل ابن اخى وزوجته خسرت كل شىء، خسرت ابنى الوحيد ، بعد موت ابنى اتجهت الى الخمر و اسرفت فيه حتى انفقت كل اموالى عليه ، لم تستطع زوجتى تحمل العيش وماتت وتركتنى منذ ثلاث سنوات ، ولم يبقى لي شىء الان 

(عادل): الا تعلم ان الله لا يترك مظلوم حتى يرجع له حقه ، ولا ظالم حتى يقتص منه فى الدنيا قبل الاخرة .

(مهرن)وهو ينزل راسه للارض خجلا :.......

(عادل)وهو ينظر له بعينين تدمعين واخرج من جيبه بعض المال :خذ هذا المال واحضر لنفسك ملابس جديدة وسوف تبدا العمل هنا من الغد إن شئت 

(مهران):شكرا لك يا سيدى 

(عادل): لا تشكرنى بل اشكر الله الذى منَّ عليك واعطاك فرصه كى لا تظلم احد مجددا 

(مهران) : ولكن كيف استطيع ايجاد ابن اخى و زوجته واجعلهما يسامحاننى؟ 

(عادل) وهو ينصرف ويعطى عمه"مهران" ظهره ويركب سيارته : لا تقلق لقد سامحاك

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

4

متابعهم

9

مقالات مشابة