على صفحات الماضي الحلقة (٧)

على صفحات الماضي الحلقة (٧)

0 reviews

وفي المساء كانت تجلس مها على الأريكة وهي سعيدة جداً بأنها أخيراً قابلت جارها القديم الذي لطالما حلمت بأن تقابله، ولكنها فجأة حزنت وتسألت؟ أيكون لديه زوجة وأولاد ليس من المعقول أن ينتظر كل هذه الأعوام دون أن يكون عائلة.

أخذت الأفكار تأتي بها وتذهب وهل أذا كون عائلة هل سيتزوجني؟ هل سيستطيع أن يتزوج أخرى؟ تساؤلات كثيرة ومخاوف كثيرة كانت في مخيلتها، كانت تظن أنها بمجرد أن تقابله أو تعرف عنوانه سينتهي كل الحزن وستنقلب تعاستها إلى سعادة ولكن ها هي اليوم تدخل في دوامة أخرى .. تخيلت أنه برفقة زوجته وأبناءه وكيف هو سعيد معهم ورأت نفسها تعيسة وهي ترى حبيبها القديم قد عاش مع أخرى وأحبها وأنجب منها، تخيلت حياتها وهي تراه برفقة أخرى ليتني لم التقي به، ليتني لم أتبع خطواته ، لقد أقحمت نفسي بدوامة لها بداية وليس لها نهاية.

فكرت مها كثيراً ونهضت من على الأريكة التي كانت تجلس عليها ومشت خطواتها البطيئة باتجاه غرفتها ودخلت غرفتها وأغلقت باب غرفتها وارتمت على سريرها. وحدثت نفسها إذا جاء إلى مكان عملي في الشركة فهو ما زال يحبني ولن ينساني وسنواصل قصة حبنا القديمة، ولكنها سكتت برهة وتغيرت معالم وجهها وشعرت بالحزن وقالت وماذا إذا لم يأت إلى مكان عملي الذي أعطيته العنوان هل معنى هذا أنه نساني، هل معنى هذا أنني صفحة في حياته وانطوت، ثم نهضت مسرعة ورأت نفسها على المرآة وحدثت نفسها ولكن هذه المرة حدثت نفسها بلهجة حادة، لماذا ظهرتِ من جديد؟ ظهرتِ لتدمري حياة الرجل الذي بدأ حياة أخرى، لماذا غادرت قديماً ولماذا تظهري الآن؟ تخيلت أن رامي هو من كان على المرآه وأنه هو من يحدثها بهذه اللهجة الشديدة. ولكنها ردت على نفسها لم أرحل بإرادتي ولم أظهر بإرادتي. كل شيء حدث رغماً عني. لقد أحببتك قديماً، لم أتمنى غيرك في حياتي، لكن الأيام والأقدار كانت تعارضني، بكيت كثيراً عليك، لكنك أنت في المقابل ماذا فعلت، عارضت أبي ، حاولت أن لا أتزوج ، لكن أبي أرغمني على الزواج.

بكت في ذلك اليوم كثيراً وهي تتخيل نفسها تحدث رامي بما حدث.

كانت مازالت وافقة أمام المرآة وهي تتحدث مع نفسها ويخيل إليها أنها تحدث رامي. وتابعت قائلة: لقد مررت بأيام سوداء، كان زوجي يضربني كثيراً أنا وأبنائي. لم أعش معه سعيدة أبداً. حتى عودتي من ذلك البلد كان رغماً عنه بعد أن شكوته وتم انفصالي عنه عبر السفارة هناك. هربت أنا وأبنائي من ظلمه واستبداده، كان يعود إلينا في منتصف الليل وهو سكران ويضربني أنا وأبنائي، بكيت في الغربة كثيراً، بكيت على سنين عمري التي مرت وأنا أراها أمامي، بكيت كيف أنني لا أستطيع أن أحمي أبنائي.

لم يشعر أحد بوجعي، عندما عدت من الغربة كان بجعبتي الكثير من اللوم والعتاب لأبي، لكني عندما رأيته مريض طريح الفراش لم أستطع أن أعاتبه، فهو في الأخير والدي، أشفقت عليه وهو مريض لم أشأ أن أزيد من معاناته.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

18

followers

30

followings

34

similar articles