لماذا ندرس التاريخ؟هل التاريخ مهم!
لماذا ندرس التاريخ؟البعض من سابق دراسته للتاريخ في المدارس وفي الجامعات، باساليب اكاديمية لا تسقط على الواقع. ينظر الى التاريخ على انه أمور حدثت وانتهت. وليس لها دخل في واقعنا ودائما يقول انظر إلى المستقبل ولا داعي للنظر الى الوراء. إو لا داعي للبكاء على اللبن المسكوب. لكن واقع الأمر اخواني ان التاريخ ليس كذلك. التاريخ ثروة هائلة تضاف الى حياة الانسان.
أعمار تضاف فوق العمر. قراءة التاريخ تضيف خبرات الامم. خبرات الزعماء. خبرات المصلحين. حتى يضيف التجارب الفاشلة التي مرت في التاريخ. هذه تجربة فاشلة! اذا لا يجب علي ان اسلك هذا الطريق. وأنا اذكر هنا كلمة قالها اديسون عندما كان يخترع المصباح الكهربائي جرب مئة طريقة قبل ان يصل الى الاختراع واحدة والثانية والثالثة والرابعة والعاشرة ومئة حتى وصل بعد ذلك الاختراع المصباح الكهربائي سأله الناس وقالوا له ألم تستسلم للإحباط واليأس؟ لانك فشلت في مرة والثانية والعاشرة وهكذا فقال ابدا انما انا اشعر بأمل كبير لأنني عرفت أن هذه الطريقة لا يمكن أن تنتج المصباح الكهربائي فاحاول طريقة اخرى والثانية والثالثة وهكذا. هذه الروح محاولة الاستفادة من الخبرات السابقة الاستفادة من الاخطاء السابقة الاستفادة من النجاحات السابقة تضيف اعمار هائلة لعمر الانسان.
فقراءة التاريخ من هذا المنظور يا اخواني ثروة لا يمكن ابدا ان تقدر بثمن. من نعم الله عز وجل علينا انه جعل التاريخ يتكرر. سنن وثوابت تتكرر. الامة تقوم بأسس وثوابت معينة لا يمكن ان تتغير. وتسقط كذلك بأسس وثوابت معينة. لا يمكن ان تتغير. عندما نقرأ التاريخ نعرف كيف قامت الامم. وكيف سقطت الامم. الامم التي مرت بازمة مثل ازمتنا الان. كيف خرجت منها؟ الامة التي في ظروف مثل هذه الظروف التي نعاني منها الان. كيف تعدت هذه الظروف؟وكيف خرجت من المشاكل والازمات؟قول ربنا عز وجل في كتابه الكريم .فلن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا
إذا نحن لا نضيع وقتا ابدا عندما ندرس التاريخ. لا نقرأ التاريخ لمجرد المعرفة والتخمة العلمية. انما نقرأ التاريخ لنتحرك في واقعنا وننظر الى مستقبلنا. لا ابالغ يا اخواني ويا اخواتي ان قلت لكم انني استطيع ان اقرأ المستقبل الذي نحن مقبلون عليه بدراسته للتاريخ. نفس الظروف التي مررنا بها يمر بها غيرنا. واذا عرفنا الى اي شيء صار سنعرف الى اي طريق نحن الان نسير والى اي نتيجة سنصل. التاريخ المجيد يا اخوانا يا اخواتي عزة لصاحبه التاريخ المجيد يرفع همة الناس. الامة التي تحوي في تاريخها عظماء ومجددون وعلماء وافاضل واكارم. هذه الامة ترفع رأسها بين الامم. هذه الامة تشعر ان لها جذور. ان لها اصول.
اما الأمة اللقيطة التي ليس لها تاريخ. او لها تاريخ كله فساد وكله ظلم وكله استكبار وكله إبادة في الارض التاريخ يحمل من الشر اكثر مما يحمل من الخير هذه أمة لا تستطيع ان تعيش الامة بين الامم لذلك إذا قرأنا تاريخ امة وجدنا فيه الكثير من المصلحين. وعرفنا افراد الأمة ان هذا بداية طريق اصلاح جديد. وليست هناك امة في تاريخ الانسانية افضل من أمة الإسلام. ولا نقول هذا الكلام لاننا من المسلمين فقط ولكن هذه شهادة كثير من المنصفين والمحللين والغربيين والشرقيين من غير المسلمين. الذين قرأوا تاريخ هذه الأمة. يقول المفكر والمؤرخ الفرنسي المشهور ليست هناك حضارة أنتجت مثل حضارة الإسلام. وليس هناك امة ابرزت من العلماء والمجددين والمصلحين مثل هذه الامة. ثم قال ان اوروبا بحضارتها للمسلمين. في كل المجالات يا اخواني لا اعني مجالا معينا. لا اعني فقط مجال العلوم الفلك والكيمياء والطب والهندسة وغيرها من العلوم. ولكن مجال الأخلاق مجال الحقوق مجال التعاملات مجال المعاهدات مجال الحروب. الأمة الوحيد التي افرزت لفظا غريبا وعجيبا بين حضرات الامم جميعا اسمه اخلاق الحروب هي الامة الاسلامية. ما عرف العالم هذا اللفظ إلا بعد ظهور هذه الامة الكريمة. امة الاسلام أخلاق الحروب حتى في حربها هناك اخلاقيات معينة. فالامة التي لها هذا التاريخ المجيد تعتز بنفسها وترفع همتها. وتتيه على غيرها من الامم بهذا التاريخ. العالم كله يجمل من تاريخه. اذا ذهبت إلى اي دولة من دول العالم تجد المعارض وتجد القصص وتجد الادب والاعلام. كل ذلك ينظر الى التاريخ. يستلهم من التاريخ انطلاقاً للمستقبل. وهكذا يجب ان تكون أمة الاسلام. مع هذه الأهمية القصوى للتاريخ بشكل عام.
ومع هذه الاهمية الكبرى لتاريخ المسلمين بشكل خاص الا أنه للأسف الشديد أهمل المسلمون تاريخهم عبر القرون المتتالية.لا اقول ان الإهمال كان في زماننا فقط. ولكن للأسف الشديد هذا الاهمال كان على مدار عدة عقود وعدة قرون. ولفت ذلك ان بعض العلماء المسلمين لفت ذلك نظر السخاوي رحمه الله عندما وجد ان علماء المسلمين يهتمون بالقرآن الكريم وبالسنة المطهرة وبالفقه والعقيدة وكل هذه الامور في غاية الاهمية لابد ان نهتم بها لكنه وجد انهم يهملون التاريخ فكتب كتابه المشهور التوبيخ في التاريخ.
بعض الناس كانت تذم التاريخ. بعض العلماء كانوا يذمون التاريخ. يعتقدون انهم مجرد حكايات. مجرد روايات تقال للتسلية. . وليس التاريخ كذلك. انما التاريخ هو دراسة،ودراسة واقعية،ودراسة حقيقية. بلينجي الأمة من ازمتها الى حل مشاكلها. تعيد بناء الامة من جديد على قواعد وأسس سليمة. ذكرها القرآن الكريم وذكرتها السنة المطهرة. ثم يأتي بعد ذلك التطبيق الواقعي الذي نراه في صفحات التاريخ المختلفة. من هذا المنطلق ندرس التاريخ من هذا المنطلق نفهم قول ربنا عز وجل فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. انظر، هذا امر مباشر من رب العالمين سبحانه وتعالى. نحن ننفذ امرا ربانيا مباشرا. فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. لكن لابد من التفكر يا اخواني. لابد من التدبر. لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب. ذكر ربنا عز وجل في القرآن الكريم قصصا هائلا. ثلث قرآن الكريم قط. ذكر قصة موسى عليه السلام قصة نوح عليه السلام. قصة شعيب عليه السلام. قصة صالح عليه السلام. ذكر قصة الامم التي صدقت انبيائها. وذكرت وذكرت قصة الامم التي كذبت انبيائها. ذكر الطالحين. وذكر الصالحين.ومن هنا يا إخواني نبدأ قصية القائد العظيم المغوار(عماد الدين زنكي رحمه الله)