الجزء الثاني من قصة :من طرائف الأدب
" التتمة ":
ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﻷﻥ ﺫﻛﺎﺀﻫﻢ ﻳﻘﻔﺰ ﻣﻨﻬﻢ، ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ : ﺍﻧﺘﺒﻬﻮﺍ ﺍﻥ ﻋﻴﻨﺎ ﺗﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻴﻨﺎ .
ﺛﻢ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﻌﺸﺎﺀ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻣﺪ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺪﻩ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﻻ ﺗﺄﻛﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ .
ﺛﻢ ﻧﻀﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻲ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺒﺰﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻣﺮﺍﺓ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻀﻲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﺑﻦ ﺣﻼﻝ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺻﻠﻮﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺛﻢ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﺴﺲ ﻧﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻧﻪ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﺍﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺄﻛﻠﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻈﻢ، ﺛﻢ ﺍﻟﻠﺤﻢ، ﻓﺎﻟﺸﺤﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻈﻢ ﺛﻢ ﺍﻟﺸﺤﻢ ﻓﺎﻟﻠﺤﻢ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ .
ﻓﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﺒﺎﺥ : ﻣﺎﺫﺍ ﺻﻨﻌﺖ؟
ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺿﻴﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ، ﻭ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻏﻴﺮ ﻛﻠﺐ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻓﺬﺑﺤﺘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ : ﻭ ﺍﻧﺖ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺒﺰﺕ ﺍﻷﺭﻏﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ؟
ﻗﺎﻝ : ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﺭﻏﻔﺔ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ ﻭ ﻣﻠﺘﺼﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻄﻨﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻤﻴﻞ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻥ ﻟﺘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺣﺘﻲ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ .
ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺧﺒﺰﺕ ﺍﻟﺨﺒﺰ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻡ ﻓﻼﻥ، ﻭ ﻫﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻭ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻤﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺍﺑﻦ ﺣﻼﻝ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻥ ﺿﻴﻮﻓﺎ ﻋﻨﺪ ﻗﺎﺽ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﻥ ﻭ ﻳﺘﻘﺎﺿﻮﻥ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻳﺮﺳﻞ ﻋﻴﻨﺎ ﺗﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺣﻼﻝ ﺍﺑﺪﺍ .
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﻣﻪ ﻓﺄﻗﺮﻫﺎ ﻓﺄﻗﺮﺕ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻴﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻟﺤﻢ ﻛﻠﺐ .
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻧﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻧﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﺙ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺧﺒﺰﺗﻬﺎ ﺍﻣـﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ؟
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻧﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻧﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﺙ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻭ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻨﻲ ﺍﺑﻦ ﺣﺮﺍﻡ .
ﻗﺎﻝ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻧﺎ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺍﻧﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺮﺙ .
ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺍﻻ ﺍﺑﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻣﺜﻠﻪ .
ﺫﻫﺐ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻟﻴﺴﺄﻟﻮﺍ ﺍﻣﻬﻢ، ﻳﺎ ﺃﻣﻨﺎ : ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻛﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻣﺮﻣﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻓﺎﺧﺪﻩ ﻭ ﺗﺒﻨﺎﻩ .