قصة حقيقية معبرة تغير نظرتك للحياة وعسى أن يدبر الله بعد ذلك أمرا

قصة حقيقية معبرة تغير نظرتك للحياة وعسى أن يدبر الله بعد ذلك أمرا

0 reviews

   خالد شاب سعودي من أسرة متواضعة، يعيش على اطراف الرياض،لم تسعفه ظروف الحياة على ان يكمل دراسته ،فعمل كحارس امن في إحدى الشركات .

 وبعد فترة من الزمن استطاع خالد أن يجمع بعض المال ليتقدم  لخطبة فتاة من عائلة مرموقه، وعلى الرغم من حالته المادية البسيطة إلا انهم قبلوا به زوجا لابنتهم لما يتمتع به من شخصية رائعة وسلوك حسن وسمعة عطرة عند كل من يعرفه.

عاش الزوجان حياة هادئة بسيطة سعيدة ،ورزقهما الله بثلاثة اطفال زينوا المنزل بالبهجة والسرور.

ومع مرور الأيام كبر الاطفال وكلما كبروا كبر معهم الحمل وصار اثقل ، اصبحت متطلبات الحياة كثيرة من مأكل ومشرب وملبس ومصروف للأولاد ،وحاول خالد  ايجاد عملا افضل ولكن للأسف مؤهلاته الدراسية وخبراته كانت ضعيفة  لا تساعده على الحصول على عمل افضل وبراتب مجزي اكثر.

تراكمت الديون على خالد واصبح يعجز عن دفع إيجار المنزل وصاحب البت يطالبه  شهرا بعد شهر.  وهو يحاول جاهدا أن يلبي احتياجات زوجته وأطفاله.

ولكن اكثر ما كان يحزنه هو أنه لا يستطيع مجاراة انسبائه وأبناءهم الذين يعيشون حياة مترفة،بينما زوجته واولاده  ينقلون له مايسمعون وما يرون من حياة اقرانهم ،ويلقون باللوم عليه لعدم قدرته على تأمين حياة مترفة لهم .

      استيقظ خالد ذات يوم على صوت جرس المنزل وعندما فتح الباب كانت الصدمة ، استلم إخطارا من المحكمة يلزمه بإخلاء المنزل.

وعندما علمت زوجته بالخبر جن جنونها وغضبت غضبا شديدا و ألقت عليه باللوم وبكلمات الندم على أنها قبلت بزوج مثله لا يملك من حطام الدنيا إلا وظيفة متواضعة وسيارة متهالكة تعمل يوم وتتعطل عشرة أيام ، وهي ابنة الحسب والنسب واصحاب الشركات .

حزن خالد حزنا شديدا وأخذ يفكر بحل وعرضت زوجته عليه طلب المساعدة من أهلها ولكنه رفض فهو رجل عزيز النفس لم ولن  يقبل اي مساعدة من أحد، واخذ زوجته وأولاده إلى بيت أهلها وطلب منها أن تمهله بعض الوقت حتى يبحث لهم عن منزل جديد.

ولكن عندما علم أهل زوجته بما حل بهم من ضيق و فقر اتهموه بأنه شوه سمعة عائلتهم بفقره وبمستواه و طلبوا منه أن يطلق ابنتهم ، لكنه رفض وكلم زوجته وحاول أن يذكرها بحبه لها وبالأيام الجميلة التي بينهم وترجاها ان لا تطلب الطلاق وحاول  أن يجعلها تتراجع عن قرارها وأن تصبر معه قليلا حتى يجد حلا وحاول وحاول مرارا وتكرارا ولكن للأسف باءت جميع محاولاته بالفشل وتم الطلاق.

     انتقل خالد حزينا ووحيدا للعيش بغرفة صغيرة استأجرها داخل سكن للعزاب . 

وأصبح يعمل ليلا نهارا  يحاول لملمة جراحه واستجمع ما بقي به من قوة  حتى يستطيع أن يعوض اولاده النقص الذيي يرونه بينهم وبين أقرانهم من أقربائهم ،فبالإضافة إلى عمله كحارس امن في شركة، قام بالعمل في العطلة الأسبوعية على سيارته الخاصة  بنقل الركاب عن الطريق بأجرة زهيدة تعينه على دفع اجرة غرفته وتصليح أعطال السيارة المنهكة التي يملكها  وهكذا صار يعطي طليقته راتبه من الشركة كاملا  ليكون مصروفا لها ولأبنائه الثلاثة ويعينهم على العيش بطريقة أفضل . 

       استيقظ خالد  كعادته في إحدى أيام العطل . صلى الفجر وجهز سيارته الصدئة وتوكل على الله وهو يملؤه الرضى  وانطلق إلى طريق الشارع العام  على أطراف مدينة  الرياض بحثا عن شخص  يريد من يوصله أو ينقله لإحدى المدن الأخرى.

شارع طويل وصحراء شاسعة  و أشعة الشمس تزداد حرارة مع مرور الوقت ، وصوت ضوضاء المحرك وطقطقة قطع السيارة تطغى على صوت المذياع، و فجأة.. لمح من بعيد رجل عجوز يبدو عليه أنه في العقد السابع من عمره  يبدو عليه التعب، يحمل معه حقيبة وصرة يقف على جانب الطريق يشير إلى السيارات المارة .

اوقف خالد سيارته بالقرب منه ونزل مسرعا حتى يساعده ،سلم عليه وسأله عن وجهته ، ابتسم له الرجل وحياه واخبره أنه يريد الذهاب لزيارة ابنته في منطقة تبعد ثلاثمئة كيلو متر تقريبا عن مدينة  الرياض.

استأذن خالد من الرجل بأن يضع أغراضه في صندوق السيارة ثم جلس في مقعده بعد ان ساعد الرجل العجوز على الجلوس في مقعد الراكب بجانبه.

 خاطب الرجل العجوز خالد قائلا: ما اسمك يا بني؟

رد عليه خالد: إبنك خالد يا والدي.

قال له  : يا خالد خذ هذه الورقة أريد منك أن توصلني إلى العنوان المكتوب داخلها ، هذا عنوان إبنتي وهي متزوجة و  تسكن في هذا العنوان.

قال خالد: حاضر يا والدي .

وتوكل خالد على الله وانطلق بسيارته باتجاه العنوان المطلوب.

وفي أثناء الرحلة أخذ الإثنان يتجاذبان أطراف الحديث وأخبر الرجل خالد بأن لديه ولدان وبنت وأن ابناءه يعيشون في منطقة اخرى بعيدة عن المكان الذي تعيش به ابنته ، وخلال حديث الرجل العجوز لاحظ الرجل على خالد أنه شاب نشيط و مجتهد  ولكن سيارته قديمة جدا فقال له بفضول : يا بني اسمح لي ان اسألك لماذا لا تشتري لك سيارة افضل من هذه السيارة التي ممكن أن لا توصلنا إلى وجهتنا ؟ … يتبع 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

2

followers

3

followings

1

similar articles