في كل شر طوق نجاة
رامي الشاب المستهتر الذي يعيش الحياة بطولها وعرضها ولا يهتم بأي شيئ سوى نفسه ومزاجه فقط ' خروجات وسهرات ليلية وكل ما في الحياة من ملذات محرمة كان يفعلها ..
دائما كان يعنفه والده ووالدته بسبب ذلك ولكن لا يستمع لأحد ويفعل ما في رأسه فقط
وفي يوم من الايام تغير كل شيئ وانقلبت حياته رأساً على عقب
كان يقود سيارته مسرعا لكي يلحق بأصدقائه في المكان الذين يترددون عليه للسهر وفعل المحرمات ' وتعرض رامي لحادث سير كبير كاد أن يودي بحياته وتجمع الناس من حوله وطلبوا له الإسعاف وعندما أخذه كان بين الحياة والموت
أبلغت الشرطة والديه وذهبوا مسرعين إلى المستشفى وكان رامي في غرفة العمليات وحالته غير مستقرة ويصارع الموت
فعل الأطباء كل شيئ لإنقاذ حياة رامي ولكنه دخل في غيبوبة ومرت الأيام والشهور وهو لا يزال في الغيبوبة في العناية المركزة
حتى جاء اليوم الذي حرك فيه رامي إصبعه وفتح عينيه واستيقظ بعد سبات طويل وأول من رأى أمامه كانت الممرضة التي كانت تعتني به طوال الفترة التي كان فيها في الغيبوبة
إبتسمت الممرضة عندما رأت رامي بهذه الحالة وركضت نحو الأطباء لكي تبلغهم بهذا الخبر السعيد وان رامي استعاد وعيه' وأتى الأطباء مسرعين لكي يطمئنوا على رامي ولكن قال لهم رامي لماذا لا أشعر بقدمي .هل فقدت القدرة على الحركة؟وحدث ما كان يخشاه الأطباء أن يكون رامي قد أثر عليه الحادث وفقد القدرة على الحركة بسبب صدمة الرأس التي تعرض لها ..
قال الطبيب لرامي نحمد الله إنك على قيد الحياة الحادث كان كبير وكنت بين الحياة والموت تفاءل خيرا يمكن مع الوقت تستعيد قدرتك على الحركة من جديد ' رامي أخذ يبكي بشدة ويقول ياليتني مت ولا أجلس على كرسي قعيد طوال حياتي
جاء والديه مسرعين عندما سمعوا أن رامي قد استفاق من غيبوبته وشرح لهم الأطباء حالة رامي ولكن هناك أمل أن يستعيد قدرته على الحركة مع الوقت والعلاج وطلب والد رامي من الدكتور أن ينقل إبنه للعلاج في الخارج ووافق الطبيب ولكن ينتظر قليلا حتى يستعيد رامي عافيته قليلاً
وبعد مرور أيام جاء موعد خروج رامي من المستشفى وجهز والده كل ما يلزم لسفره خارج البلد للعلاج وبالفعل سافر رامي مع والده ووصل إلى المستشفى التي سوف يُجري فيها العملية و بدأ يستعد للعمليه وكله أمل أن تمر على خير ويقف على قدميه من جديد
وتمت العملية على خير وكان الأطباء متفائلين بأن رامي سوف يمشي على قدميه مرة أخرى ومرت الأيام ومع إهتمام الأطباء ب رامي والعلاج الطبيعي استطاع أن يقف على قدميه ويمشي وكانت سعادة والده لا توصف وجاء يوم العودة إلى بلده وعندما رجع رامي إلى بلده شكر الله كثيراً و أراد أن يغير حياته ويتقرب من الله ولا يعود إلى ما كان عليه قبل الحادث وأن الإنسان في غمضة عين يمكن أن يموت فلا يموت على معصية وأن يتوب ويرجع إلى الله حتى لو أذنب كثيرا فالله غفور رحيم
وبالفعل إبتعد رامي عن أصدقاء السوء وترك كل المعاصي والذنوب وتقرب من الله بالصلاة وبفعل الخير وأصبح شخص آخر وتزوج وأصبح لديه أبناء وعائلة سعيدة مستقرة
الختام :
يمكن أن يكون هناك خيراً في كل شر تواجهه ولكن لا تفقد الأمل ولا تيأس من رحمة الله ..