يا تري ايه اللي حصل في بيت الظلال؟

يا تري ايه اللي حصل في بيت الظلال؟

1 reviews

في ظلال الليل: قصة رعب

في قرية صغيرة نائية، كانت هناك شائعات تتحدث عن منزل قديم يعرف بـ "بيت الظلال". منذ عقود، كان هذا المنزل مهجورًا، وعُرف عنه أنه ملاذ للأرواح الضائعة والأشياء الخارقة. تقول الأساطير إن من يجرؤ على دخوله سيواجه مصيره، وقد اختفى العديد من الأشخاص بعد دخولهم هذا البيت.

كانت مريم، فتاة في السابعة عشر من عمرها، تعشق المغامرة. لطالما كانت تحب استكشاف الأماكن الغامضة، وقررت مع أصدقائها أن يذهبوا إلى "بيت الظلال" في ليلة مقمرة. تجمع الأصدقاء في منزل مريم، وأخذوا يتبادلون القصص المخيفة عن البيت. حذرهم بعض الجيران من مغبة الذهاب، لكن حماستهم كانت أكبر من خوفهم.

عندما وصلوا إلى البيت، كان القمر يتلألأ في السماء، مما أضفى جوًا غامضًا على المكان. كان الباب الخشبي مائلًا وكأنه يتحدى من يجرؤ على فتحه. دفعته مريم بكل قوتها، وفتح الباب بصرير عالٍ، كأن البيت كان يرحب بهم. دخلوا ببطء، وأغشيتهم ظلمة كثيفة، فقط صوت خطواتهم كان يملأ المكان.

بدأوا يتجولون في الغرف، ورائحة العفن كانت تعكر الأجواء. كانت الجدران مغطاة بالعناكب، والأثاث مكسور ومهمل. بينما كانوا يتفقدون إحدى الغرف، لاحظت مريم شيئًا غريبًا: صورة قديمة لعائلة كانت تعيش في هذا المنزل. لكن ما لفت نظرها كان وجه امرأة في الصورة، عيناها مليئتان بالحزن وكأنها تحذرهم.

"هيا بنا لنئهب الي الاعلي!" اقترح أحد الأصدقاء، وبدؤوا في صعود الدرجات الخشبية المتهالكة. كلما صعدوا، كان الهواء يصبح أكثر برودة، وكأن شيئًا غير مرئي يراقبهم. وعندما وصلوا إلى الطابق العلوي، سمعوا همسات ضعيفة تأتي من غرفة مغلقة. قرروا الاقتراب الي الغرفه المغلقه.

فتحوا الباب ببطء، وكانت الغرفة مظلمة تمامًا. لكن بلمحة سريعة، رأوا مكتبة قديمة مليئة بالكتب. وسط الغرفة، كانت هناك شمعة مضاءة بشكل غريب. اقتربوا منها، وفجأة انطفأت. تجمدوا في أماكنهم، وبدأوا يشعرون بخوف وبشئ غريب.

في تلك اللحظة، ارتجف الباب خلفهم، وكأنه يُغلق من تلقاء نفسه. نظروا حولهم برعب، وفجأة، ظهرت امرأة شاحبة في الزاوية. كانت ترتدي فستانًا قديمًا، ووجهها كان يعكس حزنًا عميقًا. همست: "ساعدوني، أنا عالقة هنا منذ زمن بعيد".

شعر الجميع بالفزع، لكن مريم كانت مأخوذة بتعاطف تجاه المرأة. سألتها: "كيف يمكننا مساعدتك؟". أجابت المرأة: "يجب أن تجدوا قلادتي المفقودة، فقط حينها يمكنني أن أكون حرة".

بدأت مريم تبحث في أرجاء الغرفة. في تلك اللحظة، بدأت الأصوات تتعالى، وكأن البيت كان يتحدث. بينما كانت تبحث، رأت ظلًا يتحرك خلفها. استدارت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. عادت إلى البحث، وفي النهاية، وجدت القلادة تحت مكتبة قديمة.

عندما أعطت القلادة للمرأة، بدأت الغرفة تتلألأ بالضوء. كانت المرأة تتلاشى ببطء، لكنها قالت: "شكرًا جدا، لقد حررتني". وفي لحظة، اختفت المرأة، وعادت الأضواء في الغرفة إلى طبيعتها.

تراجعت مريم وأصدقاؤها نحو الباب، لكنهم لم يستطيعوا فتح الباب. كانت هناك قوة غريبة تمنعهم. بدأوا يشعرون بالرعب، لكن مريم تذكرت ما قالته المرأة. صرخت: "نحتاج فقط إلى الإيمان!" وبدأت تردد كلمات حرية. مع كل كلمة، بدأت الأبواب تفتح، وخرجوا جميعًا في حالة من الفزع.

عندما خرجوا إلى الخارج، كانوا يشعرون بالارتياح، لكنهم أدركوا أنهم تركوا شيئًا ما وراءهم. نظرت مريم إلى البيت، ورأت الضوء الخافت يعود إلى النافذة العليا. أدركت أن تلك المرأة كانت تبحث عن الحرية، وقد نجحت في تحرير روحها.

منذ تلك الليلة، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من "بيت الظلال". أصبحت مريم وأصدقاؤها شهودًا على شيء عظيم، وتجربتهم غيرت حياتهم إلى الأبد. كانت قصتهم تُروى في القرية كتحذير، لكن مريم كانت تحمل في قلبها ذكرى تلك المرأة الشاحبة، وقررت أن تكون دائمًا شجاعة في مواجهة المجهول

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

2

followings

2

similar articles