قصه رعب بتتكلم عن البيوت المهجوره والظلام في كل مكان

قصه رعب بتتكلم عن البيوت المهجوره والظلام في كل مكان

0 reviews

الظلال في الزوايا

في مدينة نائية، كان هناك بيت قديم يعود لأكثر من مئة عام. كانت الجدران مغطاة بالطحالب، والنوافذ مكسورة، والباب الأمامي قد تم تشويهه بفعل الزمن. كان يُقال إن هذا البيت مسكون، وأنه يحمل أسرارًا مظلمة من الماضي. لم يكن أحد يرغب في الاقتراب منه، لكن الفضول دفع شابًا يُدعى عامر إلى تحدي هذه الأسطورة.

كان عامر محبًا للمغامرات، ورغم تحذيرات أصدقائه، قرر أن يقضي ليلة في ذلك البيت المهجور. في مساء يوم خريفي، أخذ مصباحه وذهب إلى البيت. كانت الرياح تعصف في الخارج، وصوتها كصراخ الأرواح. لكنه لم يتراجع، بل دفع الباب المفتوح ودخل.
Free White and Brown Concrete Building Stock Photo

داخل البيت، كانت الرائحة كريهة، وكأن المكان لم يُنظف منذ عقود. كل شيء كان مغطى بالغبار، والأثاث محطم ومبعثر. أخذ عامر يجول في الغرف، مستمتعًا بالأجواء المظلمة. بينما كان يستكشف، سمع صوت همسات تأتي من الطابق العلوي. توقف، وشعر بقشعريرة تسري في جسده.

تسارعت دقات قلبه، لكنه تمالك نفسه وصعد الدرجات الخشبية المتهالكة. كلما اقترب من الطابق العلوي، كانت الهمسات تزداد وضوحًا، وكأن شيئًا ما يدعوه. فتح باب إحدى الغرف، فوجد نفسه في مكان مظلم. كان هناك نافذة مغطاة بالستائر، لكن الظلال التي تراقبه من الزوايا كانت تثير قلقه.

فجأة، انطفأ مصباحه. تملكته حالة من الذعر، لكن شيئًا غريبًا حدث. شعر بشيء يلمس كتفه، وكأنه يدًا باردة. التفت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. حاول أن يستعيد هدوءه، لكنه شعر بأن شيئًا ما يتربص به.

خرج من الغرفة بسرعة، لكنه عندما عاد إلى الدرج، لاحظ أن الأضواء في الأسفل كانت قد انطفأت أيضًا. بدأ يتراجع ببطء، وكأن شيئًا يدفعه إلى الوراء. ثم، سمع صوت صراخ يملأ المكان. كان صراخ امرأة، يتردد في كل ركن من أركان البيت.
Free Shot of an Old Staircase Stock Photo

توقف عامر في مكانه، وحاول أن يتجه نحو الباب، لكنه شعر بأن الأرض تحت قدميه تبتلعهم. كانت الظلال تتقارب منه، وكأنها تريد أن تجره إلى عمق البيت. بدأ يركض، لكنه شعر بأن شيئًا ما يتبعه. صرخ بكل ما أوتي من قوة، لكنه لم يجد مخرجًا.

مع كل خطوة، كانت الأصوات تتعالى، والأشكال الغامضة تقترب منه. أدرك أنه محاصر. فكر في ما سمعه عن البيت، عن الأرواح التي اختفت فيه، وكيف كان يجلب الحظ السيء للذين يدخلونه. ثم رأى شيئًا يلمع في الزاوية. اقترب منه، وكان عبارة عن مرآة قديمة مغطاة بالغبار.

عندما نظر في المرآة، لم يرَ صورته. بل رأى أشخاصًا آخرين، وجوههم مشوهة، وعيونهم مليئة بالخوف. كانت الصور تتكرر، وكأنها تحكي قصة من فقدوا أرواحهم في هذا البيت. في تلك اللحظة، أدرك عامر أنه ليس وحده، وأنه في خطر حقيقي.

استجمع شجاعته وأخذ يصرخ: "أريد الخروج!" وفجأة، توقفت الأصوات، وسادت حالة من الصمت المريب. بدأ البيت يت震震 تحت قدميه، وكأن شيئًا عظيمًا قد استيقظ. فتح عامر الباب الذي كان يقوده إلى الطابق السفلي، وركض بلا تردد.

خرج إلى الشارع في حالة من الذعر، ورآى الأضواء تتلألأ في الشوارع. لم يلتفت وراءه حتى وصل إلى منزله. عندما استعاد أنفاسه، أدرك أنه لا يمكنه نسيان تلك الليلة، وأن البيت كان له تأثير غامض على روحه.

منذ تلك الحادثة، أصبح عامر شخصًا مختلفًا. كان يفضل البقاء في المنزل، بعيدًا عن الأماكن المهجورة. وعندما كان يُسأل عن تلك الليلة، كان يكتفي بالقول: "الأماكن تحتفظ بأسرارها، وبعض الأسرار لا ينبغي أن تُكتشف".

وبقي البيت في الزاوية المظلمة من المدينة، يراقب المارة، ينتظر ضحية جديدة، حيث تستمر الأسطورة في النمو، وتظل الظلال في الزوايا تراقب كل من يجرؤ على الاقتراب منها.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

2

followings

2

similar articles