قوة الفكرة الثابتة.: قصتان هادفتان ومضحكتان للكبار.
قوة الفكرة الثابتة:
قصتان هادفتان ومضحكتان للكبار . مقدمة:
الفكرةالثابتة هي مفهوم يشير إلى الاعتقاد أو الرأي الذي يتسم بالاستقرار والثبات في ذهن الشخص ولا يتغير بسهولة على مر الزمن، بغض النظر عن الأدلة أو المعلومات الجديدة التي قد تتعارض مع هذا الاعتقاد. يمكن أن تكون الفكرة الثابتة إيجابية أو سلبية، وقد تؤثر على القرارات والتصرفات التي يتخذها الشخص في حياته اليومية.
تتكون الفكرة الثابتة نتيجة عدة عوامل، منها:
1. التربية والتنشئة الاجتماعية: يتعرض الأفراد منذ الصغر لأفكار وقيم تُزرع فيهم عبر الأسرة والمجتمع المحيط بهم، مما يجعل بعض الأفكار مستقرة في عقولهم.
2. التجارب الشخصية: التجارب التي يمر بها الفرد تلعب دورًا هامًا في تشكيل أفكاره. فإذا كانت تجربة معينة تؤكد اعتقاده أو رأيه، يصبح هذا الرأي ثابتًا وصعب التغيير.
3. العاطفة والانتماء: المشاعر القوية التي يحملها الفرد تجاه قضية معينة أو فكرة تجعله أكثر تمسكًا بها، وغالبًا ما يحجب هذا التمسك العقل عن إعادة التفكير فيها بموضوعية.
وهاتان القصتان حول هذا الموضوع.
القصة الأولى:
يحكى أن رجلاً زار أحد فلاسفة الرومان، فدعاه الفيلسوف إلى مأدبته، وعندما بدأ الرجل بشرب الحساء، رأى فى الطبق شيئاً كالأفعى. لكنه استمر فى الشرب خجلاً من حراجة الفيلسوف، وحين عاد إلى بيته ظلّ قلقاً مما تناوله.
وبالفعل أصابه ألم شديد فى بطنه، أزال النوم من عينيه. وحين طلع الصباح قصد بيت الفيلسوف لعله يجد دواء لما يعانيه.
وكم كانت دهشته عظيمة حين أخبره الفيلسوف أنه لم يكن فى الطبق أي أفعى، وإنما كان هذا إنعكاسا لصورة مرسومه على السقف، وأكد له ذلك حيث سكب طبق حساءً آخر، فانعكست فيه على الفور صورة الأفعى.
هكذا أحس بزوال ألم بطنه فور معرفته بالحقيقة..!
إن الأفعى موجودة فى عقلك فقط، لأن الوهم له قوة عجيبة قد تتحول إلى واقع محسوس فى داخل الإنسان...
لذلك كان يقول ابن سينا: "الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء
القصة الثانية :
كانت أسرة تتكون من الزوج عادل والزوجة أمينة وولدين في سن التمدرس ،وفجأة ودون سابق إنذار بدأت الزوجة تشكو ألما في بطنها وكانت لا تنام الليل بل تبقى تتنصت إلى مايحدث بداخلها ،في الصباح تنهض مرهقة لأنها لم تأخذ كفايتها من النوم ، تقضي يومها ممدة على السرير ،تقوم بالأعمال المنزلية بصعوبة مما جعل زوجها يأخذها إلى الطبيب وبعد الفحص تبين أنها تعاني من متلازمة القولون العصبي ولكنها لم تقتنع بما قال الطبيب فقد سيطرت عليها فكرة واحدة وهي : يوجد في بطني ضفدع وتضيف لقد سمعته ،وكم حاول عادل إقناعها بأن ذلك صوت الغازات داخل مصارينها لكنها لم تقتنع.
أخذها إلى طبيب ثاني وثالث والنتيجة واحدة ولكن لا مجال لإقناعها.
في يوم سمع بوجود طبيب ماهر فذهب إليه وشرح له الوضع ،فرد الطبيب.: دواؤها عندي أحضرها فقط .
في اليوم التالي كان عادل وزوجته أمينة أول من وصل إلى العيادة.
دخلا إلى غرفة الكشف ، استمع الطبيب إليها باهتمام .
سيظهر كل شيء على جهاز الإيكو : تمددي.
صاح الطبيب بعد لحظات : زوجتك معها حق ،تعال ،انظر ،هاهو الضفدع ،هل تراه؟
الزوج : نعم أراه.
أمينة فرحة : قلت لك لكنك لم تصدقني أرأيت؟
الطبيب : عملية جراحية بسيطة وسنخرج اللعين من بطنك وترتاحين، موعدنا الأسبوع القادم.
كان هذا الأسبوع هو أطول أسبوع على أمينة ،تنتظر موعد العملية الجراحية بفارغ الصبر.
في اليوم الموعود ،بنج الطبيب المريضة وخدشها في بطنها وضمده وأحضر قارورة بها ضفدع ووضعه على الطاولة ليكون أول شيء تراه بعد أن تستيقظ.
استيقظت أمينة وكم كانت فرحتها وهي ترى الضفدع في القارورة.
عادت إلى البيت واختفت أوجاعها وعادت ابتسامتها وعاشت حياة طبيعية ولكن في يوم تشاجرت مع زوجها على شيء تافه فصاحت بوجهه أنت مجنون .
رد عليها : لا أدري من منا المجنون أنا أم أنت؟
هل صدقت قصة الضفدع؟
إنها مجرد تمثيلية لعبناها عليك أنا و الطبيب ،لا وجود للضفدع في بطنك.
في اليوم الموالي عادت أمينة تشكو من آلام في بطنها ،وعادت التهيآت السابقة .
.
الخلاصة :
لاتستهن بقوة الفكرة ، إذلها تأثير قوي على السلوك ولهذا يقال : أنت ما تفكر فيه .
يمكن للفكرة أن تجعلك سعيدا أو حزينا ،ناجحا أو فاشلا يكفي أن تقنع نفسك بها .