عودة أشعب إلى مملكة القمر
عودة أشعب
رجع أشعب من رحلته إلى مملكة القمر بعد غياب طويل في مملكة التتار ، مع جنكيزخان الإمبراطور العظيم إمبراطور التتار ، و نظر أشعب إلى المملكة ، نظرة المشتاق إلى محبوبته ، التي تغير شكلها كثيرا ، و اقترب من جماعة تتكلم فيما بينها عن عزيمة في قصر الأمير، وقالوا : أن هناك عزيمة سوف يقيمها الأمير بمناسبة خطبته على أميرة جميلة من مملكة البحار .
أستعد أشعب للذهاب إلى الحقلة التي تقام في الليل ، فلبس أ<مل ثيابه التي تليق بالمناسبة ، و لكنه لم يكن معه دعوة لحضور الحفل كبقية المدعوين ، فمنعه الحارس من الدخول بغلظة ، و طرده شر طردة ، و كان أن يضربه .
و فكر اشعب تفكيرا عميقا في كيفية الدخول إلى الحفل ، و لكنه لم يهتدي إلى حيلة مناسبة ليدخل بها إلى الحفل الذي بدأت موسيقاه تصدح في أرجاء المكان .
لمح أشعب عربة فخمة، بحصانين مطهمين تسير نحو القصر ، فاقترب من السائس ، و طلب منه أن يجلس بجواره و يساعده ، و نظر إليه السائس باستغراب ، و سأل سيده من نافذة صغيرة ، فاعطه الأذن بأن يركب بجواره .
كانت في الحفل موسيقى عذبة و أغاني رقيقة و رقص من جواري القصر الفاتنات ، و العيب الوحيد في نظر أشعب أن الحفل لم يكن بها أي صنف من المأكولات ، فسأل عن السبب ، و عرف أن حفلات مملكة القمر تقام على الفرح و الابتهاج و السرور و الانشراح ، و أن كل مدعو يأتي إلى الحفل يأكل في بيته قبل أن يأتي ، بل و يشرب في داره .
و هكذا كانت عودة أشعب بلا فائدة ، و قال في سره :
هل أمير مملكة القمر بخيل ؟
و لكن صوت جاء من أعماق الفضاء : لا .. إن الأمير كريم جدا و لكنه لا يحب المتطفلين ، فجعل من عادات المملكة أن يأكل المدعو و يشرب قي بته ،حتى يتفرغ للمرح و السرور .