روميو وجولييت ج2
|3|_ثم قالت جولييت لوصيفتها
(من هذا الشاب الذي لم يشأ أن يرقص)
(اسمه روميو، من أسرة مونتاجيو، الابن الوحيد لعدوكم الأكبر)
ثم ذهبت جولييت إلى غرفتها، ونظرت من نافذتها التي تُطلُّ على حديقة غنَّاء يُلقي القمر بأشعته عليها. كان روميو مختفيًا في تلك الحديقة وسط الأشجار؛ إذ لم يكن باستطاعته أن يذهب دون أن يحاول رؤيتها مجددًا. لذا، ونظرًا لأنها لم تكن تعرف أنه هناك، تحدثت بصوت عالٍ مفصحةً عما يجيش به صدرها وقالت للحديقة الهادئة إنها وقعت في غرام❤️ روميو
سمع روميو ما قالته واسعد سعادة غامرة نظر لأعلى من مخبئه ورأى وجهها الجميل في ضوء القمر، مؤطرًا وسط النباتات المتسلِّقة الزاهية النامية حول نافذتها
وبينما كان ينظر إليها ويستمع لما تقوله
شعر وكأنه يعيش حلمًا
قالت جولييت {حسنًا لما سُميت روميو} منذ أن أحببتك، لم يعد للأسماء معنًى}
صاح روميو{ناديني باسم حبيبي، وسيُصبح ذاك هو اسمي ولن أغدو روميو بعد اليوم} وهو يخرج في ضوء القمر الأبيض الكامل من المكان الذي كان يختبئ فيه الذي كان تُظلِّله أشجار السرو ونباتات الدفلي. شعرت بالفزع في البداية، ولكن عندما أدركت أنه روميو وليس شخصًا غريبًا، شعرت هي الأخرى بالسعادة، وأخذا، بينما كان هو يقف في الحديقة بالأسفل وهي تنظر من النافذة، يتحدثان طويلًا معًا، وقد حاول كل منهما أن يبحث عن أعذب الكلمات في العالم، لينتجا ذاك الحديث الممتع الذي يدور بين المحبَّين. إن تفاصيل كل ما قالاه والموسيقى العذبة التي نتجت عن صوتَيهما يجب أن تروى في كتاب ذهبي يُمكنكم أيها الأطفال أن تقرءوه بأنفسكم يومًا ما
مر الوقت بسرعة شديدة، كما هو الحال دائمًا مع العاشقين عندما يكونون مع بعضهم، لدرجة أنه عندما حانت لحظة الوداع، بدا لهما وكأنهما قد تقابلا للتوِّ، وفي واقع الأمر، كانا لا يعرفان كيف يترك كل منهما الآخر.
قالت جولييت: «سأرسل إليك رسولًا غدًا.»
وهكذا، في النهاية وبعد الكثير من الأخذ والرد واللوعة، ودَّع كل منهما الآخر.
دخلت جولييت إلى غرفتها، وغطَّى ستار داكن نافذتها اللامعة. وأخذ روميو يتلمَّس طريقه عبر الحديقة الهادئة الندية وكأنه يعيش حلمًا.
في صباح اليوم التالي، وفي وقت مبكر جدًّا، ذهب روميو إلى القس لورنس وأخبره بالقصة كاملةً وترجاه أن يزوِّجه جولييت على الفور. وبعد بعض النقاش، وافق القس على أن يفعل ذلك.
لذا، عندما أرسلت جولييت مربيتها العجوز إلى روميو في ذلك اليوم لتعرف ماذا سيفعل، نقلت السيدة العجوز رسالة إلى جولييت مفادها أن كل شيء يسير على ما يرام، وأن روميو قد أعدَّ كل الترتيبات اللازمة للزواج في صباح اليوم التالي.
|4|_زواج روميو وجولييت
خشي العاشقان الصغيران أن يطلبا موافقة والديهما على زواجهما، كما هو المفترض بسبب ذلك الخلاف القديم السخيف الموجود بين العائلتين
كان القس لورنس على استعداد لمساعدة العاشقَين سرًّا، لأنه كان يعتقد أنه بمجرد أن يتزوجا، سرعان ما سيعرف أهلهما الأمر، وقد يضع هذا الزواج نهاية سعيدة للخلاف القديم.
لذا، في وقت مبكِّر من صباح اليوم التالي تزوج روميو وجولييت في منزل القس لورنس، ثم تفرَّقا وهما يتبادلان القبلات والدموع تنهمر منهما. وعد روميو بأن يأتي إلى حديقة منزلها في تلك الليلة، وأعدَّت المربية حبلًا على هيئة سلم كان عليها أن تُدليه من نافذة جولييت بحيث يستطيع روميو استخدامه في التسلق إلى النافذة والحديث إلى زوجته الحبيبة في هدوء وعلى انفراد.
لكن في هذا اليوم حدث شيء فظيع.
قابل تيبالت، الشاب الذي كان مغتاظًا بشدة من ذهاب روميو إلى حفل آل كابيوليت، روميو وصديقَيه، ميركوشيو وبينفوليو في الطريق، ونعت روميو بأنه وغد وطلب مبارزته. لم يشأ روميو أن يبارز ابن خال جولييت، لكن ميركوشيو استلَّ سيفه، وتبارز هو وتيبالت. وقُتلَ ميركوشيو. وعندما رأى روميو أن صديقه قد مات، نسيَ كل شيء فيما عدا غضبه من الرجل الذي قتَله، وتقاتل هو وتيبالت حتى خر الأخير صريعًا.