زواج فاشل و هربت العروس
زواج فاشل و هربت العروس
كان المدعوين قد حضروا إلى قاعة العرس ، و أخذت كل أسرة مكانها في القاعة في انتظار حضور العروسين .
وصلت سيارة العروس المزينة بالشرائط الملونة بشتى الأوان ، و بالزهور الجميلة ، و صلت إلى باب دار المناسبات التي تلألأت بالأضواء الباهرة ، و احتشدت بالمدعوين ، و ترها بعدئذ عشرات السيارات التي تحمل اقارب العروسين و أصدقاؤهما المقربين ، و انطلقت الزغاريد في جميع الأنحاء ، ثم تقدم العروسان محاطين بالأطفال الصغار بملابسهم البيضاء ، ووجوههم الملائكية ، و هم يحملون الشموع الموقدة حتى وصلا إلى الكوشة
بدأت اجراءات الزواج المعتادة في تلك الأحوال ، و عندما سئلت العروس أخيرا أمام الشهود، إن كانت تقبل هذا الرجل زوجا لها ، فوجئ الحاضرون برد العروس : كلا ، كلا ، كلا ،
و اصيب الجميع بالوجوم ، و ساد الهرج خصوصا بعد أن تركت المكان ، و هرعت إلى الخارج بفستان الزفاف ، وهي تجري ، تولى والدها وبعض أقاربها اللحاق بها و اقناعها بالعودة دون جدوى .
غادر بعض المدعوين و الأسف و الدهشة تملأ وجوههم ، و ظل العريس واجما ، و أقربه مسمرين في مكانهم يضربون كفا على كف من هول الصدمة الغير متوقعة ، و كل منهم يحاول تفسير ما حدث كما يحلو له ، و اقترب أحدهم من العريس الذي كان منهارا تماما سأله محاولا ان يعرف حقيقة ما جرى :
ترى لعل أهلها أجبروها على الزواج منك ؟
أجاب وهو في شدة الانفعال ، لا أعلم لماذا فعلت بي ذلك ، ووضعتني في موقف مخجل وسط الجميع .
سألت نفسي ؟ هل وشى بي أحد و قال لها إنني أخونها مع أخرى مما أفقدها الثقة بي .
أجبت إنني لم أفعل ذلك اطلاقا ، بل إني عازف عن الارتباط بأي صداقة من أي نوع مفضلا الانعزال عن المجتمع نساؤه و رجاله ، مكتفيا بوجودي معها ، و إن كنت إكراما لها أشاركها الجلسات التي تجمعها بصديقاتها في النادي أو غيره ، و أتبادل معهن الحديث معها في شتى الموضوعات ، خصوصا تلك التي تخص المطبخ ، لأنني أحب أن اتواجد دائما فيه لأنني أتقن بعض أنواع الأطعمة اتقانا تاما ،و الحلويات المميزة بشتى أنواعها ، معتقدا أن هذا أمر بسعدها ،و يسعد غيرها من النساء ، كما كنت أصر على أصطحابها عند شراء ملابسها ، واختار لها ما يناسبها في نظري خصوصا إنني أجيد الفصال مع الباعة ، و عندما كنت أدعوها للغداء أو العشاء لم احملها عبء اختيار نوع الطعام أو الحلوى الذي سوف تتناوله ، بل كنت أقوم بذلك نيابة عنها ، كما أعتدت على أدفع بقشيشا لمن يقومون بالخدمة توفيرا للنفقات ، اكتفاء بالعشرة في المائة خدمة التي تخصم منا لهذا السبب .
قاطعه صديقه قائلا : كفى ، كفى (لقد عرف السبب ، لماذا هربت العروس ، و بطل العجب ، و لها الحق كل الحق في أن تهرب منك )